خوارزميات الإنسان هل تهزم خوارزميات الكمبيوتر؟
الاثنين - 10 يوليو 2023
Mon - 10 Jul 2023
بلا شك، تبدو قدرات الحواسب الآلية تتضاعف كل يوم، فهي لا تكتفي باتجاه واحد من التوسع والتطور، بل في كل اتجاه مذهل، حتى إنها صارت تقتحم كل شيء وأي شيء في حياتنا، وأخيرا وأكثر ما يشغل الناس هذه الأيام هي خوارزميات الكمبيوتر التي تتنبأ في سلوك الإنسان ورغباته حتى يكون المستهلك خدمة التاجر والمسوق لتمرير المنتجات إليك بهدف تعظيم البيع، وليت الأمر يتوقف على البيع والشراء والاستهلاك والاقتصاديات، وقد تعتبر هذه الخوارزميات هي أخف وأهون إشكالياتها، مقابل ما يناظرها من خوارزميات أخرى متخصصة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تهزم خوارزميات الإنسان المعقدة وفي ذهنه، الخوارزميات الآلية بسبب ذكاء الإنسان.
بمعنى آخر، هل يمكن للإنسان بذكائه وتوقعاته أن يهزم الكمبيوتر وتطوراته وقدراته على محاصرة الإنسان، فالمؤكد أن أخلاقيات العمل الالكتروني باتت في أقل حالاتها، ولم تعد حالات فردية بين مخترق «هاكر» وجهاز حاسب آلي وآخر، بل الأمر يبدو أكثر من ذلك إذ إن الأمر وصل لمستويات دول وأمم وتحالفات، وأخيرا أمريكا تتهم الصين بأن تطبيقاتها الاجتماعية قد تجمع معلومات غير مرغوبة عن الشعوب في الدول الأخرى ولأهداف غير تسويقية، إن كان هذا ما يحدث على مستوى التجارة، فإن ثمة سؤال آخر: ماذا يحدث على المستويات الأخرى!
مهما يكن من أمر، وبتوقع شخصي ستبقى الأجهزة تحاصر الإنسان حتى حين، لكن الإنسان – بكل أهدافه المتنوعة، وإمكاناته الذهنية وعقله المعقد، وأساليبه الشرعية منها وغير الشرعية – سيقاوم هذه المحاصرة، ولن تستطيع هذه الخوارزميات أن تقاوم ذكاء الإنسان وخوارزمياته الطبيعية، ولعل أكثر ما يستند إليه الإنسان في خوارزمياته هو الحس الطبيعي لديه، وكذلك قدرته على التنبؤ وتفهم الآخرين، كما أن الداخلين واللاعبين من البشر هم مجموعة من المتغيرات (العوامل) البشرية، التي تتبدل أذواقها ورغباتهم بسرعة مذهلة، ويمكن للإنسان فهمها وتفهمها؛ وقد لا يتمكن لا الكمبيوتر ولا علم الإحصاء والاحتمالات أن تستوعبها، كما أن فكرة التخلي عن التقنية تبدو فكرة أو حلا للإنسان ليسقط من حسابات الأجهزة من الأصل!
إن أكثر ما يلح على الجانب النظري هو: هل هناك سيناريو محتمل على مقاومة الإنسان وذكائه وخوارزمياته الطبيعية في مقاومة خوارزميات الأجهزة الحاسوبية، وبالتأكيد يمكننا تخيل تلك السيناريوهات، وقد تحدث، وقد لا تحدث هذه السيناريوهات المحتملة في مخيلتنا، بل سيناريوهات أخرى لم تكن في الحسبان.
أحد هذه السيناريوهات، أن يصنع الإنسان أجهزة ريبوتية تقوم بدخول الإنترنت وتناظر الإنسان في تصرفاته، كما لو كانت إنسانا مزيفا وسلوكا مصطنعا، يمكنها أن تضلل أي أجهزة حاسوبية أخرى، وتصنع سلوكيات أخرى مزيفة وغير حقيقية، لدرجة أنها قد تفسد نتائج أبحاث الذكاء الاصطناعي، مما يجعل من خوارزميات الذكاء الاصطناعي غير صادقة ولا يمكن الاعتماد عليها ولا تعتبر ذات قيمة لعدم التفرقة بين الحقيقي منها وبين المزيف، ويمكن أن تشجع بعض الدول هذا التوجه لعملية كسر الرقابة المفروضة عليها من قبل دول أخرى مسيطرة على التطبيقات المتلصصة على الناس، هذا الافتراض ليس سوى مسرحية متخيلة قد لا تحدث إطلاقا لكنها في النهاية احتمال من ملايين الاحتمالات التي قد تحدث حتما في مقاومة ذكاء الكمبيوتر المدعوم من الإنسان ضد الإنسان. وقد كان هذا هو السلوك البشري من زمن أن يرضخ فترة للضغط تطول أو تقصر ثم في النهاية يخلق ثورة علمية في اتجاه جديد يقاوم فيه ما كان يعاني منه سابقا وتاريخ الإنسان مليء بتلك المقاومة الفعالة ليس على مستوى التكنولوجيا فحسب، بل على كل المستويات، فالتكنولوجيا حدث جديد على الإنسانية لكن كل الأساليب الأخرى مهما تغيرت وتعددت وتشكلت أسبابها مثل ثورة الصناعة وثورة الغذاء وثورة الزراعة وغيرها.
Halemalbaarrak@
بمعنى آخر، هل يمكن للإنسان بذكائه وتوقعاته أن يهزم الكمبيوتر وتطوراته وقدراته على محاصرة الإنسان، فالمؤكد أن أخلاقيات العمل الالكتروني باتت في أقل حالاتها، ولم تعد حالات فردية بين مخترق «هاكر» وجهاز حاسب آلي وآخر، بل الأمر يبدو أكثر من ذلك إذ إن الأمر وصل لمستويات دول وأمم وتحالفات، وأخيرا أمريكا تتهم الصين بأن تطبيقاتها الاجتماعية قد تجمع معلومات غير مرغوبة عن الشعوب في الدول الأخرى ولأهداف غير تسويقية، إن كان هذا ما يحدث على مستوى التجارة، فإن ثمة سؤال آخر: ماذا يحدث على المستويات الأخرى!
مهما يكن من أمر، وبتوقع شخصي ستبقى الأجهزة تحاصر الإنسان حتى حين، لكن الإنسان – بكل أهدافه المتنوعة، وإمكاناته الذهنية وعقله المعقد، وأساليبه الشرعية منها وغير الشرعية – سيقاوم هذه المحاصرة، ولن تستطيع هذه الخوارزميات أن تقاوم ذكاء الإنسان وخوارزمياته الطبيعية، ولعل أكثر ما يستند إليه الإنسان في خوارزمياته هو الحس الطبيعي لديه، وكذلك قدرته على التنبؤ وتفهم الآخرين، كما أن الداخلين واللاعبين من البشر هم مجموعة من المتغيرات (العوامل) البشرية، التي تتبدل أذواقها ورغباتهم بسرعة مذهلة، ويمكن للإنسان فهمها وتفهمها؛ وقد لا يتمكن لا الكمبيوتر ولا علم الإحصاء والاحتمالات أن تستوعبها، كما أن فكرة التخلي عن التقنية تبدو فكرة أو حلا للإنسان ليسقط من حسابات الأجهزة من الأصل!
إن أكثر ما يلح على الجانب النظري هو: هل هناك سيناريو محتمل على مقاومة الإنسان وذكائه وخوارزمياته الطبيعية في مقاومة خوارزميات الأجهزة الحاسوبية، وبالتأكيد يمكننا تخيل تلك السيناريوهات، وقد تحدث، وقد لا تحدث هذه السيناريوهات المحتملة في مخيلتنا، بل سيناريوهات أخرى لم تكن في الحسبان.
أحد هذه السيناريوهات، أن يصنع الإنسان أجهزة ريبوتية تقوم بدخول الإنترنت وتناظر الإنسان في تصرفاته، كما لو كانت إنسانا مزيفا وسلوكا مصطنعا، يمكنها أن تضلل أي أجهزة حاسوبية أخرى، وتصنع سلوكيات أخرى مزيفة وغير حقيقية، لدرجة أنها قد تفسد نتائج أبحاث الذكاء الاصطناعي، مما يجعل من خوارزميات الذكاء الاصطناعي غير صادقة ولا يمكن الاعتماد عليها ولا تعتبر ذات قيمة لعدم التفرقة بين الحقيقي منها وبين المزيف، ويمكن أن تشجع بعض الدول هذا التوجه لعملية كسر الرقابة المفروضة عليها من قبل دول أخرى مسيطرة على التطبيقات المتلصصة على الناس، هذا الافتراض ليس سوى مسرحية متخيلة قد لا تحدث إطلاقا لكنها في النهاية احتمال من ملايين الاحتمالات التي قد تحدث حتما في مقاومة ذكاء الكمبيوتر المدعوم من الإنسان ضد الإنسان. وقد كان هذا هو السلوك البشري من زمن أن يرضخ فترة للضغط تطول أو تقصر ثم في النهاية يخلق ثورة علمية في اتجاه جديد يقاوم فيه ما كان يعاني منه سابقا وتاريخ الإنسان مليء بتلك المقاومة الفعالة ليس على مستوى التكنولوجيا فحسب، بل على كل المستويات، فالتكنولوجيا حدث جديد على الإنسانية لكن كل الأساليب الأخرى مهما تغيرت وتعددت وتشكلت أسبابها مثل ثورة الصناعة وثورة الغذاء وثورة الزراعة وغيرها.
Halemalbaarrak@