"نص حكيم".. الشاهد التاريخي لـ "رحلة الكتابة والخط"

تعرض الأعمال الفنية والخطية التي تشارك في معرض "رحلة الكتابة والخط" نصوصاً قرآنية وأحاديث وأشعاراً مشكِّلة في مجملها بعداً روحياً للخط في الحضارة العربية والإسلامية وفنياتها التاريخية والكلاسيكية والمعاصرة، ويرى الخطاط والمعماري عبد الرحمن الشاهد أن هذا المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة بالرياض يسهم في نشر الثقافة والمعرفة من خلال الخط العربي.
ويشارك الشاهد بلوحة مستلهمة من القرآن الكريم بدأ العمل عليها منذ عام 2022، وهي عبارة عن صندوقين ضوئيين تموضع أحدهما فوق الآخر، بمساحة 60 X 120سم لكل منهما، جمع في الأول الأحرف المقطعة من القرآن الكريم بخط الإجازة والثلث الجليّ وحذف المكرر والمتشابه منها ليتبقى 14 حرفاً، رتّبها في الصندوق الثاني بحسب نزول القرآن الكريم ليخرج بعبارة:" نص حكيم له سر قاطع".
يأخذنا هذا العمل إلى عالم الحروف المقطعة في القرآن الكريم والتي تعد من المعجزات القرآنية في بداية 29 سورة، وعند جمع هذه الحروف بعد استبعاد المتكرر منها وترتيبها وفقاً لترتيب نزول الوحي من سورة اقرأ إلى الفتح ومن الفاتحة إلى الناس تظهر هذه الجملة التي اختار منها الخطاط أول كلمتين لتكونا عنواناً لهذه اللوحة الباذخة.
وقال الشاهد:" إن اختيار الألوان أحد فلسفات وحدة الخط العربي؛ فالخطاطون يدرسون النسب الجمالية الموجودة في الفلك والأبعاد ما بين النجوم وما هو موجود في جسم الإنسان وبالتالي يتم إسقاطها على الحرف حتى يحصلوا على أفضل نسبة جمالية، لذلك حاولت الوصول إلى فكرة الأبيض والأسود لتعطي نفس المعنى".
وشبه الخط العربي بالمحيط الذي يحمل الكثير من الجماليات والأسرار والكنوز التي تجذب الخطاط والفنان وتلهمه في استيحاء كل جديد وجميل، وأهم ما يميزه أنه فن يتطور على مدار 1400 سنة، فالخطاط الذي يأتي الآن يطور ما سبق مع إضافة مختلفة قد تكون في الخامات أو في شكل الأحرف.
يُذكر أن معرض " رحلة الكتابة والخط" يهدف إلى إبراز الخط العربي كعنصر جوهري في الثقافة والهوية العربية، ويسلط الضوء على الأبعاد الجمالية والوظيفية لهذا الفن، بمشاركة 34 خطاطاً يقدمون أعمالاً مستلهمة من الإرث الإسلامي.