عثمان أبوزيد

رفادة وسقاية

الاحد - 09 يوليو 2023

Sun - 09 Jul 2023

أرادت سيدة حاجة شراء حبة واحدة من الموز، واستكثرت سعرها الذي يساوي تسعة جنيهات بعملة بلدها. انتبه أحدهم إلى هذه المساومة، فاشترى لها كيلو موز بدلا من حبة واحدة. وفي موقف مشابه، وجدت حاجا يناول صاحب مطعم ريالا واحدا، يريد أرزا بريال دون لحم ولا إدام. هناك حجاج يضطرون إلى انتظار سفرهم، ويقل ما معهم من مصروف، خاصة حجاج الدول الفقيرة.

وبحمد الله، فإن حكومة المملكة العربية السعودية، ترعى هؤلاء الحجاج بتقديم السقاية وتوفير ماء زمزم لهم. وهناك كثير من المحسنين من أهل مكة يبرزون شكلا جديدا من الرفادة بتوزيع الوجبات الغذائية.

ويعجبني مسلك أولئك النفر من أهل مكة، الذين يتولون بعث ذلك الإرث القديم من السقاية والرفادة، بتوزيع الماء المبرد والتمر في المساجد. إنها مكارم نسأل الله أن يثيب عليها هؤلاء العاملين المخلصين.

بعث إلينا الحاج "بمبا" من غانا أنه قدم للحج ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين، وكان معه أحد العلماء الفقراء، لم يتمكن من حمل مبلغ معه سوى شيء يسير جدا. يعبر الشيخ "بمبا" عن ذلك بجملة قرآنية لطيفة: لولا سخاء مضيفنا بسد حاجتنا، لوجدنا من سفرنا هذا نصبا!.