التلوث المعرفي
الأربعاء - 05 يوليو 2023
Wed - 05 Jul 2023
كما أن هناك تلوثا بيئيا وبصريا وسمعيا، (نعني بذلك ازدحام المكان أو المساحة ببقايا، أو ما ساء من منظر أو صوت، أو في المناخ كالغبار وتناثر الأوراق في مهب ريح)، فهناك تلوث معلوماتي أو معرفي.
الجميع (الجمع هنا لمن جال أو تواجد على منصة الإعلام المرئي بدون وجه حق، وبدون شرعية ليكون معلما). الغالب أصبح الآن مرشدا ومصلحا ومقوما ومربيا وصاحب تجربة.
هناك من يفيد بأن زيت الزيتون علاج لكل الأمراض، والآخر يردد أن البصل يقيك من ارتفاع ضغط الدم، ويأتي آخر ليقول الإيجابية هي اعتزال الناس، وأخرى تنادي بتحدي الرجل والمطالبة بالقسط الجائر، وأشدهم سوادا أولئك الذين جعلوا التهكم والاستخفاف بديلا عن الابتسامة الصافية، بلا إذلال أو قتل للحياء، وأوجعهم إيذاء من جعل تحية كل صباح إهداء لزعزعة السكينة بطرح جديد له السبق فيه، بعيد عن المنطق والعلم.
على الجانب المضيء من المشهد، هناك مقدمو معلومة يملكون الخبرة الحق، والعلم المبني على البراهين والمرجعية العلمية، والأدب عند الابتسام.
في قناعاتي التلوث يستمر، ما زلنا لم نمسح عن أعيننا الغبار (قالوا لفرعون مين فرعنك قالهم ما لقيت أحد يردني).
لا بد من الرد، لا بد من الاتجاه المضاد، لا بد من ردة فعل ثابتة قوية تمنع كل هذا الهرج والمرج، الذي يتعدى على ثقافة مجتمع وبناء ركائزه وأعمدته، يمارسون النظام الاقتصادي في العرض والطلب، نظام أن هناك من يشتري البضاعة بثمن تراب بخس ويعرضها للبيع بثمن تبر لامع، أن تزداد أرصدة من وراء بيع الهواء، والكل يردد محتوى. المحتوى تجده في صحائف الإنسان المجرب، فيما ثبت على أمهات الكتب، وما وثق في الأرشفة المرجعية.
المتابعون الذين أطلقوا الألقاب جزافا على هوامش المعرفة، هم من ساعدوا على انتشار الغبار في الجو، والضجيج في السمع، والغث من المعلومة.
لو أوقف كل شخص ما يأتيه من سيئ المعرفة وباطل المشهد ونشاز الكلمة، لتوقف هذا التلوث المعرفي الذي صبغ معرفة الناس بالهراء. لا بد من تقنين من يصلح ليكون مقدم التجربة ومربي النشء.
ما زال هناك البعض من يملك الملكة ليقدمها لمن حوله، وإذا ما ثبت صحة ما يقدم ستنتشر دون أن يلهث خلف عدد المتابعين والمطبلين لما قدم. نحن مسؤولون عما نشاهد ونسمع ونقبل من معرفة (استفت قلبك)، ولنا في المراجع العلمية والتربوية ما هو وتد ثابت يزداد رسوخا. زمن المعلومة السريعة الباهتة التي قد تؤذي جيلا يحتفي بنيوم، ومستقبلا يتطلب الثبات، يحتاج إلى التقنين.
اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، اللهم آمين.
DrEmanMA@
الجميع (الجمع هنا لمن جال أو تواجد على منصة الإعلام المرئي بدون وجه حق، وبدون شرعية ليكون معلما). الغالب أصبح الآن مرشدا ومصلحا ومقوما ومربيا وصاحب تجربة.
هناك من يفيد بأن زيت الزيتون علاج لكل الأمراض، والآخر يردد أن البصل يقيك من ارتفاع ضغط الدم، ويأتي آخر ليقول الإيجابية هي اعتزال الناس، وأخرى تنادي بتحدي الرجل والمطالبة بالقسط الجائر، وأشدهم سوادا أولئك الذين جعلوا التهكم والاستخفاف بديلا عن الابتسامة الصافية، بلا إذلال أو قتل للحياء، وأوجعهم إيذاء من جعل تحية كل صباح إهداء لزعزعة السكينة بطرح جديد له السبق فيه، بعيد عن المنطق والعلم.
على الجانب المضيء من المشهد، هناك مقدمو معلومة يملكون الخبرة الحق، والعلم المبني على البراهين والمرجعية العلمية، والأدب عند الابتسام.
في قناعاتي التلوث يستمر، ما زلنا لم نمسح عن أعيننا الغبار (قالوا لفرعون مين فرعنك قالهم ما لقيت أحد يردني).
لا بد من الرد، لا بد من الاتجاه المضاد، لا بد من ردة فعل ثابتة قوية تمنع كل هذا الهرج والمرج، الذي يتعدى على ثقافة مجتمع وبناء ركائزه وأعمدته، يمارسون النظام الاقتصادي في العرض والطلب، نظام أن هناك من يشتري البضاعة بثمن تراب بخس ويعرضها للبيع بثمن تبر لامع، أن تزداد أرصدة من وراء بيع الهواء، والكل يردد محتوى. المحتوى تجده في صحائف الإنسان المجرب، فيما ثبت على أمهات الكتب، وما وثق في الأرشفة المرجعية.
المتابعون الذين أطلقوا الألقاب جزافا على هوامش المعرفة، هم من ساعدوا على انتشار الغبار في الجو، والضجيج في السمع، والغث من المعلومة.
لو أوقف كل شخص ما يأتيه من سيئ المعرفة وباطل المشهد ونشاز الكلمة، لتوقف هذا التلوث المعرفي الذي صبغ معرفة الناس بالهراء. لا بد من تقنين من يصلح ليكون مقدم التجربة ومربي النشء.
ما زال هناك البعض من يملك الملكة ليقدمها لمن حوله، وإذا ما ثبت صحة ما يقدم ستنتشر دون أن يلهث خلف عدد المتابعين والمطبلين لما قدم. نحن مسؤولون عما نشاهد ونسمع ونقبل من معرفة (استفت قلبك)، ولنا في المراجع العلمية والتربوية ما هو وتد ثابت يزداد رسوخا. زمن المعلومة السريعة الباهتة التي قد تؤذي جيلا يحتفي بنيوم، ومستقبلا يتطلب الثبات، يحتاج إلى التقنين.
اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، اللهم آمين.
DrEmanMA@
