محمود أحمد منشي

حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور

الأربعاء - 05 يوليو 2023

Wed - 05 Jul 2023

بتوفيق العلي القدير ثم بما وفرته حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء سلمهم الله، حج الحجيج وأدوا مناسكهم وسط أجواء إيمانية مفعمة بالأمن والأمان تحيطهم رعاية الباري جل وعلا، وهم يرفلون في صحة وعافية في ظل توفير كافة الخدمات، واكتملت الاستعدادات من كافة الجهات المعنية، وزارة الداخلية (الأمن العام)، وزارة الحج والعمرة، وزارة الشؤون الإسلامية، وزارة الصحة، وزارة الشؤون البلدية والقروية، الهلال الأحمر السعودي، وزارة الإعلام، أمانة العاصمة المقدسة، رجال الحرس الوطني، الدفاع المدني، وزارة الاتصالات، وزارة الثقافة.

الكل والحمد لله استنفر طاقاته لتقديم أفضل ما لديه وهو شرف عظيم، كما نقلت كاميرات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، والصحف المحلية والعالمية، وجاءت الإشادة من قبل الإعلاميين السعوديين، العرب ومن الدول الإسلامية والعالمية، حيث أشادت محطة السي إن إن الأمريكية بما قدمت الأجهزة المختلفة خاصة الأمنية ،الخدمات، على قدرة عالية وكفاءة رجال الأمن والأجهزة الأخرى بقيادة دفة هذه الحشود الكبيرة في أماكن ضيقة وهذه سمة تميز بها رجال الأمن عن غيرهم في العالم في فترة محددة رغم اختلاف مشاربهم وثقافاتهم.

حتى رؤساء البعثات الأجنبية والفضائيات الأخرى ورجال الإعلام أشادوا والحمد لله على نجاح تنقل أكثر من مليون و845 ألف حاج بدءا من يوم التروية 8 من ذي الحجة من مكة إلى منى ثم صبيحة يوم 9 الانطلاق إلى عرفات والعودة بعد مغرب اليوم نفسه إلى مزدلفة ثم إلى منى لعمل النسك يوم العيد باقي الشعائر وما هو مطلوب من الحاج عمله حتى آخر أيام التشريق، بفضل الله أنهى الحجيج حجهم بكل يسر وسهولة وطافوا طواف الوداع ثم غادروا إلى ديارهم سالمين غانمين إن شاء الله، خرجوا من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم، جاء في الحديث (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، وحديث آخر (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه).

كان لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ثم لإشراف سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على سير وتنفيذ ما خطط ورسم له من قبل قيادات الحج سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية، معالي مدير الأمن العام وكافة المسؤولين في القطاعات الأمنية الأخرى، رجال المرور وكافة الأجهزة الخدمية، تضافرت كل الجهود والتي أثمرت عن هذا النجاح المنقطع النظير، رحلة إيمانية موفقة وميسرة بفضل الإمكانات الضخمة والتسهيلات التي توافرت والمميزات والمشاريع التي تشيد كل عام كل ما دعت الحاجة لها لكي يمضي الحجيج يؤدون هذه الشعيرة العظيمة وهذا الركن الخامس أداء فريضة الحج وهم ينعمون بالأمن والأمان والطمأنينة وسهولة التنقل في المشاعر بفضل الطرق الحديثة، الكباري، الأنفاق، قطار المشاعر، طريق المشاة الذي يعتبر أطول طريق مشاة في العالم بطول 25 كم بدءا من عرفات إلى منى حيث على امتداده رشاشات الماء التي تنثر رذاذ الماء التي تلطف الأجواء، كباقي الرشاشات المنتشرة في أرجاء منطقة المشاعر.

الجدير ذكره تم إجراء 23 عملية جراحة قلب مفتوح، 162 عملية قسطرة قلبية، تسهيل عشرات الإسعافات لنقل الحجاج المرضى من المدينة المنورة إلى منطقة المشاعر المقدسة لتأدية فريضة الحج كذلك من مكة المكرمة إلى المشاعر لنقل الحجاج المرضى وسط رعاية واهتمام بالغين من قبل المسؤولين في الجهات الصحية والأمنية في منطقة المشاعر، توفير أكثر من 7 ملايين وجبة غذائية يوميا لضيوف حجاج بيت الله كما تم عمل البطاقة الذكية لكل حاج فيه "باركود" مدون فيه الحالة الصحية وعنوانه وكثير من المعلومات الخاصة بالحاج مما أسهم في تسهيل وتيسير مسيرة الحجاج في منطقة المشاعر.

أعلنت الخطوط الحديدية السعودية (سار) نجاح خطتها لتشغيل قطار المشاعر المقدسة في موسم حج 1444 بعد أن نقلت أكثر من 2.13 مليون راكب بين محطات القطار الـ 9 الواقعة في منى، عرفات، مزدلفة، خلال 2208 رحلات ترددية.

يذكر أن وزارة الصحة جهزت خلال موسم الحج لهذا العام في مكة المكرمة والمدينة المنورة منطقة المشاعر منشآتها الصحية لتقديم الخدمات العلاجية على أعلى مستوى حيث بلغ عدد المستشفيات 32 مستشفى يساندها 140 مركزا صحيا وزادت سعتها سريريا إلى 6132 سريرا، فيما بلغ عدد الأسرة المخصصة للعناية المركزة 761 سريرا، و32 ألف من الكوادر والطواقم الطبية.

وفي تصريح لمعالي مدير الأمن العام أن عدد رجال الأمن 95 ألف كانوا متواجدين في منطقة المشاعر من مختلف القطاعات الأمنية، (تم تدريب 2000 جندي) للقيام بالإسعافات الأولية للحجاج. تعليم كثير من رجال الأمن للعديد من اللغات، الهندية، الإنجليزية، الإندونيسية، التركية، الهوسا؛ للتخاطب مع ضيوف بيت الله الحرام.

الجدير ذكره كان لمشاهدة الكثير من رجال الأمن عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل المختلفة تعاملهم الحسن والراقي والإنساني مع ضيوف الرحمن كبار السن، الأطفال، أصحاب الهمم، الأثر الطيب، تاركين انعكاسا حسنا وما يتمتع به أبناء هذا الوطن من الحس الإنساني تجاه أشقائهم من الضيوف الوافدون إلى بلاد الحرمين الشريفين.

وفق الله قيادتنا الحكيمة وأجزل لهم الأجر وجعل ذلك في موازين حسناتهم وكل المسؤولين ومن تشرف بخدمة هؤلاء الضيوف ضيوف بيت الله العتيق وساهموا بقدر كبير بما قاموا به من واجب وشرف حظوا به بتوفيق من رب العزة والجلال لهم أولا وأخيرا. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.