عبدالمعين عيد الأغا

أمل يتجدد لمرضى «السكري 1 »

الثلاثاء - 04 يوليو 2023

Tue - 04 Jul 2023

استبشر الوسط الطبي، خاصة المصابين بداء السكري، خيرا بموافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار «Lantidra» لعلاج مرضى السكري من النوع الأول في البالغين، وهو عقار محضر من خلايا بيتا لبنكرياس متبرع متوفى، إذ تحقن الخلايا المستخلصة في الوريد الكبدي البابي جرعة مرة واحدة، أو جرعات متكررة، مع أخذ الأدوية المثبطة للمناعة.

والواقع وكما هو معروف طبيا، أن علاج نقص السكر في الدم الحاد يشكل حالة خطرة، يمكن أن تؤدي إلى إصابات ناجمة عن فقدان الوعي أو نوبات صرع. والتجربة الجديدة على أول علاج خلوي لمرضى السكري من النوع الأول تعطي آمالا كبيرة للمرضى، إذ يوفر للأفراد المصابين بداء السكري من النوع 1، ونقص السكر في الدم الحاد المتكرر، خيارا علاجيا إضافيا للمساعدة في تحقيق مستويات الجلوكوز في الدم المستهدفة.

ودواء لانتيدرا Lantidra، هو حقنة واحدة تنقل خلايا البنكرياس المانحة إلى الوريد الرئيس للكبد، ويجب على من يتلقونها تناول أدوية مثبطة للمناعة لمنع جهاز المناعة لديهم من إتلاف الخلايا المانحة التي تفرز الأنسولين.

وما يعزز فرص نجاح الدواء الجديد للبالغين المصابين بالسكري النمط الأول، استناده إلى تجربتين سريريتين تلقى فيهما 30 مشاركا ما بين مرة إلى 3 دفعات من الدواء، ولم يعد حوالي 70% منهم بحاجة إلى تناول الأنسولين لعام أو أكثر بعد العلاج، و30% لم يحتاجوا إلى تناوله لأكثر من 5 سنوات.

ورغم أن العقار الجديد سيفتح آفاقا واسعة لتخفيف معاناة المرضى، إلا أنه يحتاج لمزيد من التجارب على المرضى، حتى يمكن القول حينها «وداعا للسكري»، فعادة مثل هذه الأمور تأخذ سنوات لإثبات نجاحها، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمرض السكري الذي مر طوال قرن من الزمن، بعد اكتشاف الأنسولين، بسلسلة من الدراسات والأبحاث، خاصة في جانب «الخلايا الجذعية»، سعيا في الوصول إلى علاج يخفف من معاناة هؤلاء المرضى.

ويبحث العلماء باستمرار عن الوصول لعلاج لمرض السكري، لأنه من أشهر الأمراض المزمنة التي تصيب الأشخاص على مستوى العالم. وضمن الحلول التي سعى إليها العلماء هو استخدام الخلايا الجذعية، وتهدف هذه الطريقة إلى وضع خلايا جذعية في بنكرياس المريض، وهذه الخلايا يتم تحفيزها لتتحول إلى خلايا بيتا، وتقوم بإفراز هرمون الأنسولين مرة أخرى، خاصة في النوع الأول، لأنه يكون ناتجا عن تدمير خلايا بيتا، فمعروف أن مرض السكري يحدث نتيجة نقص إفراز الأنسولين من خلايا بيتا من البنكرياس، إذ يعمل الأنسولين على إدخال السكر إلى داخل الخلايا، ليتم حرقه وإنتاج الطاقة، لذا فعندما يقل مستوى هرمون الأنسولين، يزداد مستوى السكر في الدم، ويسبب كثيرا من المشكلات.

وعلاج السكري بالخلايا الجذعية كان منذ سنوات محل اهتمام العلماء والباحثين، ورهن التجارب والدراسات، إلا أنه لم يتم الإعلان رسميا عن نتائج محكمة، أو الوصول إلى عقار محدد، كما هو الحال الآن.

وفي الاتجاه الآخر، اندفعت بعض الجهات الخارجية التي كانت تعمل في الظلام والخفاء، ومعظمها غير معترف بها في تطبيقه على المرضى، مستغلين حاجتهم، ومتجاوزين أخلاقيات المهنة، وقد تضرر كثير من المرضى من تجاربهم وعلاجهم، وعادوا إلى نقطة الصفر، إذ إن كل ما ذهبت إليه هذه الجهات كان هدفه استغلال المرضى ماديا، وإجراء التجارب عليهم.

وأخيرا.. هناك نوعان من الخلايا الجذعية التي يمكن استخدامها لعلاج مرض السكري في المستقبل، وفقا للعلماء المتخصصين، وهما: الخلايا الجذعية الجنينية، والخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات، وتتميز هذه الخلايا بدورها المهم في تكوين كل أنواع الخلايا في الجسم، ولذلك يمكن استخدامها لإنتاج خلايا بديلة لتلك المفقودة في حالة مرض السكري.