التجربة الهندية في الطب التكميلي
الاثنين - 03 يوليو 2023
Mon - 03 Jul 2023
لماذا الهند؟
في المقالة التأسيسية لهذه السلسلة (حول اقتصاديات الطب التكميلي)، كنا قد استعرضنا لمحات عما فعلته الهند وما قد وصلت إليه من اهتمام وجدية فيما يخص الطب التكميلي وجعله ليس فقط صناعة قائمة بذاتها، بل وقولبته وإضفاء طابع الرسمية والرعاية الشاملة من الحكومة الهندية نفسها عليه حتى بلغت أقصاها بإنشاء وزارة الأيورفيدا واليوغا، والتي عرفت اختصارا باسم AYUSH ، وهذه الوزارة وبشكل رسمي في الدستور التنظيمي للهند والحكومة هي المسؤولة والمنوطة بتعزيز وتنظيم الطب التكميلي في الهند.
لم يقف الأمر في الهند عند هذا الحد، بل إن الأمر أخذ منحى مختلفا في التعامل وليس من المنطلق الاقتصادي فقط، بل إنها قامت بإنشاء مراكز امتياز لبحوث الطب التكميلي وإنشاء جامعات وكليات في بيان واضح وربما يعطينا فكرة عن مدى الجدية التي يتعامل بها مع أمر الطب التكميلي بجعل كل شيء علمي وله أسس علمية وأطر تنظيمية واضحة؛ لأن من لا يتطورون يموتون بكل بساطة، وإلى جانب الباع الطويل للهند في هذا المجال فلم يكن هنالك من بد كي نتناول هذه التجربة عن استحقاق فرضته كي نستشرف تجربتها بشيء من التفصيل.
جذور البدايات
يمكن إرجاع التجربة الهندية في صنع اقتصاد الطب التكميلي أو البديل إلى فترة الثمانينيات من القرن المنصرم، عندما بدأت الحكومة الهندية لأول مرة في الترويج للأيورفيدا كوسيلة لتوليد الدخل وجذب السياح للعلاج، ففي السنوات التي تلت ذلك، اتخذت الحكومة الهندية عددا من الخطوات لتطوير وتعزيز صناعة الأيورفيدا في الهند، حيث تتمثل إحدى الاستراتيجيات الرئيسة التي استخدمتها الحكومة الهندية لتطوير صناعة الأيورفيدا في الهند هي ربطها بمجالات ومرافق أخرى، على سبيل المثال، أنشأت الحكومة الهندية مستشفيات وعيادات أيورفيدا تقدم علاجات أيورفيدا جنبا إلى جنب مع العلاجات الطبية الغربية، وقد ساعد هذا في دمج الأيورفيدا في نظام الرعاية الصحية السائد في الهند، وجعلها ضمن الخيارات التي تكون في متناول المرضى، وبالإضافة إلى ربط الأيورفيدا بنظام الرعاية الصحية السائد، ربطت الحكومة الهندية أيضا الأيورفيدا بمجالات أخرى مثل السياحة، فأنشأت الحكومة مراكز سياحة الأيورفيدا، والتي تقدم علاجات الأيورفيدا للسياح من جميع أنحاء العالم وغالبا ما تكون في مناطق ذات مناظر خلابة، مثل المنتجعات الشاطئية أو في سفوح جبال الهيمالايا، والتي توفر تجربة فريدة وغريبة للسياح.
ما هي الأيورفيدا؟
تعرف بكل بساطة بالنظام الطبي الهندي القديم؛ حيث تمتد جذور هذه الممارسة الطبية إلى الكتابات القديمة التي تعتمد على نهج «طبيعي» وشامل للصحة البدنية والعقلية، حيث يشتمل على الأعشاب واستخدامها في العلاجات المختلفة من جهة والرياضات الحركية كاليوغا من جهة، يعد طب الأيورفيدا أحد أقدم الأنظمة الطبية في العالم وكما نعلم قد تطور هذا المفهوم ليشمل الجانب التقليدي التاريخي له إلى جانب إضافة آخر ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات المعنية بتطوير هذا المفهوم والممارسة الطبية بما يتناسب مع تطورات العصر وتوسعة الاستفادة منه بشكل أكبر في ضوء التقدم التكنولوجي الكبير.
وزارة أيوش
في نوفمبر من العام 2014، وفي سنة حكمه الأولى كرئيس لوزراء الهند، أنشاء تارنداي موندي وبدعم من الحكومة الهندية خطوات لتعزيز وتنظيم صناعة الأيورفيدا في الهند، حيث قام بإنشاء وزارة أيوش والتي تنوط مهمتها بشكل رئيس وأساس عن الترويج للأيورفيدا وأشكال أخرى من الطب التقليدي في الهند، وتنظيم الصناعة المتعلقة به، حيث وضعت الوزارة معايير لمنتجات وخدمات الأيورفيدا، كما أنشأت مراكز امتياز لبحوث الطب الهندي التقليدي وإنشاء جامعات وكليات تقوم بمنح درجات علمية في هذا التخصص، ومع كل هذا الحراك برز أحد التحديات الرئيسة التي واجهتها صناعة الأيورفيدا الهندية وهو الافتقار إلى البحث العلمي لدعم فعالية وسلامة علاجات الأيورفيدا لمواجهة هذا التحدي، حيث اتخذت الحكومة الهندية خطوات لتشجيع البحث العلمي في الأيورفيدا وأشكال أخرى من الطب الهندي التقليدي، حيث أنشأت الحكومة معاهد بحثية ومراكز امتياز لبحوث الطب التكميلي، وقدمت أيضا تمويلا للمشاريع البحثية.
بحلول عام 2022 نجحت الجهود التي بذلتها هذه الوزارة في نيل اعتراف أكثر من 30 دولة بالعالم بجدوى ممارسات الأيورفيدا وهم لا يزالوا يعملون على نيل مزيد من الاعترافات والاستحقاقات من دول العالم الأخرى، في انعكاس واضح وصريح على مدى قوة الإرادة في صناعة هذا التطوير من خلال التخطيط السليم والإعداد الجيد له، وبناء استراتيجية علمية للوصول إلى هذا الهدف.
على الرغم من هذه الجهود، لا تزال صناعة الأيورفيدا الهندية تواجه عددا من التحديات.
أبرز التحديات:
1 - الافتقار إلى الوحدة المنهجية، حيث إن صناعة الأيورفيدا في الهند مجزأة للغاية بحسب المنطقة الذي يقيم فيها الممارس، حيث يعمل العديد من الممارسين للأيروفيدا سواء كانوا في منتجعات علاجية أو الممارسين في العيادات والمراكز التخصصية كلا حسب ثقافته وقد أدى ذلك إلى الافتقار في المنهجية العلاجية، وكذلك في اختلاف جودة المنتجات المقدمة من الأعشاب وطريقة تحضيرها مما قد يقوض ثقة المستهلك في هذه الصناعة، وهذا النقص في التوحيد القياسي يمكن أن يجعل من الصعب على السياح معرفة مراكز وممارسي سياحة الأيورفيدا الجديرين بالثقة والمؤهلين.
2 - الوعي والفهم المحدود، حيث إنه قد لا يكون العديد من السائحين على دراية كاملة بعلاجات الأيورفيدا أو قد لا يفهمونها تماما.
3 - نقص الممارسين المدربين والمؤهلين، في حين أن هناك العديد من ممارسي الأيورفيدا في الهند، هناك نقص في عمليات التدريب وإصدار الشهادات الموحدة المعتمدة، وقد أدى ذلك إلى عدم الاتساق في جودة علاجات الأيورفيدا، مما قد يقوض سمعة هذه الصناعة، كما يمكن أن يجعل من الصعب على السياح معرفة الممارسين المؤهلين والجديرين بالثقة.
4 - التحديات التنظيمية، وضعت الحكومة الهندية معايير لمنتجات وخدمات الأيورفيدا، ولكن تطبيق هذه المعايير يمكن أن يكون صعبا، في بلد تفتقر إلى الأنظمة الرقابية، فقد تحتاج الحكومة إلى الاستثمار في الهيئات التنظيمية وآليات التنفيذ للتأكد من أن مراكز وممارسوا الأيورفيدا يتبعون المعايير والمبادئ التوجيهية المناسبة.
5 - المنافسة من الوجهات الأخرى، بينما تزداد شعبية الأيورفيدا، فإنها تواجه منافسة من وجهات أخرى تقدم تجارب صحية ومنتجعات صحية مماثلة في دول مجاورة.
ماذا فعلت الحكومة للتغلب على العقبات؟
اتخذت الحكومة الهندية عدة خطوات للترويج لسياحة الأيورفيدا، والتي تتضمن تقديم علاجات أيورفيدا تقليدية للسائحين الذين يزورون الهند. تتضمن هذه الخطوات:
1 - إنشاء مراكز سياحة الأيورفيدا.
2 - تعزيز سياحة الأيورفيدا من خلال الحملات التسويقية.
3 - توفير دعم البنية التحتية.
4 - تقديم برامج تدريبية لممارسي الأيورفيدا.
5 - تعزيز التعاون الدولي.
ساعدت هذه الخطوات في الترويج للأيورفيدا في الهند وجذب السياح من جميع أنحاء العالم، لم تساعد جهود الحكومة في توليد الدخل لصناعة الأيورفيدا في الهند فحسب، بل ساعدت أيضا في الترويج لثقافة الهند وتراثها في العالم.
أخيرا وليس آخرا، بعد أن أبحرنا في تجربة الهند من خلال الجذور الثقافية والتاريخية الكبيرة والممتدة بعمق وبإرث ثقافي شديد الخصوصية والتفرد، وما جعل من أن تكون ركلة البداية في الحديث عن تلك التجربة نظرا لما أخذته من خطوات بلغت أقصى وقمة جديتها في إنشاء وزارة خاصة للأيوروفيدا، ذلك المنتج الهندي الأصيل للحضارة والموروث الشعبي في شبه القارة الهندية، مستذكرين بعد ذلك بالتطورات اللاحقة من تطوير ودعم البحث العلمي وكذلك الجهود المبذولة والتعاونات والمبادلات ومذكرات التفاهم بين البلدان المختلفة، حتى كللت ذلك بالنجاح في الاعتراف باستحقاقية وتوثيق ممارسات الطب الهندي في أكثر من 30 دولة.
بقي لنا أن نستعرض الأثر الاقتصادي لتلك التجربة، وقد ارتأينا أن نلحقه في جزء ثان نتناوله مفردا، يتحدث عن التأثيرات المختلفة على القطاعات المختلفة وما هي الأرقام ومعدلات النمو والأثر الإيجابي على الدخل القومي من جراء اقتصاديات الطب الهندي.
@SaadBaslom
في المقالة التأسيسية لهذه السلسلة (حول اقتصاديات الطب التكميلي)، كنا قد استعرضنا لمحات عما فعلته الهند وما قد وصلت إليه من اهتمام وجدية فيما يخص الطب التكميلي وجعله ليس فقط صناعة قائمة بذاتها، بل وقولبته وإضفاء طابع الرسمية والرعاية الشاملة من الحكومة الهندية نفسها عليه حتى بلغت أقصاها بإنشاء وزارة الأيورفيدا واليوغا، والتي عرفت اختصارا باسم AYUSH ، وهذه الوزارة وبشكل رسمي في الدستور التنظيمي للهند والحكومة هي المسؤولة والمنوطة بتعزيز وتنظيم الطب التكميلي في الهند.
لم يقف الأمر في الهند عند هذا الحد، بل إن الأمر أخذ منحى مختلفا في التعامل وليس من المنطلق الاقتصادي فقط، بل إنها قامت بإنشاء مراكز امتياز لبحوث الطب التكميلي وإنشاء جامعات وكليات في بيان واضح وربما يعطينا فكرة عن مدى الجدية التي يتعامل بها مع أمر الطب التكميلي بجعل كل شيء علمي وله أسس علمية وأطر تنظيمية واضحة؛ لأن من لا يتطورون يموتون بكل بساطة، وإلى جانب الباع الطويل للهند في هذا المجال فلم يكن هنالك من بد كي نتناول هذه التجربة عن استحقاق فرضته كي نستشرف تجربتها بشيء من التفصيل.
جذور البدايات
يمكن إرجاع التجربة الهندية في صنع اقتصاد الطب التكميلي أو البديل إلى فترة الثمانينيات من القرن المنصرم، عندما بدأت الحكومة الهندية لأول مرة في الترويج للأيورفيدا كوسيلة لتوليد الدخل وجذب السياح للعلاج، ففي السنوات التي تلت ذلك، اتخذت الحكومة الهندية عددا من الخطوات لتطوير وتعزيز صناعة الأيورفيدا في الهند، حيث تتمثل إحدى الاستراتيجيات الرئيسة التي استخدمتها الحكومة الهندية لتطوير صناعة الأيورفيدا في الهند هي ربطها بمجالات ومرافق أخرى، على سبيل المثال، أنشأت الحكومة الهندية مستشفيات وعيادات أيورفيدا تقدم علاجات أيورفيدا جنبا إلى جنب مع العلاجات الطبية الغربية، وقد ساعد هذا في دمج الأيورفيدا في نظام الرعاية الصحية السائد في الهند، وجعلها ضمن الخيارات التي تكون في متناول المرضى، وبالإضافة إلى ربط الأيورفيدا بنظام الرعاية الصحية السائد، ربطت الحكومة الهندية أيضا الأيورفيدا بمجالات أخرى مثل السياحة، فأنشأت الحكومة مراكز سياحة الأيورفيدا، والتي تقدم علاجات الأيورفيدا للسياح من جميع أنحاء العالم وغالبا ما تكون في مناطق ذات مناظر خلابة، مثل المنتجعات الشاطئية أو في سفوح جبال الهيمالايا، والتي توفر تجربة فريدة وغريبة للسياح.
ما هي الأيورفيدا؟
تعرف بكل بساطة بالنظام الطبي الهندي القديم؛ حيث تمتد جذور هذه الممارسة الطبية إلى الكتابات القديمة التي تعتمد على نهج «طبيعي» وشامل للصحة البدنية والعقلية، حيث يشتمل على الأعشاب واستخدامها في العلاجات المختلفة من جهة والرياضات الحركية كاليوغا من جهة، يعد طب الأيورفيدا أحد أقدم الأنظمة الطبية في العالم وكما نعلم قد تطور هذا المفهوم ليشمل الجانب التقليدي التاريخي له إلى جانب إضافة آخر ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات المعنية بتطوير هذا المفهوم والممارسة الطبية بما يتناسب مع تطورات العصر وتوسعة الاستفادة منه بشكل أكبر في ضوء التقدم التكنولوجي الكبير.
وزارة أيوش
في نوفمبر من العام 2014، وفي سنة حكمه الأولى كرئيس لوزراء الهند، أنشاء تارنداي موندي وبدعم من الحكومة الهندية خطوات لتعزيز وتنظيم صناعة الأيورفيدا في الهند، حيث قام بإنشاء وزارة أيوش والتي تنوط مهمتها بشكل رئيس وأساس عن الترويج للأيورفيدا وأشكال أخرى من الطب التقليدي في الهند، وتنظيم الصناعة المتعلقة به، حيث وضعت الوزارة معايير لمنتجات وخدمات الأيورفيدا، كما أنشأت مراكز امتياز لبحوث الطب الهندي التقليدي وإنشاء جامعات وكليات تقوم بمنح درجات علمية في هذا التخصص، ومع كل هذا الحراك برز أحد التحديات الرئيسة التي واجهتها صناعة الأيورفيدا الهندية وهو الافتقار إلى البحث العلمي لدعم فعالية وسلامة علاجات الأيورفيدا لمواجهة هذا التحدي، حيث اتخذت الحكومة الهندية خطوات لتشجيع البحث العلمي في الأيورفيدا وأشكال أخرى من الطب الهندي التقليدي، حيث أنشأت الحكومة معاهد بحثية ومراكز امتياز لبحوث الطب التكميلي، وقدمت أيضا تمويلا للمشاريع البحثية.
بحلول عام 2022 نجحت الجهود التي بذلتها هذه الوزارة في نيل اعتراف أكثر من 30 دولة بالعالم بجدوى ممارسات الأيورفيدا وهم لا يزالوا يعملون على نيل مزيد من الاعترافات والاستحقاقات من دول العالم الأخرى، في انعكاس واضح وصريح على مدى قوة الإرادة في صناعة هذا التطوير من خلال التخطيط السليم والإعداد الجيد له، وبناء استراتيجية علمية للوصول إلى هذا الهدف.
على الرغم من هذه الجهود، لا تزال صناعة الأيورفيدا الهندية تواجه عددا من التحديات.
أبرز التحديات:
1 - الافتقار إلى الوحدة المنهجية، حيث إن صناعة الأيورفيدا في الهند مجزأة للغاية بحسب المنطقة الذي يقيم فيها الممارس، حيث يعمل العديد من الممارسين للأيروفيدا سواء كانوا في منتجعات علاجية أو الممارسين في العيادات والمراكز التخصصية كلا حسب ثقافته وقد أدى ذلك إلى الافتقار في المنهجية العلاجية، وكذلك في اختلاف جودة المنتجات المقدمة من الأعشاب وطريقة تحضيرها مما قد يقوض ثقة المستهلك في هذه الصناعة، وهذا النقص في التوحيد القياسي يمكن أن يجعل من الصعب على السياح معرفة مراكز وممارسي سياحة الأيورفيدا الجديرين بالثقة والمؤهلين.
2 - الوعي والفهم المحدود، حيث إنه قد لا يكون العديد من السائحين على دراية كاملة بعلاجات الأيورفيدا أو قد لا يفهمونها تماما.
3 - نقص الممارسين المدربين والمؤهلين، في حين أن هناك العديد من ممارسي الأيورفيدا في الهند، هناك نقص في عمليات التدريب وإصدار الشهادات الموحدة المعتمدة، وقد أدى ذلك إلى عدم الاتساق في جودة علاجات الأيورفيدا، مما قد يقوض سمعة هذه الصناعة، كما يمكن أن يجعل من الصعب على السياح معرفة الممارسين المؤهلين والجديرين بالثقة.
4 - التحديات التنظيمية، وضعت الحكومة الهندية معايير لمنتجات وخدمات الأيورفيدا، ولكن تطبيق هذه المعايير يمكن أن يكون صعبا، في بلد تفتقر إلى الأنظمة الرقابية، فقد تحتاج الحكومة إلى الاستثمار في الهيئات التنظيمية وآليات التنفيذ للتأكد من أن مراكز وممارسوا الأيورفيدا يتبعون المعايير والمبادئ التوجيهية المناسبة.
5 - المنافسة من الوجهات الأخرى، بينما تزداد شعبية الأيورفيدا، فإنها تواجه منافسة من وجهات أخرى تقدم تجارب صحية ومنتجعات صحية مماثلة في دول مجاورة.
ماذا فعلت الحكومة للتغلب على العقبات؟
اتخذت الحكومة الهندية عدة خطوات للترويج لسياحة الأيورفيدا، والتي تتضمن تقديم علاجات أيورفيدا تقليدية للسائحين الذين يزورون الهند. تتضمن هذه الخطوات:
1 - إنشاء مراكز سياحة الأيورفيدا.
2 - تعزيز سياحة الأيورفيدا من خلال الحملات التسويقية.
3 - توفير دعم البنية التحتية.
4 - تقديم برامج تدريبية لممارسي الأيورفيدا.
5 - تعزيز التعاون الدولي.
ساعدت هذه الخطوات في الترويج للأيورفيدا في الهند وجذب السياح من جميع أنحاء العالم، لم تساعد جهود الحكومة في توليد الدخل لصناعة الأيورفيدا في الهند فحسب، بل ساعدت أيضا في الترويج لثقافة الهند وتراثها في العالم.
أخيرا وليس آخرا، بعد أن أبحرنا في تجربة الهند من خلال الجذور الثقافية والتاريخية الكبيرة والممتدة بعمق وبإرث ثقافي شديد الخصوصية والتفرد، وما جعل من أن تكون ركلة البداية في الحديث عن تلك التجربة نظرا لما أخذته من خطوات بلغت أقصى وقمة جديتها في إنشاء وزارة خاصة للأيوروفيدا، ذلك المنتج الهندي الأصيل للحضارة والموروث الشعبي في شبه القارة الهندية، مستذكرين بعد ذلك بالتطورات اللاحقة من تطوير ودعم البحث العلمي وكذلك الجهود المبذولة والتعاونات والمبادلات ومذكرات التفاهم بين البلدان المختلفة، حتى كللت ذلك بالنجاح في الاعتراف باستحقاقية وتوثيق ممارسات الطب الهندي في أكثر من 30 دولة.
بقي لنا أن نستعرض الأثر الاقتصادي لتلك التجربة، وقد ارتأينا أن نلحقه في جزء ثان نتناوله مفردا، يتحدث عن التأثيرات المختلفة على القطاعات المختلفة وما هي الأرقام ومعدلات النمو والأثر الإيجابي على الدخل القومي من جراء اقتصاديات الطب الهندي.
@SaadBaslom