فهد محمد الأحمري

التوظيف الفعال.. المواطن أم الأجنبي؟

الاثنين - 03 يوليو 2023

Mon - 03 Jul 2023

يعد موضوع توظيف الناس بناء على الكفاءة أو المواطنة من الموضوعات المهمة في الحوارات العامة وتداولات السياسة العامة للمؤسسات. ومن المهم أن يتم اختيار الموظفين الأكثر كفاءة للعمل الوظيفي، ولكن هذا لا يعني بالضرورة تجاهل أحقية المواطن والمواطنة. عادة ما يتم النظر إلى التوطين كعامل مهم في عملية التوظيف، إذ يتم تفضيل المواطنين على غيرهم في الحصول على الوظائف، وهذا حق مكتسب للمواطن حين تتقارب الكفاءات.

هذه الرؤية لها دوافع مختلفة، منها تشجيع الولاء للبلد والإسهام في تطويره، والتأكد من أن الموظفين يتمتعون بالحقوق الكاملة المتاحة للمواطنين، وأن تسهم هذه الوظائف في دعم اقتصاد البلد، وكذلك دعم للتنمية المستدامة، لكون المواطن موجودا لخدمة وطنه حتى لو انتقل لقطاع آخر في مساحة الوطن الجغرافي، بينما الوافد هو محل تقدير بيننا، غير أنه لا يخدم التنمية المستدامة، لكونه راحلا اليوم أو غدا.

من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التركيز الشديد على المواطنة إلى تجاهل المهارات والخبرات المهمة، التي قد تكون لدى المرشحين غير المواطنين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إهدار الكفاءات الأجنبية التي قد تضيف للوطن، ويكتسبها المواطن خلال زمالته للوافد المحترف، كما يحدث للاعبين المحترفين حين يرفعون من مستوى اللاعبين المحليين، ليصلوا بالكرة السعودية للعالمية، وبالمعادلة نفسها في المهارات الوظيفية والمهنية.

مسألة أخرى، وهي عند تركيزنا على معيار الكفاءة، فإننا قد نخلق تحفيزا لدى المواطن ليرفع كفاءاته حتى يتفوق على زميله الوافد، بينما لو جعلنا المعيار المواطنة فقد يتسبب في فتور لدى المواطن، ويتخاذل في رفع كفاءته لاتكائه على أولوية التوطين.

لا بد من التوازن بين توظيف الأشخاص بناء على الكفاءة والمواطنة، إذ يجب أن يتم تقييم المرشحين وفقا لمؤهلاتهم وخبراتهم، والمساواة في الفرص بين المواطنين وغيرهم. كما يجب النظر في الاحتياجات الخاصة لكل بلد، وظروفها الاقتصادية والسياسية.

بالتالي، يتعين علينا تجنب الانحياز لأي من الخيارين بصورة عاطفية، بل التركيز على المصلحة العامة، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمع بأفضل الطرق الممكنة.

FahadAlAhmary1@