حسن علي القحطاني

(101) حج مبرور وسعي مشكور

الاثنين - 03 يوليو 2023

Mon - 03 Jul 2023

«حج مبرور وسعي مشكور»، بهذه الجملة نودع وتودع الجهات المعنية حجاج بيت الله المغادرين بعد أدائهم مناسك الحج.

جملة كررها السعوديون عشرات الملايين من المرات في 101 موسم حج، تم تنظيمها منذ دخول الملك عبدالعزيز مكة المكرمة في عام 1343هـ/ 1924م.

جهود عظيمة ومتتابعة لبناء منظومة متكاملة تعمل على إدارة الحشود، والتعامل مع الأزمات، وتوفير الموارد والخدمات، وإنجاز المشاريع وتأهيل القائم منها، وعمل الخطط الأمنية، والوقائية والتنظيمية والصحية والخدمية والمرورية، بما يتوافق مع أعداد الحجاج التي كانت لا تزيد على بضع عشرات الآلاف؛ إلى هذا العام 1444هـ الذي بلغ فيه عددهم (1,845,045) حاجا، برعاية وإشراف مباشرين من ملوك المملكة العربية السعودية، بدأ بالمؤسس ـ رحمه الله ـ ووصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان (حفظهم الله).

إن ما تم إنجازه هذا العام يعد عملا يستحق التقدير، خاصة أن الأعداد عادت كما كانت قبل جائحة كورونا، بناء على توجيه المقام السامي الكريم، مما جعل اللجنة العليا للحج برئاسة سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، أمام تحد كبير استحق بذل مجهود احترافي ناجح بكل المعايير، تمثل في أرقام يمثل كل واحد منها إنجازا يصب في خدمة حجاج بيت الله الحرام.

على مدى عشرة عقود والسعودية تبذل الغالي والنفيس في سبيل نجاح تنظيم هذا الركن الإسلامي العظيم، بلا مَنّ ولا أذى، وتحت شعار نقش في قلوب المسؤولين قبل ردائهم (خدمتكم شرف)، شعار يعبر عن حال كل سعودي نال شرف المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، أو تمنى المشاركة فيها أو ينتظرها، وستستمر بإذن الله مسيرة الإنجازات التي تشاركنا فرحتها قلوب كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

أخيرا، فرحة إتمام هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، هي فرحة تتحد فيها كل قلوب الأمة الإسلامية، التي لن يفسدها أو يقلل من أهميتها أن يحرق لاجئ ملحد ضال فاسق في السويد نسخة من المصحف الشريف، وإن كانت هذه ليست أول مرة تشهد فيها السويد تنظيم حرق نسخ من القرآن الكريم تحت حماية الشرطة، لأني على يقين بأن هذه الحادثة ستسلط مزيدا من الضوء لتعريف السويديين وغيرهم بالإسلام، وتصحيح مسار الأفكار في عقولهم، إن بقي منها شيء، وأجدد دعوتي هنا لإصدار ميثاق أممي بتشريع قانوني ملزم، يحمي كل ما له صفة القدسية الدينية، دون التحايل تحت مظلة الحريات التي لا تبيح إلا التجاوز على مقدسات ملياري مسلم.

hq22222@