فيما ما زالت قصص وحكايات انقلاب قوات فاجنر على روسيا والرئيس فلاديمير بوتين تحتل المساحة الأكبر من اهتمام صحافة العالم، ترددت شائعات حول مؤامرة قادها يفغيني بريجوجين قائد الميليشيات بالحصول على 6 مليارات دولار مقابل التمرد وعصيان أوامر القيادة الروسية.
وتداول نشطاء روايات نسبت لصحيفة «لو أنجلوس تايمز» الأمريكية، عن مسرحية هزلية مجنونة شغلت العالم، وقالت «إن قائد فاجنر اتفق مع المخابرات الأمريكية أن يحصل على 6 مليارات دولار مقابل التمرد، وأنه أكمل الخديعة وحصل على الأموال ثم سلم نفسه».
وظهرت الكثير من الشائعات حول خيانة عمالة بريجوجين، ومحاولة لتغيير السلطة في روسيا بدعم غربي، وتضمنت تعليقات القادة الغربيين إشارة إلى تصدعات في النظام، لكن موسكو تعاملت حتى النهاية بتساهل، وحرص قائد فاجنر على توضيح مطالبه، بإقالة وزير الدفاع سيرغي شويغو.
نظرية المؤامرة
وكان تمرد فاجنر العسكري وضع أوزاره، بعد أن استسلم بريجوجين، وأمر قواته بالانسحاب إلى خارج الحدود، إثر نجاح وساطة قادها الرئيس البيلاروسي إلكسندر لوكاشينكو حليف الرئيس الروسي.
وفتحت الأحداث الدراماتيكية في روسيا شهية عشاق نظرية المؤامرة، بين من يعتبر الموضوع مسرحية من إخراج بوتين نفسه، وتمثيل قادة الجيش وقائد فاجنر، ومن يلجأ للسخرية، ليحمل الأحداث طابع الظرافة والدعابة.
وجاءت نهاية التمرد دراماتيكية بعد أن شغلت القضية العالم، حيث اختار مؤسسها يفغيني بريجوجين، طواعية مغادرة روسيا، بعد وساطة قادها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.
وحول تفاصيل الاتفاق، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، «إن لوكاشينكو عرض التوسط للتوصل إلى اتفاق، بناء على موافقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لأنه على معرفة شخصية ببريجوجين منذ نحو 20 عاما».
لا مقاضاة للمتمردين
وأضاف بيسكوف «إن القضية الرئيسة ضد بريجوجين سيتم إسقاطها عنه، وسيغادر إلى بيلاروسيا»، لكن بيسكوف لم يحدد ما سيفعله بريجوجين هناك في بيلاروسيا.
وحول مكان بريجوجين، قال المتحدث باسم الكرملين «لا نعلم مكان وجود قائد مجموعة فاجنر الآن»، أما فيما يخص المقاتلين التابعين لفاجنر فقد شمل الاتفاق من شاركوا في التمرد ومن لم يشاركوا، ووعد الكرملين بـ»عدم مقاضاة من شاركوا في التمرد»، أما الذين لم يشاركوا فقد فتح الكرملين الباب أمامهم لـ»توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية».
وحول ما إذا كان بوتين لا يزال يثق بوزير الدفاع قال بيسكوف «لست على علم بأي تغييرات في هذا الصدد»، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك خطاب جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المستقبل القريب»، وشدد على أن الانقلاب الذي قامت به قوات فاجنر بقيادة يفغيني بريجوجين انتهى قبل أن يبدأ، لكن عواقب مغامرته بدأت بالظهور في موسكو وفي ساحات الحرب الروسية الأوكرانية.
مطاردة الخونة
ورفض المحلل السياسي ليونيد برشدسكي في مقاله بموقع «بلومبرغ» أن يتسامح فلاديمير بوتين مع قائد فاجنر، وقال «يحب بوتين مطاردة الأشخاص الذين يعتبرهم خونة، ويتم التعامل مع بيلاروسيا بشكل متزايد كجزء من روسيا، لذلك هي ليست ملاذا واضحا لبريجوجين، ما سيحدث في جميع الأماكن التي مثل فيها فاجنر بشكل غير رسمي المصالح المشبوهة لروسيا ليس واضحا أيضا».
وأضاف «نادرا ما كانت روسيا مكانا منظما، فعل بريجوجين ما قام به كثير من المغامرين الخارجين على القانون من قبل، في عهد كاترين العظيمة، أعلن قوزاقي يدعى يميليان بوغاتشيف نفسه إمبراطورا واستولى على بعض الحصون في جبال الأورال قبل أن تمنعه قوة عسكرية نظامية كبيرة، وخلال الحرب الأهلية الروسية التي أعقبت الثورة البلشفية سنة 1917، شن أمير الحرب الفوضوي نيستور مخنو حملات ناجحة ضد بقايا الجيش النظامي الروسي والجيش الأحمر بقيادة البلاشفة حيث كانت قواتهم الرئيسة منهمكة في قتال بعضها البعض.
لم يستطع أي من هؤلاء المبتدئين الاعتماد على النجاح الطويل المدى، لكن كان يكفيهم أن يكونوا ملوكا ليوم واحد وأن يعيشوا بجنون بدلا من الخضوع لأي نوع من السلطة.
ويؤكد برشدسكي «حتى لو استولت فاجنر، مع بضعة آلاف من المقاتلين ذوي الخبرة، على بعض المباني الحكومية في موسكو، وربما حتى مع تعليق خصمي بريجوجين، وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف على أعمدة الإنارة، لم يكن بإمكانها أن تأمل السيطرة على إحدى أكبر مدن أوروبا».
يأس انتحاري
وحسب الكاتب فإن اليأس الانتحاري يمكن أن يكون استراتيجية قابلة للتطبيق في روسيا، إنه يربك الآلة البيروقراطية الجبانة ويحظى باحترام الجماهير.
في روستوف، هتفت الحشود لبريجوجين وهو يغادر المدينة في سيارة سوداء رباعية الدفع. وفي السنوات الأولى من حكمه، رفع بوتين نفسه مكانة رمضان قديروف، الزعيم الحالي للشيشان، بالرغم من أنه حارب في وقت سابق القوات الروسية في حرب لم يستطع الانفصاليون الشيشانيون الانتصار فيها، كان كافيا أن يوالي قديروف الجانب الروسي، حيث حصل على الشيشان تقريبا كإقطاعية شخصية، واتضح أن التصميم القاتم للمحارب الهائج على إحداث الفوضى بغض النظر عن الكلفة يمكن أن يكون موقفا تفاوضيا قويا.
دلالات انقلاب فاجنر ثم استسلامها؟
وتداول نشطاء روايات نسبت لصحيفة «لو أنجلوس تايمز» الأمريكية، عن مسرحية هزلية مجنونة شغلت العالم، وقالت «إن قائد فاجنر اتفق مع المخابرات الأمريكية أن يحصل على 6 مليارات دولار مقابل التمرد، وأنه أكمل الخديعة وحصل على الأموال ثم سلم نفسه».
وظهرت الكثير من الشائعات حول خيانة عمالة بريجوجين، ومحاولة لتغيير السلطة في روسيا بدعم غربي، وتضمنت تعليقات القادة الغربيين إشارة إلى تصدعات في النظام، لكن موسكو تعاملت حتى النهاية بتساهل، وحرص قائد فاجنر على توضيح مطالبه، بإقالة وزير الدفاع سيرغي شويغو.
نظرية المؤامرة
وكان تمرد فاجنر العسكري وضع أوزاره، بعد أن استسلم بريجوجين، وأمر قواته بالانسحاب إلى خارج الحدود، إثر نجاح وساطة قادها الرئيس البيلاروسي إلكسندر لوكاشينكو حليف الرئيس الروسي.
وفتحت الأحداث الدراماتيكية في روسيا شهية عشاق نظرية المؤامرة، بين من يعتبر الموضوع مسرحية من إخراج بوتين نفسه، وتمثيل قادة الجيش وقائد فاجنر، ومن يلجأ للسخرية، ليحمل الأحداث طابع الظرافة والدعابة.
وجاءت نهاية التمرد دراماتيكية بعد أن شغلت القضية العالم، حيث اختار مؤسسها يفغيني بريجوجين، طواعية مغادرة روسيا، بعد وساطة قادها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.
وحول تفاصيل الاتفاق، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، «إن لوكاشينكو عرض التوسط للتوصل إلى اتفاق، بناء على موافقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لأنه على معرفة شخصية ببريجوجين منذ نحو 20 عاما».
لا مقاضاة للمتمردين
وأضاف بيسكوف «إن القضية الرئيسة ضد بريجوجين سيتم إسقاطها عنه، وسيغادر إلى بيلاروسيا»، لكن بيسكوف لم يحدد ما سيفعله بريجوجين هناك في بيلاروسيا.
وحول مكان بريجوجين، قال المتحدث باسم الكرملين «لا نعلم مكان وجود قائد مجموعة فاجنر الآن»، أما فيما يخص المقاتلين التابعين لفاجنر فقد شمل الاتفاق من شاركوا في التمرد ومن لم يشاركوا، ووعد الكرملين بـ»عدم مقاضاة من شاركوا في التمرد»، أما الذين لم يشاركوا فقد فتح الكرملين الباب أمامهم لـ»توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية».
وحول ما إذا كان بوتين لا يزال يثق بوزير الدفاع قال بيسكوف «لست على علم بأي تغييرات في هذا الصدد»، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك خطاب جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المستقبل القريب»، وشدد على أن الانقلاب الذي قامت به قوات فاجنر بقيادة يفغيني بريجوجين انتهى قبل أن يبدأ، لكن عواقب مغامرته بدأت بالظهور في موسكو وفي ساحات الحرب الروسية الأوكرانية.
مطاردة الخونة
ورفض المحلل السياسي ليونيد برشدسكي في مقاله بموقع «بلومبرغ» أن يتسامح فلاديمير بوتين مع قائد فاجنر، وقال «يحب بوتين مطاردة الأشخاص الذين يعتبرهم خونة، ويتم التعامل مع بيلاروسيا بشكل متزايد كجزء من روسيا، لذلك هي ليست ملاذا واضحا لبريجوجين، ما سيحدث في جميع الأماكن التي مثل فيها فاجنر بشكل غير رسمي المصالح المشبوهة لروسيا ليس واضحا أيضا».
وأضاف «نادرا ما كانت روسيا مكانا منظما، فعل بريجوجين ما قام به كثير من المغامرين الخارجين على القانون من قبل، في عهد كاترين العظيمة، أعلن قوزاقي يدعى يميليان بوغاتشيف نفسه إمبراطورا واستولى على بعض الحصون في جبال الأورال قبل أن تمنعه قوة عسكرية نظامية كبيرة، وخلال الحرب الأهلية الروسية التي أعقبت الثورة البلشفية سنة 1917، شن أمير الحرب الفوضوي نيستور مخنو حملات ناجحة ضد بقايا الجيش النظامي الروسي والجيش الأحمر بقيادة البلاشفة حيث كانت قواتهم الرئيسة منهمكة في قتال بعضها البعض.
لم يستطع أي من هؤلاء المبتدئين الاعتماد على النجاح الطويل المدى، لكن كان يكفيهم أن يكونوا ملوكا ليوم واحد وأن يعيشوا بجنون بدلا من الخضوع لأي نوع من السلطة.
ويؤكد برشدسكي «حتى لو استولت فاجنر، مع بضعة آلاف من المقاتلين ذوي الخبرة، على بعض المباني الحكومية في موسكو، وربما حتى مع تعليق خصمي بريجوجين، وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف على أعمدة الإنارة، لم يكن بإمكانها أن تأمل السيطرة على إحدى أكبر مدن أوروبا».
يأس انتحاري
وحسب الكاتب فإن اليأس الانتحاري يمكن أن يكون استراتيجية قابلة للتطبيق في روسيا، إنه يربك الآلة البيروقراطية الجبانة ويحظى باحترام الجماهير.
في روستوف، هتفت الحشود لبريجوجين وهو يغادر المدينة في سيارة سوداء رباعية الدفع. وفي السنوات الأولى من حكمه، رفع بوتين نفسه مكانة رمضان قديروف، الزعيم الحالي للشيشان، بالرغم من أنه حارب في وقت سابق القوات الروسية في حرب لم يستطع الانفصاليون الشيشانيون الانتصار فيها، كان كافيا أن يوالي قديروف الجانب الروسي، حيث حصل على الشيشان تقريبا كإقطاعية شخصية، واتضح أن التصميم القاتم للمحارب الهائج على إحداث الفوضى بغض النظر عن الكلفة يمكن أن يكون موقفا تفاوضيا قويا.
دلالات انقلاب فاجنر ثم استسلامها؟
- وجود هشاشة أو ثغرات في المنظومة لا يمكن تحمله مهما كانت قوة الدولة.
- تشكيل كيانات موازية للجيوش يخلق مشاكل كبيرة للدول، وقد يتسبب في فوضى.
- ثغرات في مشهد إخراج الأزمة تمثلت في إعلان الطوارئ واستدعاء الاحتياط.
- تخطت روسيا الأزمة، لكن تكرار الأزمات قد يعني مأساة كبيرة لروسيا.
- انتشار قصص ورويات عدة حول تمرد فاجنر ستظهر تداعياتها لاحقا.