تعقيب على بكري عساس: قصيدة (يا راحلين) ليست للبرعي
الاثنين - 26 يونيو 2023
Mon - 26 Jun 2023
أتابع باهتمام المقالات النوعية المفيدة للبروفيسور بكري معتوق عساس. وكان قد عرض في مقال سابق كتابي: من طرائف الحجيج، فالشكر والتقدير له.
وليسمح لي معاليه أن أتوقف معه عند مقاله القيم بعنوان: البرعي رحلة حج لم تكتمل.
ينقل المقال رواية غير قوية أن البرعي في حجته الأخيرة لما قارب مكة وهب عليه النسيم معطرا برائحة الأماكن المقدسة، غلبه الشوق فأنشأ قصيدته المشهورة:
يا راحلين إلى منى بقيادي
هيجتم يوم الرحيل فؤادي
وتذكر هذه الرواية الواهية أن البرعي لفظ أنفاسه الأخيرة مع آخر بيت.
وقد لاح لي أن هذه القصيدة ليست لعبد الرحيم البرعي اليماني مع أنها تنسب إليه.
وهذا استنتاج وصلت إليه بعد دراسة لديوان الشاعر، وخصصت له فصلا في كتاب: رحلة الروح قصائد في الحنين إلى البلد الحرام، نشرته دار البشير في القاهرة.
والكتاب محكم من مركز تاريخ مكة الذي أعان على طباعته، بعد أن عرض الكتاب لمحكمين في التاريخ والأدب والعلم الشرعي، مما يجعل محتوى الكتاب محمولا على الصحة.
خلا ديوان عبدالرحيم المخطوط بيده من قصيدة يا راحلين، وهذا قد يرد عليه بأن القصيدة هي آخر قصائده، ولم يتسن ضمها إلى الديوان. لكن الدليل الأقوى على أن يا راحلين ليست للبرعي؛ هو أن قصائد الديوان تبدو مختلفة عن يا راحلين من حيث الأسلوب والروح الشعرية.
حتى إن القصيدة التي جاءت في الديوان على المنوال نفسه، لتبدو أسمى روحا وأجود أسلوبا، وهي قصيدته الرائعة:
ضربت سعاد خيامها بفؤادي
من قبل سفح دمي بسفح الوادي
والقصيدة عن مكة والحنين إليها:
ما كان حجة من أقام بمكة
ألا يحدثني حديث سعاد
بعثت إلي من الحجاز خيالها
شتان بين بلادها وبلادي
وعبد الرحيم بلغ الغاية في الإجادة في ديوانه، ليس في اللغة والأسلوب فحسب، بل أيضا في المعاني والأخيلة. وقصيدة يا راحلين بتحليل النص والمقارنة مع قصائد الديوان تظهر عليها السذاجة وهي أدنى تعبيرا عن حالات البرعي الوجدانية المشتملة على النجاوى والدعوات والتأملات.
ويذكر مقال أستاذنا البروفيسور بكري عساس أن البرعي دفن في مكان يسمى خيف البرعي، فإذا كان هذا الخيف في قريته النيابتين باليمن أو نيابتي برع كما يرد ذكرها في ديوانه؛ فإن حمل جثمانه إلى هناك بعد أن قارب مكة، يكون متعذرا.
والثابت أن عبدالرحيم مات في بلده، وما يزال موضع قبره معروفا هناك.
وليسمح لي معاليه أن أتوقف معه عند مقاله القيم بعنوان: البرعي رحلة حج لم تكتمل.
ينقل المقال رواية غير قوية أن البرعي في حجته الأخيرة لما قارب مكة وهب عليه النسيم معطرا برائحة الأماكن المقدسة، غلبه الشوق فأنشأ قصيدته المشهورة:
يا راحلين إلى منى بقيادي
هيجتم يوم الرحيل فؤادي
وتذكر هذه الرواية الواهية أن البرعي لفظ أنفاسه الأخيرة مع آخر بيت.
وقد لاح لي أن هذه القصيدة ليست لعبد الرحيم البرعي اليماني مع أنها تنسب إليه.
وهذا استنتاج وصلت إليه بعد دراسة لديوان الشاعر، وخصصت له فصلا في كتاب: رحلة الروح قصائد في الحنين إلى البلد الحرام، نشرته دار البشير في القاهرة.
والكتاب محكم من مركز تاريخ مكة الذي أعان على طباعته، بعد أن عرض الكتاب لمحكمين في التاريخ والأدب والعلم الشرعي، مما يجعل محتوى الكتاب محمولا على الصحة.
خلا ديوان عبدالرحيم المخطوط بيده من قصيدة يا راحلين، وهذا قد يرد عليه بأن القصيدة هي آخر قصائده، ولم يتسن ضمها إلى الديوان. لكن الدليل الأقوى على أن يا راحلين ليست للبرعي؛ هو أن قصائد الديوان تبدو مختلفة عن يا راحلين من حيث الأسلوب والروح الشعرية.
حتى إن القصيدة التي جاءت في الديوان على المنوال نفسه، لتبدو أسمى روحا وأجود أسلوبا، وهي قصيدته الرائعة:
ضربت سعاد خيامها بفؤادي
من قبل سفح دمي بسفح الوادي
والقصيدة عن مكة والحنين إليها:
ما كان حجة من أقام بمكة
ألا يحدثني حديث سعاد
بعثت إلي من الحجاز خيالها
شتان بين بلادها وبلادي
وعبد الرحيم بلغ الغاية في الإجادة في ديوانه، ليس في اللغة والأسلوب فحسب، بل أيضا في المعاني والأخيلة. وقصيدة يا راحلين بتحليل النص والمقارنة مع قصائد الديوان تظهر عليها السذاجة وهي أدنى تعبيرا عن حالات البرعي الوجدانية المشتملة على النجاوى والدعوات والتأملات.
ويذكر مقال أستاذنا البروفيسور بكري عساس أن البرعي دفن في مكان يسمى خيف البرعي، فإذا كان هذا الخيف في قريته النيابتين باليمن أو نيابتي برع كما يرد ذكرها في ديوانه؛ فإن حمل جثمانه إلى هناك بعد أن قارب مكة، يكون متعذرا.
والثابت أن عبدالرحيم مات في بلده، وما يزال موضع قبره معروفا هناك.