إيمان أشقر

مواسم

الاحد - 25 يونيو 2023

Sun - 25 Jun 2023

في كل عام تكثر رسائل المقايضة ومضاعفة الأجر حسب العمل، ناسين أن الأجر عند الله لمن أصدق النية وأخلص العمل.

هل انتهت المواسم وننتظر مواسم العام القادم، من رمضان وحج لنغترف من الحسنات؟ هل نتبع جدول أعمال لنحصل بها على أجور قد لا تتوافر في أيام أُخر؟

لماذا نجعل لله وقتا لاستجابة الدعاء نحرص عليه، متناسين أنه قال: (أجيب دعوة الداعي إذا دعان)، فلم يحدد زمانا ولا مكانا، قال عز من قائل: (ولعبدي ما سأل)، وقال سبحانه المعطي المنان: (ادعوني أستجب لكم).

التجارة مع الله أن نكثر العمل دون عد للجزاء، لا نطالب بالمقابل فقد يكون العمل أقل نصابا مما طلبنا، لا نحصي عملا قدمناه، ولا نحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه العزيز الحكيم.

كل يوم هو عرفة، يستجيب فيه المولى لمن أتاه بصدق النية والإخلاص، كل ساعة هي آخر ساعة من الجمعة، يستجاب فيها الدعاء من ملك الناس، كل ساعة هي آخر ساعة من الليل، يكون الله فيها أقرب إليك من حبل الوريد.

لا يحب الله أن يكون العبد عبدا موسميا، ولم يخلقه ليكون عبدا أجيرا يقاضيه من الأجر بعدد ما قدم من حسنات، بقدر العمل يكون الثواب، (والحسنة بعشر أمثالها) والله يضاعف لمن يشاء.

وهل رحمة الآباء إلا من صفات الله الرحيم، (يكون الابن عاقا مقصرا ويقابله الأب بالحب والعفو.. سبحانه هو رب الناس الرحمن الرحيم، ليس كمثله شيء).

انتهت المواسم الآن، فهل انتهى الأجر؟! نحن لا نعبده ليعطي، بل نعبده ليرضى.

ما أعظم أن تعبد الله لأنك تحبه، وليس من أجل الجنة، ما أخلص أن تعبد الله كأنك تراه لأنه يراك.

اللهم إنا نرجو منك نظرة رحمة لا نظرة حساب، اللهم اجعلنا عبادا محبين شاكرين، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، اللهم اجعلنا في مقام قولك: (وقليل من عبادي الشكور).

(إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم).

اللهم اجعلني عبدا محبا شكورا، ولا تجعلني من الغافلين، اللهم آمين.

DrEmanMA@