رسائل الحجاج الشخصية تاريخ مهمل لم يكتب
الأحد - 25 يونيو 2023
Sun - 25 Jun 2023
تمثل الوثائق المحلية أهمية خاصة في دراسة التاريخ الاجتماعي، وقد أشار الشيخ محمد العبودي في شأن أهميتها قائلا «عامة أهل بلادنا لم تؤرخ حيواتهم، سواء من الناحية التاريخية البحتة كالوقائع من المواليد والوفيات، والتنقلات، وتقلبات الزمن بهم»، خاصة أن هناك الكثير من جوانب حياتنا ومظاهرها التاريخية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية تحتاج إلى تدوين ودراسة وفق منهج حديث.
وهي وثائق مهمة ما زالت بحاجة إلى جمع وتحليل، غير أن الغالبية العظمى من تلك الوثائق متفرقة بين أيدي الناس ولا شك أن إتاحتها بين الباحثين سوف يثري تاريخ الدراسات المتعلقة بالحج.
الواقع أني ترددت كثيرا في الكتابة بالموضوع خاصة أن البحث عن الرسائل الشخصية المتعلقة بالحجاج ليس بالأمر الهين، وبعد سنة من المحاولات الحثيثة وجدت ترحيبا وتشجيعا من مركز البحوث والدراسات الكويتية الذي زودني ببعض الوثائق الخاصة بموضوعي.
ونختار من بين هذه الرسائل رسالتين تخصان اثنين من أسرة الزواوي، وآل الزواوي من الأسر الكريمة التي هاجر فرع منها من منطقة الحجاز إلى منطقة الأحساء في بداية القرن السادس عشر الميلادي، ثم هاجر جدهم السيد أحمد بن محمد بن عبدالرحمن الزواوي إلى عمان، أما شقيقه محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالرحمن الزواوي هاجر إلى الكويت، موجهتان من السيد قاسم بن عبدالرحمن الزواوي وأحمد بن محمد الزواوي وقد نزح كثير من أفرادها إلى الكويت واستقروا بها.
فقد كتب السيد أحمد بن محمد الزواوي بعد وصوله إلى مكة إلى السيد عبدالله بن عبدالإله في الكويت رسالة بتاريخ 15 ذي الحجة من سنة 1335هـ يوضح فيها أن يوم الوقفة يصادف الأربعاء يقول فيها بعد التحية والسلام والسؤال عن الأخبار: «ودعينا لكم في بيت الله الحرام وزمزم والمقام والمشاعر العظام أن يبلغكم الحج في كل عام وزيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام، هذا ونعرفكم يوم السبت الموافق 28 ذي القعدة سنة 1335هـ سيدي السيد قاسم ورحيم الأمين داغستاني قد وصلا مكة على جناح السلامة فما حصل عليهما أدنى خلاف بركة دعائكم الصالح فحمدنا الله على ذلك واستلمنا منه ربية من ثلث المرحوم الحاج محمد بن يوسف المطوع حق ثلاث سنين».
أما الرسالة الثانية جاءت بتاريخ 18 ذي الحجة من سنة 1335هـ، وفيها يفيد السيد قاسم بن عبدالرحمن الزواوي التي بعث بها من مكة إلى الكويت إلى السيد عبدالله بن عبدالإله أن وصوله إلى مكة المكرمة كان بتاريخ 28 من ذي القعدة ثم يقول في هذه الرسالة «نعرفكم وصلنا مكة بتاريخ 28 ذي القعدة بحل الصحة والسلامة ولم نر مكروها ببركة دعائكم الصالح والحمد لله طلعنا جبل عرفات ودعونا لكم وكان وقوفنا يوم الربوع ونعرفكم أعطينا فاطمة حصتها بالوفاء والتمام وهي مريضة وأخذنا منها ورقة استلام وهي تسلم عليكم وسلمونا على محافظيكم وعلى كافة من يسأل عنا، ومن عندنا كافة الزواوية يسلمون عليكم وكذلك ولدنا يسلم عليكم... الداعي لكم في الحرم الشريف وإن بدا لكم حاجة أو خدمة نتشرف هذا ما لزم وعرفناكم والسلام». السيد قاسم بن عبدالرحمن الزواوي.
تكشف الرسالتان السابقتان وإن كانتا تتحدثان عن موضوعات محددة إلا أن فيهما إشارات ومصطلحات مهمة عن دور الحج في الحركة التجارية، وتتضح من خلال الرسالتين المذكورتين أن يوم الوقفة كان يوم الأربعاء، على العموم هذه الوثائق تحوي الكثير من المعلومات التي تخدم الباحث في التاريخ المحلي.
وأخيرا نكرر شكرنا للباحث صلاح الفاضل في مركز البحوث والدراسات الكويتية على تعاونه واهتمام المركز بمثل هذه الوثائق التاريخية وحفظها وتيسيرها للباحثين، خاصة إن هناك الكثير من الموضوعات في تاريخنا المحلي ينتظر جهود الباحثين، ويستحق الكشف والدراسة، وكلنا أمل في مذكرة التعاون بين دارة الملك عبدالعزيز ووزارة الحج والعمرة في أن تفتح آفاقا أوسع في البحث العلمي.
وهي وثائق مهمة ما زالت بحاجة إلى جمع وتحليل، غير أن الغالبية العظمى من تلك الوثائق متفرقة بين أيدي الناس ولا شك أن إتاحتها بين الباحثين سوف يثري تاريخ الدراسات المتعلقة بالحج.
الواقع أني ترددت كثيرا في الكتابة بالموضوع خاصة أن البحث عن الرسائل الشخصية المتعلقة بالحجاج ليس بالأمر الهين، وبعد سنة من المحاولات الحثيثة وجدت ترحيبا وتشجيعا من مركز البحوث والدراسات الكويتية الذي زودني ببعض الوثائق الخاصة بموضوعي.
ونختار من بين هذه الرسائل رسالتين تخصان اثنين من أسرة الزواوي، وآل الزواوي من الأسر الكريمة التي هاجر فرع منها من منطقة الحجاز إلى منطقة الأحساء في بداية القرن السادس عشر الميلادي، ثم هاجر جدهم السيد أحمد بن محمد بن عبدالرحمن الزواوي إلى عمان، أما شقيقه محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالرحمن الزواوي هاجر إلى الكويت، موجهتان من السيد قاسم بن عبدالرحمن الزواوي وأحمد بن محمد الزواوي وقد نزح كثير من أفرادها إلى الكويت واستقروا بها.
فقد كتب السيد أحمد بن محمد الزواوي بعد وصوله إلى مكة إلى السيد عبدالله بن عبدالإله في الكويت رسالة بتاريخ 15 ذي الحجة من سنة 1335هـ يوضح فيها أن يوم الوقفة يصادف الأربعاء يقول فيها بعد التحية والسلام والسؤال عن الأخبار: «ودعينا لكم في بيت الله الحرام وزمزم والمقام والمشاعر العظام أن يبلغكم الحج في كل عام وزيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام، هذا ونعرفكم يوم السبت الموافق 28 ذي القعدة سنة 1335هـ سيدي السيد قاسم ورحيم الأمين داغستاني قد وصلا مكة على جناح السلامة فما حصل عليهما أدنى خلاف بركة دعائكم الصالح فحمدنا الله على ذلك واستلمنا منه ربية من ثلث المرحوم الحاج محمد بن يوسف المطوع حق ثلاث سنين».
أما الرسالة الثانية جاءت بتاريخ 18 ذي الحجة من سنة 1335هـ، وفيها يفيد السيد قاسم بن عبدالرحمن الزواوي التي بعث بها من مكة إلى الكويت إلى السيد عبدالله بن عبدالإله أن وصوله إلى مكة المكرمة كان بتاريخ 28 من ذي القعدة ثم يقول في هذه الرسالة «نعرفكم وصلنا مكة بتاريخ 28 ذي القعدة بحل الصحة والسلامة ولم نر مكروها ببركة دعائكم الصالح والحمد لله طلعنا جبل عرفات ودعونا لكم وكان وقوفنا يوم الربوع ونعرفكم أعطينا فاطمة حصتها بالوفاء والتمام وهي مريضة وأخذنا منها ورقة استلام وهي تسلم عليكم وسلمونا على محافظيكم وعلى كافة من يسأل عنا، ومن عندنا كافة الزواوية يسلمون عليكم وكذلك ولدنا يسلم عليكم... الداعي لكم في الحرم الشريف وإن بدا لكم حاجة أو خدمة نتشرف هذا ما لزم وعرفناكم والسلام». السيد قاسم بن عبدالرحمن الزواوي.
تكشف الرسالتان السابقتان وإن كانتا تتحدثان عن موضوعات محددة إلا أن فيهما إشارات ومصطلحات مهمة عن دور الحج في الحركة التجارية، وتتضح من خلال الرسالتين المذكورتين أن يوم الوقفة كان يوم الأربعاء، على العموم هذه الوثائق تحوي الكثير من المعلومات التي تخدم الباحث في التاريخ المحلي.
وأخيرا نكرر شكرنا للباحث صلاح الفاضل في مركز البحوث والدراسات الكويتية على تعاونه واهتمام المركز بمثل هذه الوثائق التاريخية وحفظها وتيسيرها للباحثين، خاصة إن هناك الكثير من الموضوعات في تاريخنا المحلي ينتظر جهود الباحثين، ويستحق الكشف والدراسة، وكلنا أمل في مذكرة التعاون بين دارة الملك عبدالعزيز ووزارة الحج والعمرة في أن تفتح آفاقا أوسع في البحث العلمي.