عبدالمعين عيد الأغا

"أضحى" بلا متاعب

الاحد - 25 يونيو 2023

Sun - 25 Jun 2023

نعيش بعد أيام حلول عيد الأضحى المبارك، ومع الفرحة الكبيرة التي يتقاسمها الجميع صغارا وكبارا قد يتجاوز بعض الأطفال المرضى المصابين بالسكري نظامهم سواء في الأكل أو النوم؛ لذا فإنه يتوجب عليهم أن يكونوا حذرين تفاديا لأي تقلبات قد تحدث في صحتهم بسبب اختلال نسبة سكر الدم.

والواقع أنه يجب على جميع الأطفال الأصحاء أو المصابين بداء السكري مراقبة وتجنب ثلاثة أمور خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وهي (السهر، كثرة استخدام الأجهزة الالكترونية، تناول الأطعمة والمشروبات غير الصحية)، إذ تتميز أيام عيد الأضحى بكثرة المناسبات التي يزداد فيها تناول كل ما لذ وطاب، مما قد يجعل بعض الأطفال السكريين يكسرون نظامهم الصحي في جانب تناول الأكل.

ومن الأمور التي يجب أن يحذر منها الأطفال السهر الطويل وراء الالكترونيات بحجة إجازة العيد إذ يحرمون أجسادهم من الراحة ولا يمنحونها كفايتها من ساعات النوم، وكل ذلك يسهم في تدهور الصحة والشعور الدائم بالكسل والخمول، بجانب التعرض للنعاس الدائم؛ لأن الجسد لم ينل ما يحتاجه من الراحة؛ لذا يجب تقنين استخدام الأجهزة الالكترونية عند الأطفال بحيث لا تزيد على ساعتين، وتقنين مشاهدات الفيديوهات في مواقع الإنترنت من خلال تحديد وقت يومي للألعاب الالكترونية والتصفح ومتابعة البرامج التعليمية والترفيهية والمفيدة، وإجبارهم على الالتزام بكل ذلك، حتى لا يكون الأمر على حساب صحتهم، وضرورة عدم السماح باستعمال الأجهزة الالكترونية في غرف النوم قبل الخلود للنوم نهائيا.

والأمر الثالث هو تناول الأطعمة غير الصحية بكثرة والمشروبات الغازية أو مشروبات أخرى تحتوي على الكافيين، سواء خلال استخدام الأجهزة الالكترونية أو السهر، فالأفضل تقنين تناول الوجبات الصحية التي تتضمن كل العناصر الغذائية اللازمة للجسم والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، فعادات أكل الطفل وكذلك نوعية الأغذية غير الصحية التي يتناولها الأطفال السكريون كالشوكولاتات والحلويات خلال أيام العيد قد تربك نسبة سكر الدم لديهم لكونها أطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، فالالتزام بنظام غذائي متوازن وصحي أيام عيد الأضحى أيضا يساعد السكريين على الاستمتاع بحياتهم، ولن يتعرضوا لارتفاع نسبة السكر في الدم.

وقد يكون من الصعب إمكانية ممارسة الرياضة من قبل السكريين خلال أيام العيد لظروف الزيارات والمناسبات والرحلات، ولكن يجب عليهم بعد انتهاء العيد بضرورة العودة والحرص على الرياضة لكونها تحسن عمل الأنسولين، إذ يجب ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة في اليوم في أجواء مناسبة وبعيدا عن أشعة الشمس والحرارة، وقد يكون المشي بعد فترة المغرب أو العشاء مناسبا للكثيرين، مع الحرص على ارتداء الملابس الرياضية والحذاء المخصص مع تناول الماء لتعويض ما يفقده الجسم.

ومن النصائح المهمة للمصابين بالسكري ضرورة قياس سكر الدم عدة مرات في اليوم بالنسبة للأشخاص الذين لا يستخدمون التقنيات الحديثة للسيطرة والتحكم على السكري، وبالنسبة للأفراد الذين يستخدمون التقنيات فيجب عليهم أيضا متابعة أجهزتهم ورصد مؤشرات الأرقام، فكل ذلك يساعد جميع المرضى على تفادي حدوث أي اختلالات "لا سمح الله".

وأخيرا.. من حق الجميع وتحديدا مرضى السكري أن يفرحوا بالعيد ويعيشوا لحظاته الجميلة فهناك مجموعة من الهرمونات وهي الدوبامين، السيروتونين، الإندورفين الأوكسيتوسين، تعرف بهرمونات السعادة وهي تعتبر أيضا نواقل عصبية، مما يعني أنها تحمل الرسائل عبر المسافات بين الخلايا العصبية، لذا يجب على الجميع أن يفرحوا بهذه الأيام المباركة.