سارة مطر

«خشمك أم فمك؟»

السبت - 24 يونيو 2023

Sat - 24 Jun 2023

كنت في عيادة طبية، وحينما جلست على طرف سرير العيادة، مسك الطبيب بجسم صغير عبارة عن إضاءة ليرى المشكلة التي أعاني منها، فطلب مني فتخ «خشمي»، قلت له باستغراب كيف أفتح خشمي؟ فقال خشمك بلهجتنا وأعني بذلك أن تفتحي فمك، فقلت له ببراءة شديدة كيف يتحول الفم إلى خشم؟ فقال لي بعصبية شديدة، «وكيف يصبح الخشم لديكم إلى أنف؟»، وزفر زفرة حارقة من قلبه، كان يمكنه أن يقول لي أن هناك اختلافا عديدا في اللهجات حول العالم وليس البلاد العربية، خرجت من العيادة وأنا في أشد الضيق، كنت متعبة ولم أكن بحاجة إلى نقاش وفلسفة طويلة، بينما العرق كان ينزل من جسدي كله.

من الخبرة الصغيرة التي أحملها، يتبين بشكل عام في الوطن العربي تحديدا بتنوع واسع في اللهجات المحكية، حيث يتحدث سكانها العرب بمجموعة متنوعة من اللغات العربية الأم، وتختلف هذه اللغات في النطق والمفردات والقواعد النحوية والصرفية.

وعلى الرغم من أن اللغة العربية الفصحى هي اللغة الرسمية المشتركة في العديد من الدول العربية، فإن اللهجات المحكية تختلف من دولة إلى أخرى، وحتى داخل الدولة نفسها يمكن أن تختلف اللهجات باختلاف المناطق والقبائل والمجتمعات.

على سبيل المثال، في مصر يتحدث الناس باللهجة المصرية، والتي تختلف عن اللهجات المحكية في السعودية أو العراق أو المغرب، وكذلك في السودان يتحدث الناس باللهجة السودانية، التي تختلف عن اللهجات المحكية في مصر أو السعودية أو اليمن.

ويمكن أن تختلف اللهجات أيضا داخل الدولة، فمثلا في المغرب يتحدث الناس باللهجة المغربية، لكن يمكن أن تختلف هذه اللهجة باختلاف المناطق، ويمكن أن يتحدث الناس في المناطق الشمالية بلهجة مختلفة عن الناس في المناطق الجنوبية.

من الجدير بالذكر أن هذا التنوع اللغوي له تأثير كبير على التفاعل الاجتماعي والثقافي في الوطن العربي، حيث يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في الاتصال والتفاهم بين الناس الذين يتحدثون بلغات مختلفة، ويمكن أن يؤدي إلى تنوع ثقافي ولغوي غني في المنطقة.

في الوطن العربي يمكن للناس فهم بعضهم البعض على الرغم من الاختلافات في اللهجة، حيث تشترك اللهجات العربية المختلفة في الكثير من الكلمات والمفردات والقواعد النحوية والصرفية، ويمكن للمتحدثين بلهجات مختلفة أن يستخدموا هذه العناصر المشتركة للتفاهم والتواصل.

ومع ذلك، فإن هذا الفهم المتبادل قد يكون أسهل بين بعض اللهجات وأصعب بين الأخرى، وقد تحتاج بعض اللهجات إلى جهود إضافية لفهمها بشكل كامل، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان استخدام اللغة العربية الفصحى كوسيط للتواصل بين المتحدثين بلهجات مختلفة.

ويمكن أن يساعد التعلم والاستماع إلى اللهجات المختلفة على تحسين الفهم المتبادل، حيث يمكن للمتحدثين بلهجات مختلفة تعلم بعض العبارات والمفردات الشائعة في اللهجات الأخرى، ويمكن للمشاهدة والاستماع إلى البرامج التلفزيونية والإذاعية والأفلام والأغاني المنتشرة في المنطقة أن تساعد على تحسين الفهم المتبادل بين المتحدثين بلهجات مختلفة.