عبدالله سعود العريفي

المدير الفاشل

الأربعاء - 21 يونيو 2023

Wed - 21 Jun 2023

تعتبر الإدارة من أهم الأنشطة في أي مجتمع من المجتمعات، وذلك لما لها من قدرة على إحداث أثر قوي على حياته بشكل عام؛ فهي المسؤولة عن النجاح والنمو والازدهار وإدراك الغايات في منظمات ومنشآت الأعمال داخل أي مجتمع، وهي تأخذ مفاهيم ذات دلالات دقيقة ومعاني متشعبة ورموزا متداخلة، وفي الحقيقة إن الإدارة ليست بالشيء السهل؛ فهي تتطلب مزيجا من المهارات المعقدة، ونظرا لصعوبتها؛ فمن السهل تنفيذها بشكل سيئ.

يمثل المدير أحد الجوانب الرئيسة والأركان الأساسية في أي منشأة أو منظمة من منشآت أو منظمات الأعمال، وهو عامل مهم يؤثر في تحقيق نجاحها والحصول على نتائج موفقة أو فشلها وإخفاقها وعجزها عن بلوغ أهدافها المحددة وعدم مقدرتها على الوصول إلى غاياتها المرجوة.

لا شك أن التعامل مع المدير الفاشل أمر صعب للغاية؛ لذا نجد البعض من الموظفين يظهرون استياءهم وتكدرهم ويعبرون عن سخطهم وعدم رضاهم من وجوده معهم في العمل؛ فهو يتسبب في تكوين محيط عمل مثير للإزعاج وصنع بيئة عمل غير مريحة وإيجاد ظروف عمل مرهقة مما يجعل الموظفين يعملون تحت ظروف متعبة مع شعور دائم بالقلق يعتريهم حيال خطر مواجهة المشاكل؛ فهو لا يتعامل معهم لمصلحة العمل بل طبقا لمصلحته الشخصية أو حالته النفسية أو المزاجية مما قد يؤدي إلى تدمير معنويات الموظفين؛ فيسبب لهم حالات غريبة من الإحباط وهبوط العزائم وضعف الثقة في النفس، وعندما يأتي دور تقييمه لأداء الموظفين؛ فإنه يقوم بعمل تقييم شكلي بنماذج نمطية تخضع للأهواء الشخصية المتحيزة ودرجة العلاقة بينه وبين الموظف ولا يخضع تقييمه لمعايير الأداء الموضوعية المتجردة وبالتالي تكثر في بيئة العمل ردود الأفعال النفسية والجسدية والاختلاف وعدم التوافق.

لا يحاول المدير الفاشل إيجاد جو من التفاهم والتعاون بينه وبين الموظفين داخل العمل ويتوقع دائما تواجد أي موظف في أي وقت يطلبه أو قد يحتاجه فيه حتى وإن كان يتمتع بإجازته مما يترتب عليه تحميل ذلك الموظف فوق طاقته وإتعابه جسديا ونفسيا مع عمله على التعامل مع الموظفين كأدوات بلا مشاعر مع ضعف في مهارات التواصل لديه؛ فيجد صعوبة في فهم وتفسير سلوكيات الآخرين، ولا يستطيع التحكم بردود أفعاله مما قد يستثير ردود أفعال دفاعية قد تؤثر سلبا على العلاقة معهم مع افتقاده الشعور بالثقة في نفسه بصفة عامة وفي قدراته على وجه الخصوص؛ فيتردد كثيرا في اتخاذ القرارات اللازمة ويفتقد القدرة على تحمل النتائج ويركز دائما على الأمور الصغيرة مع اتصافه بضيق الأفق وعدم المرونة، ولا يقدر جهود من حوله من الموظفين بل هو مبتل بعقلية التبرير؛ فيعمل على تبرير كل إخفاق وتقصير ويعتقد أنه دائما على صواب ويعتبر نفسه فوق الخطأ ويضع التقصير دائما على الآخرين ويعتبر الاعتراف بالخطأ فضيحة ويفعل كل شيء ليلقي باللوم على غيره.

لا شك أن التعرف على تلك الصفات التي تجعل المدير فاشلا يعتبر عاملا مهما لتجنبها وتحاشيها والابتعاد عنها لكيلا يتم السير بأي من منشآت ومنظمات الأعمال إلى الهاوية؛ لأن تلك الصفات تعتبر في حال الاستسلام لها أهم مفصل من مفاصل الفشل والتعثر الذي قد تتعرض له منشآت ومنظمات الأعمال ويكون السبب في هذا كله هو ذلك المدير الفاشل.