العالم ينتفض لإنقاذ السودان من الدمار
1.5 مليار دولار تعهد بها المانحون.. والمملكة تتصدر جهود المساعدات الدولية
1.5 مليار دولار تعهد بها المانحون.. والمملكة تتصدر جهود المساعدات الدولية
الثلاثاء - 20 يونيو 2023
Tue - 20 Jun 2023
انتفضت دول العالم لإنقاذ السودان مما وصفته الأمم المتحدة بـ»الموت والدمار»، خلال مؤتمر المانحين الذي عقد برئاسة مشتركة بين (المملكة ومصر وقطر وألمانيا)، ونجح في توفير 1.5 مليار دولار أمريكي كمساعدات إنسانية تخفف المعاناة التي يواجهها الشعب السوداني، جراء الصراع الدموي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن السودان ينزلق «إلى الموت والدمار بسرعة لم يسبق لهما مثيل».
وقال: «هناك حاجة إلى 3 مليارات دولار، وبدون دعم دولي قوي، يمكن أن يصبح السودان مكانا للخروج على القانون، لا سيما أن مئات المدنيين قتلوا وأصيب الآلاف، منذ اندلاع الاشتباكات في منتصف أبريل الماضي».
وفيما تبارت الدول في تقديم الدعم للشعب السوداني، أكدت السعودية موقفها الثابت في الوقوف بجانب الأشقاء، بعدما قررت مساعدتهم بـ100 مليون دولار، وأطلقت حملة شعبية واسعة لإغاثتهم، لتكون في مقدمة دول العالم التي تصدت للأزمة من بدايتها.
حل سياسي
شارك وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله في مؤتمر المانحين للسودان رفيع المستوى 2023، الذي عقد عبر الاتصال المرئي مساء أمس الأول، برئاسة مشتركة بين المملكة ومصر وقطر وألمانيا، ومنظمة الأمم المتحدة ممثلة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «اوتشا»، والاتحاد الأوروبي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وجدد حرص المملكة على الوقوف إلى جانب الشعب السوداني، ومواصلة سعيها لإيجاد حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى استضافت المملكة أطراف النزاع في جدة في مايو الماضي، بمبادرة سعودية أمريكية لحث طرفي الصراع على الحوار لخفض مستوى التصعيد في السودان.
وأوضح أن المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة نجحت في التوصل إلى اتفاق طرفي الصراع على «إعلان جدة»، وما تلاه من هدنات إنسانية متعددة، آخرها ما تم الإعلان عنه قبل يومين.
معرباً عن أمله أن تنجح هذه الجهود في حماية المدنيين وإيصال المساعدات للمتضررين.
حملة شعبية
أكد الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة حكومة وشعبا، وانطلاقا من مبادئها في دعم وإغاثة الأشقاء والأصدقاء، لم تدخر جهدا في دعم الشعب السوداني الشقيق منذ بداية الأزمة، إذ أعلنت تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100مليون دولار، خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووفق آلياته، وتسيير جسر جوي وصل حتى الآن إلى 13 طائرة، وكذلك جسر بحري وصل حتى الآن إلى باخرتين حملتا على متنهما المواد الغذائية والصحية والإيوائية وغيرها من الاحتياجات، إضافة إلى إطلاق حملة شعبية عبر منصة «ساهم» التابعة للمركز.
وأضاف: بادرت المملكة منذ بداية الأزمة السودانية بتنفيذ أول عمليات إجلاء بحري للعالقين في السودان، من المواطنين ورعايا الدول الشقيقة، ما أسهم في إنقاذ 8455 شخصا من 110 دول.
حماية المدنيين
أشاد وزير الخارجية بالتعاون المميز بين أجهزة المملكة المعنية بالمساعدات، ومنظمات الأمم المتحدة، والمؤسسات الدولية الأخرى المتخصصة في تقديم المساعدات، مما يسهم في التخفيف من معاناة المتضررين من اللاجئين السودانيين.
وقال: إن المملكة أسهمت في إنشاء منطقة إنسانية لبرنامج الأغذية العالمي في جدة، تكون مركزا لتخزين وإرسال المساعدات الإنسانية إلى جمهورية السودان، والبلدان المجاورة المتضررة من الأزمة، وتسهيل عمليات الخدمة الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة التي يديرها البرنامج.
وأكد أهمية استعادة مجريات العمل الإنساني وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية، مطالبا في هذا الشأن بتعزيز الجهود لحث الجميع على تقديم الدعم اللازم، لرفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق.
وضع كارثي
أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى أن صور الدمار تتزايد يوما بعد يوم، والوضع في دارفور والخرطوم كارثي، إذ إن القتال محتدم مع مهاجمة الناس في منازلهم وفي الشوارع.
وتابع: «قبل اندلاع هذا الصراع، كان السودان يعاني بالفعل من أزمة إنسانية، والآن فإن هذا الوضع قد تصاعد إلى كارثة تؤثر على أكثر من نصف سكان البلاد»، وأدان العنف ضد العاملين في مجال الإغاثة، ونهب الإمدادات الإنسانية، وناشد الأطراف المتحاربة حماية المدنيين وتمكين العمل الإنساني.
من جانبه، جدد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك رغبته في التوسط بين طرفي النزاع، وقال: «دعوت جميع الدول إلى المساعدة في تقديم حل لهذه الكارثة. ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لمتابعة وقف إطلاق النار والحفاظ عليه لم تسفر عن نجاح يذكر».
وقال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، إن الالتزام الذي أظهره المانحون تجاه المتضررين «يأتي في الوقت المناسب»، إذ تتضاءل موارد المفوضية.
وتابع: إن هذه «التعهدات ستنقذ الأرواح وتساعد في تخفيف بعض المصاعب، وفي النهاية، بالطبع، فقط سلام دائم سيسمح للسودانيين بالعودة إلى حياتهم».
50 مليونا قطرية
أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تعهد الدوحة بتقديم مساعدات للسودان بقيمة 50 مليون دولار، لدعم جهود خطة الاستجابة الإنسانية في السودان، والخطة الإقليمية للاجئين. وجدد التأكيد أن قطر لن تدخر جهدا في الوقوف بجانب الشعب السوداني الشقيق حتى يتجاوز هذه الأزمة.
كما أكد أن الموقف الثابت والراسخ للدوحة هو دعم وحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي السودان الشقيق، ورفض أي شكل من أشكال التدخل في شؤونه الداخلية، وفقا لوكالة الأنباء القطرية (قنا). وثمن رئيس الوزراء القطري الجهود الإقليمية والدولية، خاصة الوساطة المشتركة السعودية - الأمريكية، التي حققت كثيرا من الهدنات الإنسانية، مشيدا بالجهود والمساعي التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي، داعيا إلى التنسيق بين هذه الجهود والمساعي.
مؤكدا أن التنسيق في هذا الملف قائم بين قطر و مصر التي «نتطلع للعمل معها عن كثب»، وأكد أنه لا حل عسكريا لهذا النزاع، وأن الطريق الوحيد هو الحل السياسي. مجددا دعوة دولة قطر لطرفي النزاع في السودان إلى وقف القتال فورا، وإعلاء المصلحة العامة للشعب السوداني.
تحذير مصري
حذرت مصر ممثلة في وزير خارجيتها سامح شكري، من أن الأزمة في السودان تنذر بكارثة إنسانية، وأكد اهتمام بلاده الشديد بأمن واستقرار السودان، باعتبارهما جزءا لا يتجزأ من أمنها القومي. مؤكدا تضامن مصر مع الشعب السوداني الشقيق لتجاوز المحنة الراهنة.
وشدد على أن مصر ستواصل جهودها ومساعيها مع كل الأطراف لوقف المواجهات والعودة إلى الحوار، مؤكدا ضرورة قيام المنظمات الدولية والإقليمية بدور بناء لحلحلة الأزمة، وأهمية التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار، لحقن دماء الشعب السوداني الشقيق، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها. ونوه إلى أن مصر استقبلت ما يربو على ربع مليون سوداني، وهو ما يعادل 60% من إجمالي الفارين من أعمال العنف، إضافة إلى 5 ملايين سوداني تستضيفهم مصر منذ عقود طويلة، وتوفر لهم معاملة كريمة على ضوء الروابط الأسرية والاجتماعية بين شعبي البلدين.
ماذا قدمت المملكة للأزمة السودانية؟
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن السودان ينزلق «إلى الموت والدمار بسرعة لم يسبق لهما مثيل».
وقال: «هناك حاجة إلى 3 مليارات دولار، وبدون دعم دولي قوي، يمكن أن يصبح السودان مكانا للخروج على القانون، لا سيما أن مئات المدنيين قتلوا وأصيب الآلاف، منذ اندلاع الاشتباكات في منتصف أبريل الماضي».
وفيما تبارت الدول في تقديم الدعم للشعب السوداني، أكدت السعودية موقفها الثابت في الوقوف بجانب الأشقاء، بعدما قررت مساعدتهم بـ100 مليون دولار، وأطلقت حملة شعبية واسعة لإغاثتهم، لتكون في مقدمة دول العالم التي تصدت للأزمة من بدايتها.
حل سياسي
شارك وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله في مؤتمر المانحين للسودان رفيع المستوى 2023، الذي عقد عبر الاتصال المرئي مساء أمس الأول، برئاسة مشتركة بين المملكة ومصر وقطر وألمانيا، ومنظمة الأمم المتحدة ممثلة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «اوتشا»، والاتحاد الأوروبي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وجدد حرص المملكة على الوقوف إلى جانب الشعب السوداني، ومواصلة سعيها لإيجاد حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى استضافت المملكة أطراف النزاع في جدة في مايو الماضي، بمبادرة سعودية أمريكية لحث طرفي الصراع على الحوار لخفض مستوى التصعيد في السودان.
وأوضح أن المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة نجحت في التوصل إلى اتفاق طرفي الصراع على «إعلان جدة»، وما تلاه من هدنات إنسانية متعددة، آخرها ما تم الإعلان عنه قبل يومين.
معرباً عن أمله أن تنجح هذه الجهود في حماية المدنيين وإيصال المساعدات للمتضررين.
حملة شعبية
أكد الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة حكومة وشعبا، وانطلاقا من مبادئها في دعم وإغاثة الأشقاء والأصدقاء، لم تدخر جهدا في دعم الشعب السوداني الشقيق منذ بداية الأزمة، إذ أعلنت تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100مليون دولار، خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووفق آلياته، وتسيير جسر جوي وصل حتى الآن إلى 13 طائرة، وكذلك جسر بحري وصل حتى الآن إلى باخرتين حملتا على متنهما المواد الغذائية والصحية والإيوائية وغيرها من الاحتياجات، إضافة إلى إطلاق حملة شعبية عبر منصة «ساهم» التابعة للمركز.
وأضاف: بادرت المملكة منذ بداية الأزمة السودانية بتنفيذ أول عمليات إجلاء بحري للعالقين في السودان، من المواطنين ورعايا الدول الشقيقة، ما أسهم في إنقاذ 8455 شخصا من 110 دول.
حماية المدنيين
أشاد وزير الخارجية بالتعاون المميز بين أجهزة المملكة المعنية بالمساعدات، ومنظمات الأمم المتحدة، والمؤسسات الدولية الأخرى المتخصصة في تقديم المساعدات، مما يسهم في التخفيف من معاناة المتضررين من اللاجئين السودانيين.
وقال: إن المملكة أسهمت في إنشاء منطقة إنسانية لبرنامج الأغذية العالمي في جدة، تكون مركزا لتخزين وإرسال المساعدات الإنسانية إلى جمهورية السودان، والبلدان المجاورة المتضررة من الأزمة، وتسهيل عمليات الخدمة الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة التي يديرها البرنامج.
وأكد أهمية استعادة مجريات العمل الإنساني وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية، مطالبا في هذا الشأن بتعزيز الجهود لحث الجميع على تقديم الدعم اللازم، لرفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق.
وضع كارثي
أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى أن صور الدمار تتزايد يوما بعد يوم، والوضع في دارفور والخرطوم كارثي، إذ إن القتال محتدم مع مهاجمة الناس في منازلهم وفي الشوارع.
وتابع: «قبل اندلاع هذا الصراع، كان السودان يعاني بالفعل من أزمة إنسانية، والآن فإن هذا الوضع قد تصاعد إلى كارثة تؤثر على أكثر من نصف سكان البلاد»، وأدان العنف ضد العاملين في مجال الإغاثة، ونهب الإمدادات الإنسانية، وناشد الأطراف المتحاربة حماية المدنيين وتمكين العمل الإنساني.
من جانبه، جدد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك رغبته في التوسط بين طرفي النزاع، وقال: «دعوت جميع الدول إلى المساعدة في تقديم حل لهذه الكارثة. ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لمتابعة وقف إطلاق النار والحفاظ عليه لم تسفر عن نجاح يذكر».
وقال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، إن الالتزام الذي أظهره المانحون تجاه المتضررين «يأتي في الوقت المناسب»، إذ تتضاءل موارد المفوضية.
وتابع: إن هذه «التعهدات ستنقذ الأرواح وتساعد في تخفيف بعض المصاعب، وفي النهاية، بالطبع، فقط سلام دائم سيسمح للسودانيين بالعودة إلى حياتهم».
50 مليونا قطرية
أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تعهد الدوحة بتقديم مساعدات للسودان بقيمة 50 مليون دولار، لدعم جهود خطة الاستجابة الإنسانية في السودان، والخطة الإقليمية للاجئين. وجدد التأكيد أن قطر لن تدخر جهدا في الوقوف بجانب الشعب السوداني الشقيق حتى يتجاوز هذه الأزمة.
كما أكد أن الموقف الثابت والراسخ للدوحة هو دعم وحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي السودان الشقيق، ورفض أي شكل من أشكال التدخل في شؤونه الداخلية، وفقا لوكالة الأنباء القطرية (قنا). وثمن رئيس الوزراء القطري الجهود الإقليمية والدولية، خاصة الوساطة المشتركة السعودية - الأمريكية، التي حققت كثيرا من الهدنات الإنسانية، مشيدا بالجهود والمساعي التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي، داعيا إلى التنسيق بين هذه الجهود والمساعي.
مؤكدا أن التنسيق في هذا الملف قائم بين قطر و مصر التي «نتطلع للعمل معها عن كثب»، وأكد أنه لا حل عسكريا لهذا النزاع، وأن الطريق الوحيد هو الحل السياسي. مجددا دعوة دولة قطر لطرفي النزاع في السودان إلى وقف القتال فورا، وإعلاء المصلحة العامة للشعب السوداني.
تحذير مصري
حذرت مصر ممثلة في وزير خارجيتها سامح شكري، من أن الأزمة في السودان تنذر بكارثة إنسانية، وأكد اهتمام بلاده الشديد بأمن واستقرار السودان، باعتبارهما جزءا لا يتجزأ من أمنها القومي. مؤكدا تضامن مصر مع الشعب السوداني الشقيق لتجاوز المحنة الراهنة.
وشدد على أن مصر ستواصل جهودها ومساعيها مع كل الأطراف لوقف المواجهات والعودة إلى الحوار، مؤكدا ضرورة قيام المنظمات الدولية والإقليمية بدور بناء لحلحلة الأزمة، وأهمية التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار، لحقن دماء الشعب السوداني الشقيق، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها. ونوه إلى أن مصر استقبلت ما يربو على ربع مليون سوداني، وهو ما يعادل 60% من إجمالي الفارين من أعمال العنف، إضافة إلى 5 ملايين سوداني تستضيفهم مصر منذ عقود طويلة، وتوفر لهم معاملة كريمة على ضوء الروابط الأسرية والاجتماعية بين شعبي البلدين.
ماذا قدمت المملكة للأزمة السودانية؟
- 100 مليون دولار مساعدات إنسانية
- 13 طائرة عبر الجسر الإغاثي الجوي
- 2 باخرة ضمن الجسر الإغاثي البحري
- 8455 شخصا عالقا تم إنقاذهم
- 110 دولة تم نقل مواطنيها العالقين