عبدالمعين عيد الأغا

العلاج وحده لا يكفي

الثلاثاء - 20 يونيو 2023

Tue - 20 Jun 2023

يعتقد بعض مرضى السكري «النمط الثاني» أن العلاجات الجديدة للتحكم والسيطرة على داء السكري تكفي للوصول إلى الوزن المثالي، لكون هذه العلاجات المتمثلة في الحقنة الأسبوعية التي تؤخذ تحت الجلد بقلم محضر مسبقا لمرضى النوع الثاني - كما أشرت - تساعد على إنقاص الوزن وخفض معدل السكر التراكمي، وهذا الاعتقاد بلا شك هو اعتقاد خاطئ، إذ لابد للاستفادة من هذه العلاجات بالطريقة الصحيحة يجب اتباع نمط حياة صحي من حيث الأكل الصحي وممارسة الرياضة.

ورغم أن هذه الحقن حملت البشرى الطيبة لمرضى النوع الثاني لكونها تعمل على خفض مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة إنتاج الأنسولين وتقليل كمية السكر التي يصنعها الكبد، كما أنه يبطئ من معدل مرور الطعام عبر الجسم مما يجعل الفرد يشعر بالشبع لفترة أطول، ولكن في نفس الوقت أعطت انطباعا خاطئا عند بعض المرضى وهو أن الدواء سيعمل في خفض الوزن دون الحاجة إلى ممارسة الرياضة أو تصحيح النمط الغذائي، فمع الاستمرار في استهلاك الأكل غير الصحي وعدم ممارسة الرياضة قد يواجه الفرد صعوبات في إنقاص وزنه بطريقة سليمة، فهذه الحقن العلاجية عامل مساعد للسيطرة على زيادة الوزن واستقرار المعدل التراكمي لنسبة سكر الدم.

وقد يتساءل بعض مرضى السكري النمط الثاني، ما أهمية الرياضة طالما الحقنة الأسبوعية تقوم بدورها في مساعدة الفرد على إنقاص وزنه؟ والجواب: فوائد الرياضة لمرضى السكري لا تتوقف على إنقاص الوزن فقط بل هناك أمور عديدة أخرى، إذ تعتبر رياضة مريض السكري جزء من خطة العلاج، لكونها تساعد الجسم على استخدام الأنسولين بشكل أفضل عن طريق زيادة حساسية الأنسولين، السيطرة على ضغط الدم، حيث إن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري، وتحسين مستويات الكوليسترول في الدم، ويساعد على تجنب الإصابة بأمراض القلب، وبجانب ذلك المحافظة على وزن صحي وتزويد الجسم بالطاقة، والمساعدة على تنظيم النوم والمحافظة على لياقة ومرونة الجسم.

أما ما يتعلق بالأكل الصحي فإن أهميته تكمن في أمرين الأول المحافظة على عدم زيادة الوزن، فللأسف أكثر الوجبات غير الصحية عندما يزداد استهلاكها تؤدي إلى زيادة الوزن وتتسبب في أمراض أخرى وخصوصا إذا كان الفرد خاملا لا يمارس أي نشاط رياضي يسهم في حرق الدهون والسعرات الحرارية، والواقع المؤسف أن الأطعمة غير الصحية كالوجبات السريعة والهمبرجر والبيتزا أصبحت منتشرة بشكل لافت للنظر، وساعدت خدمات التوصيل «الديلفري» على سهولة إيصالها واستهلاكها، والأمر الآخر هو ضمان التحكم في نسبة سكر الدم في المعدلات الطبيعية مما يجنب الشخص التعرض لأي مضاعفات للمرض، ومن هذا المنطلق فإنه في حال الاعتماد على الدواء في إنقاص الوزن واستهلاك الأطعمة غير الصحية وعدم ممارسة الرياضة فإن الاستفادة ستكون ضئيلة وضعيفة، فتصحيح نمط الحياة أهم ركيزة في علاج السكري.

وأخيرا.. السكري وتحديدا النمط الثاني من الأمراض التي شهدت انتشارا في جميع مجتمعات العالم بسبب عوامل زيادة الوزن والبدانة وغياب الرياضة، وهذا المرض يرافق الفرد طوال أيام حياته ويتطلب الكثير من الالتزام من قبله، لذلك تعتبر ممارسة الرياضة بانتظام واعتدال وتصحيح نمط الحياة من الخطوات الأساسية التي يتم اللجوء إليها في معالجة مرضى السكري، إذ إنه عند الإصابة بالسكري لا ينتج البنكرياس معدلات كافية من الأنسولين وعندها ترتفع معدلات السكر في الدم، ففي حال الإصابة بالسكري من النوع الأول، يكاد يتوقف إنتاج البنكرياس للأنسولين بشكل شبه تام وللحفاظ على توازن في مستويات السكر في الدم، على المريض أن يتلقى الأنسولين عدة مرات في اليوم بحسب معدل نشاطه الجسدي وما يتناوله من غذاء خلال النهار، أما في حالة السكري من النوع الثاني فيكون هناك سوء استخدام للأنسولين في الجسم وينتج غالبا عن السمنة وقلة النشاط الجسدي، لذا من المهم ممارسة أي نشاط رياضي من قبل الأصحاء أو مرضى السكري لكونها تساعد على تحسين الدورة الدموية وصحة القلب والأوعية الدموية وخفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول الجيد وضبط الوزن.