المليار الذهبي!
الاثنين - 19 يونيو 2023
Mon - 19 Jun 2023
صارت فكرة المليار الذهبي أكثر إثارة بعد الإعلان الأممي أن عدد سكان العالم وصل مؤخرا إلى 8 مليارات آدمي يدب على هذه البسيطة، ونظرا لأن معظم البشر (بحسب زعم أنصار المليار الذهبي) وتحديدا 80% منهم غير منتجين، فإن الحروب والمجاعات والقتل والتدمير والشذوذ الجنسي وطرق منع الحمل المختلفة، وتأخير سن الزواج، والبدائل المقترحة للأسرة، وكل وسائل وقف تزايد أعداد البشرية هي إحدى طرق الوصول لهذا المليار البشري.
أما صانعو الأسلحة الأغبياء الأذكياء (أعتذر عن جمع النقيضين في جملة واحدة متقاربة لدرجة التلاصق) فإنهم يتبنون هذه النظرية من أجل تبرير صناعة أدوات قتل الإنسان وابتكار عذر لضمائرهم الميتة التي قد تؤنبهم يوما ما لحقيقة أن «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان» فهم يقتلون – بحسب زعمهم – من أجل البشرية، ومن أجل المليار الذهبي، ومن أجل أن تكفي موارد هذا الكوكب للمليار، أو على الأقل من أجل أن يبقى من الناس على هذا الكوكب، وليست هنا الفكرة الرئيسة، ببقاء المليار الذهبي، بل – وفق هذه النظرية – الذي سيبقى ليس المليار الذهبي ولا الفضي ولا حتى النحاسي ولا حديد صدئ بل الذي سيبقى هو المليار الدموي والذي سيذهب بالأخيار لقتل بعضهم بعضا ولا يبقى إلا عدد محدود من الناس تتقاطر الدماء من أفواههم كما تتقاطر من أسلحتهم، وباعة السلاح تفيض حسابتهم البنكية بالمال!
أما المجاعات وفكرتها ليست في تجويع الناس (لا أتصور مطلقا أن ثمة من لديه القدرة على منع الطعام عن الناس، وتذكرت لحظتها عندما استيقظ ضمير البشرية ليخترع فكرة النفط مقابل الغذاء) أقول: لا يأبه بعضهم لوجود مجاعة أو زلزال أو بركان يلتهم مدينة كاملة في سبيل سعي الإنسان الذئبي للوصل إلى المليار الذهبي، ليس هذا فحسب، بل إن مدينة مكونة من 200 أو 300 ألف نسمة لن تخفض من عدد سكان البشرية، بل هؤلاء – التواقون للمليار الذهبي – في كل يوم يصحون فيه من النوم يتمنون سماع كارثة من أجل أن يموت الناس في سبيل نظريتهم البائسة، لكن عقلهم البسيط الساذج لم يتخيل أن يكونوا هم ضحية إعصار أو بركان أو زلزال أو كارثة أو حرب تجعلهم من عداد المليارات التي تموت من أجل بقاء المليار الذهبي.
أما الشذوذ الجنسي، فإنه بالرغم من أن الموضوع معقد لكن يمكن القول بأن الذين يرون أنه إحدى الطرق للوصول للمليار الذهبي، فإنهم في دعوتهم هذه إدانة لأنفسهم فهم لا مبادئ لهم إلا المليار أما مجتمع الشذوذ فإنهم لم يفكروا في هذه الفكرة الدنسة، ولو فكروا لتزوجوا طبيعيا قهرا ونكاية بذوي فكرة المليار الذهبي، بقي أن نقول إن فكرة الشذوذ (لا أحب أن أدخل في معمعة الأسماء المعبرة لهذا الفعل) أداة في يد الأغبياء فلا تكن أداة لغيرك حتى ولو كنت شاذا!
فكرة تأخير سن الزواج، وتناول حبوب منع الحمل للسيدات، ومؤيدو أبحاث منع الحمل للرجال، ودعاة الإجهاض ومن هم ضد مؤسسات الزواج أفكار متاحة إن كانت خيارا شخصيا لصاحبها وهو حر في ذلك، لكن إن كان ثمة من يريد أسرة ولكن تم استئجار فكره ليكون ضحية فكرة المليار الذهبي، فإني أحاول أن أقاسمه الفكر والعقل معا.. فكر قبل أن تخدم غيرك، فكر بأن تخدم نفسك فهل تريد أم لا تريد ودع أفكارهم لهم!
ولأني لا أستطيع أن أغطي مبررات مروجي المليار الذهبي التي تتنامى كل يوم ونكتشف هدفا جديدا لهم ووسيلة مبتكرة للوصول له، فإني سأكتفي بما ورد أعلاه، على أن تختاروا أن تكون البشرية عونا للبشرية باختراع الحلول الخلاقة، أن تسعنا هذه الأرض دون قتل أو تدمير أو إيذاء، أو أن تكون البشرية ذئاب على البشرية، بل إن الذئاب لا تقتل بعضها بعضا مثل هذا المليار النزق ولا تؤذي بعضها حتى صارت قبائل الذئاب أشرف من بعض البشر!
Halemalbaarrak@
أما صانعو الأسلحة الأغبياء الأذكياء (أعتذر عن جمع النقيضين في جملة واحدة متقاربة لدرجة التلاصق) فإنهم يتبنون هذه النظرية من أجل تبرير صناعة أدوات قتل الإنسان وابتكار عذر لضمائرهم الميتة التي قد تؤنبهم يوما ما لحقيقة أن «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان» فهم يقتلون – بحسب زعمهم – من أجل البشرية، ومن أجل المليار الذهبي، ومن أجل أن تكفي موارد هذا الكوكب للمليار، أو على الأقل من أجل أن يبقى من الناس على هذا الكوكب، وليست هنا الفكرة الرئيسة، ببقاء المليار الذهبي، بل – وفق هذه النظرية – الذي سيبقى ليس المليار الذهبي ولا الفضي ولا حتى النحاسي ولا حديد صدئ بل الذي سيبقى هو المليار الدموي والذي سيذهب بالأخيار لقتل بعضهم بعضا ولا يبقى إلا عدد محدود من الناس تتقاطر الدماء من أفواههم كما تتقاطر من أسلحتهم، وباعة السلاح تفيض حسابتهم البنكية بالمال!
أما المجاعات وفكرتها ليست في تجويع الناس (لا أتصور مطلقا أن ثمة من لديه القدرة على منع الطعام عن الناس، وتذكرت لحظتها عندما استيقظ ضمير البشرية ليخترع فكرة النفط مقابل الغذاء) أقول: لا يأبه بعضهم لوجود مجاعة أو زلزال أو بركان يلتهم مدينة كاملة في سبيل سعي الإنسان الذئبي للوصل إلى المليار الذهبي، ليس هذا فحسب، بل إن مدينة مكونة من 200 أو 300 ألف نسمة لن تخفض من عدد سكان البشرية، بل هؤلاء – التواقون للمليار الذهبي – في كل يوم يصحون فيه من النوم يتمنون سماع كارثة من أجل أن يموت الناس في سبيل نظريتهم البائسة، لكن عقلهم البسيط الساذج لم يتخيل أن يكونوا هم ضحية إعصار أو بركان أو زلزال أو كارثة أو حرب تجعلهم من عداد المليارات التي تموت من أجل بقاء المليار الذهبي.
أما الشذوذ الجنسي، فإنه بالرغم من أن الموضوع معقد لكن يمكن القول بأن الذين يرون أنه إحدى الطرق للوصول للمليار الذهبي، فإنهم في دعوتهم هذه إدانة لأنفسهم فهم لا مبادئ لهم إلا المليار أما مجتمع الشذوذ فإنهم لم يفكروا في هذه الفكرة الدنسة، ولو فكروا لتزوجوا طبيعيا قهرا ونكاية بذوي فكرة المليار الذهبي، بقي أن نقول إن فكرة الشذوذ (لا أحب أن أدخل في معمعة الأسماء المعبرة لهذا الفعل) أداة في يد الأغبياء فلا تكن أداة لغيرك حتى ولو كنت شاذا!
فكرة تأخير سن الزواج، وتناول حبوب منع الحمل للسيدات، ومؤيدو أبحاث منع الحمل للرجال، ودعاة الإجهاض ومن هم ضد مؤسسات الزواج أفكار متاحة إن كانت خيارا شخصيا لصاحبها وهو حر في ذلك، لكن إن كان ثمة من يريد أسرة ولكن تم استئجار فكره ليكون ضحية فكرة المليار الذهبي، فإني أحاول أن أقاسمه الفكر والعقل معا.. فكر قبل أن تخدم غيرك، فكر بأن تخدم نفسك فهل تريد أم لا تريد ودع أفكارهم لهم!
ولأني لا أستطيع أن أغطي مبررات مروجي المليار الذهبي التي تتنامى كل يوم ونكتشف هدفا جديدا لهم ووسيلة مبتكرة للوصول له، فإني سأكتفي بما ورد أعلاه، على أن تختاروا أن تكون البشرية عونا للبشرية باختراع الحلول الخلاقة، أن تسعنا هذه الأرض دون قتل أو تدمير أو إيذاء، أو أن تكون البشرية ذئاب على البشرية، بل إن الذئاب لا تقتل بعضها بعضا مثل هذا المليار النزق ولا تؤذي بعضها حتى صارت قبائل الذئاب أشرف من بعض البشر!
Halemalbaarrak@