سارة مطر

وماذا كانت خطيئتي؟

السبت - 17 يونيو 2023

Sat - 17 Jun 2023

بعد مرور 22 يوما من شهر رمضان المبارك، تلقيت استدعاء من قسم شؤون الموظفين، وكانت دهشتي لا تكاد توصف، لا أستطيع أن أفهم كيف جالت بي الأمور والأفكار وظننت أن هذا الحدث خاطئ ولا يمكن أن يكتب في شخصي، نظرا لأني أفهم نفسي بشكل كبير، ولكن هذه اللقطة لا يمكن لها أن تغادر رأسي، ترى مع من حصل هذا الموقف؟ ولماذا بعد 22 يوما تكتب شكوى في شخصي؟ ومتى حدث ذلك؟ ذاكرتي كانت تحاول أن تستفز، أعدت ترتيب الأفكار والأحوال، حاولت أن أعيد كل الأحداث.

وبعد أيام حققت البراءة من التهم التي ألصقت بي، وحققت النصر، وأنا لا أزال تائهة من مفهوم الشكوى، ووفقت بتحقيق مذهل في المبنى الرئيس، وانتصرت الشركة لي من دون تنازل، ولم أستطع في تلك اللحظة تذكر شكل وهيئة من قامت برفع الدعوى علي، وما الذي جعلها بعد 22 يوما أن تقوم برفع الشكوى ضدي، وحاولت التذكر في الحدث، وسبحان من شاء إليه القدر، ذهبت للمكان ذاته وكنت أقف في طابور الانتظار، وتنبهت لفتاة تنظر لي باستفزاز، ونظرت إليها جيدا وإلى شكلها الخارجي، وزفرت بآه طويلة، وقلت «تبا للساني المفلوت»، لقد أدركت سبب غضب الفتاة مني، وأدركت الأمر، إنه نقص في الاستحقاق، وهذه خلاصة ما حدث!

مفهوم تدني الاستحقاق أو «Impostor Syndrome» هي حالة نفسية يشعر فيها الشخص بعدم القدرة على تقدير نجاحه الذي يحق له، حتى عندما يحقق إنجازات كبيرة ويتلقى إشادة وتقدير من الآخرين.

وقد يعتقد الشخص المصاب بهذه الحالة أنه ليس كفئا بما يكفي للمناصب التي يحتلها أو للمهام التي يقوم بها، وأنه ليس أهلا للنجاح والتقدير الذي يتلقاه.

يعاني الكثير من الأشخاص من حالة تدني الاستحقاق، ولا يقتصر ذلك على فئة معينة من الناس، بل يمكن أن يؤثر على أي شخص بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو مستوى تعليمه.

وتعتبر هذه الحالة شائعة خاصة بين النساء والمراهقين والشباب الذين يدخلون في الحياة المهنية حديثا.

تتضمن أسباب تدني الاستحقاق العديد من العوامل، مثل الضغط الاجتماعي والثقافي والنفسي، والتوتر والقلق الزائد، والخبرة السلبية السابقة التي قد تؤثر على ثقة الشخص في نفسه.

ومن الطبيعي أن يشعر الشخص ببعض القلق والشكوك من حين لآخر، ولكن عندما يصبح هذا الشعور مستمرا ويؤثر على حياته اليومية وعلى أدائه في العمل، فقد يحتاج الشخص إلى البحث عن المساعدة النفسية والعلاج للتغلب على هذه الحالة.