أمين شحود

زوج هيفاء

الخميس - 15 يونيو 2023

Thu - 15 Jun 2023

في أحد مقاهي الرياض الجميلة، حيث الهدوء يعم المكان إلا من سيدتين وقورتين تتجاذبان أطراف الحديث، ويبدو أن التجاذب اشتد وتمكن حتى تجاذب سمعي معهما، فسمعت إحداهما تقول لصاحبتها: ما رأيك أن أريك صورة زوج هيفاء؟

هزت رأسها موافقة ونظرات الفضول والشغف بادية على محياها، وبعد أن أرتها الصورة بدأت تحليلات الشخصية والتفسيرات والتأويلات والقصص والحكاوي والروايات عن هذا الزوج المسكين، وامتد "الحش" ليشمل أقارب الزوج من الدرجة الأولى حتى الرابعة.

لا أعلم عن هيفاء ولا زوجها شيئا ولا أدري ما علاقتهما بهيفاء، قد يكون ما يقولونه عن زوجها فيه شيء من الصحة.. قد يكون إنسانا مسالما مشغولا بحياته وعياله لكن الناس - عموما - لا تترك أحدا وشأنه وإن التطلع إلى الغير سمة البشر قلما أن ينجو منها أحد، وربما أن السيدتين تريدان "التقطيع" في هيفاء عبر زوجها المصون.

عندما يعجز الإنسان عن حل مشاكله أو يريد الهرب من فشله وهمومه يلجأ للانتقاص من الآخرين والالتفات لعيوبهم والتركيز على تفاصيلهم، وكلما كان اهتمامك بغيرك أكثر نقص اهتمامك بنفسك، وغابت عنك راحة البال.

سئل حكيم: كيف السبيل إلى السلامة من الناس؟

فأجاب: تعطيهم ولا تأخذ منهم، ويؤذونك ولا تؤذيهم، وتقضي مصالحهم ولا تكلفهم بقضاء مصالحك.

قيل له: إنها صعبة قوية أيها الحكيم!

قال: وليتك تسلم.

ثم إنه انتابتني رغبة جامحة في رؤية صورة زوج هيفاء وصرت أتطاول وأسترق النظر غير أنني استعذت بالله من الشيطان، فقد أكون يوما مكانه.. عندها لست أدري ماذا سيتكلمن عني! و(ايش يخلوا وايش يقولوا) يا لطيف يا لطيف اللهم استرنا.

اتركوا الخلق للخالق، ودعن - أيتها النساء - زوج هيفاء في حاله.