دحام مبارك الغالب

الكسل العقلي

الخميس - 15 يونيو 2023

Thu - 15 Jun 2023

أن تكون كسولا في العموم هو أمر ربما يكون طبيعيا ويحدث أحيانا لعدد كبير من البشر حتى العباقرة منهم، ففي كثير من البلدان ومع دخول شهر يناير، يعاني كثيرون من الإرهاق والتعب والإحساس بالكسل، وهي أعراض ناجمة بحسب خبراء عن الأجواء الباردة والأيام التي تكون فيها السماء ملبدة بالغيوم، إلا أنه من الممكن التغلب على هذا الخمول بسهولة باتباع خطوات بسيطة، كذلك الخمول الناجم عن اتباع طريقة سيئة وأسلوب حياتي غير صحيح في التغذية والنوم، هذا النوع من الكسل يسمي الكسل الجسدي.

يقول أحد علماء التحليل النفسي، "إن الكسل جزء من شخصية الإنسان، ولكنه قد يصبح من أعراض مرض خطير".

ومن وجهة نظري فالكسل الجسدي هو أبسط أنواع الكسل؛ لأنه يزول بزوال المسبب لحالته، أما أخطر أنواع الكسل هما النوعان الآخران: النفسي والعقلي. فمصابو النوعين هي حالات مختلفة تماما، متشابهة في مظاهر الكسل الجسدي، ولكنها مختلفة في عدم تمكن الإنسان من إجبار نفسه على القيام بعمل ضروري جدا، ما يشير إلى حالة مرضية، قد تتطلب مساعدة أخصائي، هذه الحالة على الأرجح تشير إلى الاكتئاب. وعند ظهورها، يجب مراجعة طبيب نفسي.

بالطبع توجد حاليا عقاقير عديدة تساعد على تخفيف حالة الاكتئاب، ولكن على الشخص الذي تغير فجأة ولم يعد كما كان من قبل، ولم يعد يقدر على بذل حتى جهد بسيط، ألا يستهين بذلك وأن يبادر في علاج نفسه.

والكسل العقلي بوجه خاص هو حالة من تجنب التفكير العميق، والسبب غالبا للتهرب من بذل الجهد، حيث يميل الأشخاص الكسولون عقليا إلى أخذ ما قيل لهم ولا يطبقون أفكارهم أو إبداعهم الخاص، بل يبتعدون أصلا عن تشغيل عقلهم وإبعاد كلمة تفكير عن خيالهم.

العوامل المساهمة في الكسل العقلي هو عدم وجود أهداف وطموح، والخوف أن يعتقد الآخرون أنهم أغبياء بدلا من تحدي أنفسهم للتفكير في شيء ما، والخوف أيضا من تحمل الكثير من المسؤولية عن أي شيء، فمن غير المحتمل أن تضطر إلى التفكير كثيرا في تصرفاتك أو ما يحدث في العالم.

خلاصة القول: لكي تتغلب على كل أنواع الكسل، عليك بالامتثال لأوامر الدين ووصاياه، وكثرة ذكر الله، والمحافظة على الأدعية الشرعية، والاستعاذة من الكسل ومخالطة المجتهدين وأصحاب الهمم، والابتعاد عن الكسالى، فالله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها، وقيل: من دام كسله، خاب أمله.

اهتم بصحتك واتبع نظاما صحيا في حياتك اليومية، فعليك الحصول على عدد ساعات كافية من النوم ليلا مع الحرص على عدم النوم لعدد ساعات طويلة، لأن كثرة النوم قد تشجع أيضا على الكسل العقلي، قد يكون تغيير نظامك الغذائي أمرا صعبا ولكنه سيكون مفيدا بشكل كبير لعقلك، وضع أهدافا طويلة الأجل وقصيرة الأجل، ودرب عقلك على التفكير العميق لإرشادك إلى السبيل الصحيح لتحقيق تلك الأهداف.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال".