"اعمل بذكاء وليس بجهد"
الخميس - 15 يونيو 2023
Thu - 15 Jun 2023
كثيرا ما نسمع هذه المقولة "التسويقية" في حياتنا العملية، ويستخدمها بعض المحاضرين من باب جَذْب انتباه من حولهم، وهي مقولة مُجَانِبَة للصَّواب، والدليل أنه لا يُوجد عمل بلا جُهد، بل لا بد من بذل جهد في أي عمل يقوم به الإنسان، وإن الجهد هو السبيل الأمثل لتحقيق المراد لكل من يعمل، ولكن الفرق هو أن تستخدم ذكاءك في الجهد المبذول، وتجعله جهداً مُثْمِراً لا جهداً يذهَبُ هباءً منثورا، وذلك باختصار كثير من العمل والوقت في إنجاز العمل المطلوب، وتحقيق الأهداف المنشودة. وهناك ثلاث نقاط مهمة تسهم في العمل بذكاء وجهد مُثمر، وهي:
عدم الاستنزاف: إن استهلاك الطاقة الكاملة لإنجاز المهام بسرعة يسبب ضغطا كبيرا ومُستمرا، خاصة في المهام الكبيرة ذات الأهداف المختلفة، وقد يمتد تأثيرها لخارج بيئة العمل، والشعور بعدم الكفاءة، وأن الانسان كالآلة، بينما استخدام الذكاء في التخطيط وتحديد المهام اليومية وجدولتها حسب الأولوية والأهمية، يسهم في الإنجاز بأقل جهد ممكن، ويضمن عدم استنزاف الطاقة الكاملة.
الثقة بالنفس: متابعة مراحل سير الخطة العملية تسهم في تعزيز الثقة بالنفس والقدرات الشخصية، والتحكم في الوقت وإنجاز المهام المطلوبة بسلاسة أكثر وساعات أقل، وربما زيادة الإنتاج، مما يرفع من قيمة الموظف الواثق من نفسه في بيئة العمل، لأنها من أهم متطلبات أي قطاع عملي.
الإبداع والتفكير: لكل خطة عملية احتياجات تتطلب مجهودا فكريا وإبداعا، ويشترط أن تكون واضحة ومرنة للتعديل، لتحقيق أفضل إنجاز للمهام، واستثمار كل دقيقة للعمل، مما يسهم في خلق طرق وأفكار جديدة لإنجاز المهام، وإقرار برامج أفضل، أو اختيار سبل تواصل سريعة وفعالة وموارد أفضل، مما يزيد من الإبداع والتميز في إنجاز العمل.
خطوات العمل بذكاء واستثمار الجهد: لتحقيق أكبر استفادة ممكنة وتطوير الأداء ننصح بالخطوات التالية:
- قائمة المهام اليومية، أو ما يسميها البعض التخطيط للمهام، فوجودها يساعد على استغلال الوقت المناسب لكل مهمة وتنظيمه حسب الأهمية والأولوية، ومراقبة الوقت المطلوب لكل مهمة، ويفضل البدء بالمهام الأصعب لاستغلال النشاط والتركيز فيها، ثم التسهيل لبقية المهام اليومية.
- استخدام المحفزات للعمل، مثل الهدوء التام أو الموسيقى الهادئة أو المشروبات المفضلة أو الإضاءة الخافتة أو غيرها، وهي عادات تختلف باختلاف الموظفين، ولكن الأهم منها هو كيفية صناعة واستخدام هذه المُحَفِّزات التي تساعد على العمل بذكاء، وزيادة الإنتاجية بجهد أقل.
- قاعدة الدقيقتين، وتعني المهام الصغيرة التي لا تستغرق وقتا طويلا، وغالبا ما يتم تأجيلها، مثل الرد على الرسائل البريدية الالكترونية، أو تسليم منجزات أو غيرها، من التي يمكن إنجازها في الفواصل الزمنية أو أوقات الانتظار، وهي تُعد من مهارات إدارة الوقت.
- عدم تعدد المهام، العمل على أكثر من مُهمَّة في آن واحد يؤدي إلى تراجع الإنتاجية، بسبب التشتت وإضاعة الوقت في التنقل بين المهام، ويقلل من جودة الإنتاج، لذا لا بد من تركيز الجهد على هدفٍ مُحَدَّدْ ليكون العمل أسرع وتكون النتائج مُرضِية، وتُحفز للبدء في مهام أخرى، لذلك ليس عيبا قول "لا" لمهام جديدة قبل الانتهاء من الحالية.
- العمل كفريق واحد، من أبرز عقبات العمل بذكاء هي العمل الفردي بسبب الحماس الزائد، والذي قد ينجح لفترة بسيطة لكنه سيفشل لاحقا، لذا العمل كفريق يساعد في توزيع الجهد المبذول على الفريق، ويسهم في زيادة الإنتاجية وجودتها.
- تبسيط المهام الصعبة، وهي المهام التي يصعب إنجازها دفعة واحدة أو في وقت واحد، وتحتاج إلى تبسيط وتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأسهل، كي تستغرق جهدا أقل لإنجازها وتصبح مهام سهلة ومتتالية ومرتبطة ببعضها البعض، وهي من استراتيجيات تبسيط المهام.
- العمل على فترات متقطعة، العمل لساعات متواصلة يسهم في استنفاذ الطاقة والتركيز، لذلك يُحَبَّذ تقسيم فترة العمل إلى كتل زمنية، تتخللها أقساط من الراحة لتجديد الطاقة وتنشيط التركيز، مثل بعض التوصيات لتقسيم اليوم إلى 90 أو 60 دقيقة، يتخللها 5 دقائق من الراحة حسب مناسبته للمهام المطلوب إنجازها، واحتياج الموظف إليها.
- تجنب المشتتات، وكما يعلم الجميع أن التشتت هو عدو التركيز، ومن هذه المشتتات كثرة اتصال العائلة، ومنبهات الهاتف ووسائل التواصل والإيميلات، والمقاطعات غير الضرورية، والفوضى والأصوات العالية في بيئة العمل، وغيرها التي لا بد من تجنبها وعلاجها إن وُجِدَتْ.
- تنظيم مقر العمل، يسهم تنظيم وتوفير أدوات العمل المناسبة في تحسين الحالة الصحية والنفسية وصفاء الذهن، لأداء المهام المطلوبة بأفضل الطرق وأقصرها، بدلا من إضاعة الوقت في البحث أو محاولة الحصول على الأدوات التي يحتاجها العمل.
- الالتزام بالنظام الصحي، مثل النوم الكافي والمبكر وتنظيم الساعة البيولوجية والاستيقاظ باكرا، والإفطار الصحي وممارسة الرياضة وإدارة الجهد، وعدم الجلوس على المقاعد فترات طويلة والذي يسبب آلام الرقبة والظهر، ويصل أحيانا للعينين والصداع، كل ذلك يسهم في العمل بحيوية ونشاط وتركيز والحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية والعمل بذكاء، فالعقل السليم في الجسد السليم.
رسالتي الأخيرة هي، أن مقياس النجاح لا يكون دائما بكثرة العمل وحده، بل بتوظيف الذكاء مع العمل بجهد، والذي يتطلب منا كثيرا من التَعلُّم وتطوير القدرات والإمكانات، والتخطيط والتنظيم وإدارة الوقت والأفراد، والعمل كفريق متماسك واكتساب الخبرات، وإطلاق العنان للتفكير والإبداع في العمل عن طريق البحث والتطوير، وتقليل الجهد ورفع مستوى الكفاءة والإنتاج.
عدم الاستنزاف: إن استهلاك الطاقة الكاملة لإنجاز المهام بسرعة يسبب ضغطا كبيرا ومُستمرا، خاصة في المهام الكبيرة ذات الأهداف المختلفة، وقد يمتد تأثيرها لخارج بيئة العمل، والشعور بعدم الكفاءة، وأن الانسان كالآلة، بينما استخدام الذكاء في التخطيط وتحديد المهام اليومية وجدولتها حسب الأولوية والأهمية، يسهم في الإنجاز بأقل جهد ممكن، ويضمن عدم استنزاف الطاقة الكاملة.
الثقة بالنفس: متابعة مراحل سير الخطة العملية تسهم في تعزيز الثقة بالنفس والقدرات الشخصية، والتحكم في الوقت وإنجاز المهام المطلوبة بسلاسة أكثر وساعات أقل، وربما زيادة الإنتاج، مما يرفع من قيمة الموظف الواثق من نفسه في بيئة العمل، لأنها من أهم متطلبات أي قطاع عملي.
الإبداع والتفكير: لكل خطة عملية احتياجات تتطلب مجهودا فكريا وإبداعا، ويشترط أن تكون واضحة ومرنة للتعديل، لتحقيق أفضل إنجاز للمهام، واستثمار كل دقيقة للعمل، مما يسهم في خلق طرق وأفكار جديدة لإنجاز المهام، وإقرار برامج أفضل، أو اختيار سبل تواصل سريعة وفعالة وموارد أفضل، مما يزيد من الإبداع والتميز في إنجاز العمل.
خطوات العمل بذكاء واستثمار الجهد: لتحقيق أكبر استفادة ممكنة وتطوير الأداء ننصح بالخطوات التالية:
- قائمة المهام اليومية، أو ما يسميها البعض التخطيط للمهام، فوجودها يساعد على استغلال الوقت المناسب لكل مهمة وتنظيمه حسب الأهمية والأولوية، ومراقبة الوقت المطلوب لكل مهمة، ويفضل البدء بالمهام الأصعب لاستغلال النشاط والتركيز فيها، ثم التسهيل لبقية المهام اليومية.
- استخدام المحفزات للعمل، مثل الهدوء التام أو الموسيقى الهادئة أو المشروبات المفضلة أو الإضاءة الخافتة أو غيرها، وهي عادات تختلف باختلاف الموظفين، ولكن الأهم منها هو كيفية صناعة واستخدام هذه المُحَفِّزات التي تساعد على العمل بذكاء، وزيادة الإنتاجية بجهد أقل.
- قاعدة الدقيقتين، وتعني المهام الصغيرة التي لا تستغرق وقتا طويلا، وغالبا ما يتم تأجيلها، مثل الرد على الرسائل البريدية الالكترونية، أو تسليم منجزات أو غيرها، من التي يمكن إنجازها في الفواصل الزمنية أو أوقات الانتظار، وهي تُعد من مهارات إدارة الوقت.
- عدم تعدد المهام، العمل على أكثر من مُهمَّة في آن واحد يؤدي إلى تراجع الإنتاجية، بسبب التشتت وإضاعة الوقت في التنقل بين المهام، ويقلل من جودة الإنتاج، لذا لا بد من تركيز الجهد على هدفٍ مُحَدَّدْ ليكون العمل أسرع وتكون النتائج مُرضِية، وتُحفز للبدء في مهام أخرى، لذلك ليس عيبا قول "لا" لمهام جديدة قبل الانتهاء من الحالية.
- العمل كفريق واحد، من أبرز عقبات العمل بذكاء هي العمل الفردي بسبب الحماس الزائد، والذي قد ينجح لفترة بسيطة لكنه سيفشل لاحقا، لذا العمل كفريق يساعد في توزيع الجهد المبذول على الفريق، ويسهم في زيادة الإنتاجية وجودتها.
- تبسيط المهام الصعبة، وهي المهام التي يصعب إنجازها دفعة واحدة أو في وقت واحد، وتحتاج إلى تبسيط وتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأسهل، كي تستغرق جهدا أقل لإنجازها وتصبح مهام سهلة ومتتالية ومرتبطة ببعضها البعض، وهي من استراتيجيات تبسيط المهام.
- العمل على فترات متقطعة، العمل لساعات متواصلة يسهم في استنفاذ الطاقة والتركيز، لذلك يُحَبَّذ تقسيم فترة العمل إلى كتل زمنية، تتخللها أقساط من الراحة لتجديد الطاقة وتنشيط التركيز، مثل بعض التوصيات لتقسيم اليوم إلى 90 أو 60 دقيقة، يتخللها 5 دقائق من الراحة حسب مناسبته للمهام المطلوب إنجازها، واحتياج الموظف إليها.
- تجنب المشتتات، وكما يعلم الجميع أن التشتت هو عدو التركيز، ومن هذه المشتتات كثرة اتصال العائلة، ومنبهات الهاتف ووسائل التواصل والإيميلات، والمقاطعات غير الضرورية، والفوضى والأصوات العالية في بيئة العمل، وغيرها التي لا بد من تجنبها وعلاجها إن وُجِدَتْ.
- تنظيم مقر العمل، يسهم تنظيم وتوفير أدوات العمل المناسبة في تحسين الحالة الصحية والنفسية وصفاء الذهن، لأداء المهام المطلوبة بأفضل الطرق وأقصرها، بدلا من إضاعة الوقت في البحث أو محاولة الحصول على الأدوات التي يحتاجها العمل.
- الالتزام بالنظام الصحي، مثل النوم الكافي والمبكر وتنظيم الساعة البيولوجية والاستيقاظ باكرا، والإفطار الصحي وممارسة الرياضة وإدارة الجهد، وعدم الجلوس على المقاعد فترات طويلة والذي يسبب آلام الرقبة والظهر، ويصل أحيانا للعينين والصداع، كل ذلك يسهم في العمل بحيوية ونشاط وتركيز والحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية والعمل بذكاء، فالعقل السليم في الجسد السليم.
رسالتي الأخيرة هي، أن مقياس النجاح لا يكون دائما بكثرة العمل وحده، بل بتوظيف الذكاء مع العمل بجهد، والذي يتطلب منا كثيرا من التَعلُّم وتطوير القدرات والإمكانات، والتخطيط والتنظيم وإدارة الوقت والأفراد، والعمل كفريق متماسك واكتساب الخبرات، وإطلاق العنان للتفكير والإبداع في العمل عن طريق البحث والتطوير، وتقليل الجهد ورفع مستوى الكفاءة والإنتاج.