الاستثمارات الإعلامية السعودية.. يظل المحتوى هو الأساس
الأربعاء - 14 يونيو 2023
Wed - 14 Jun 2023
ذكرت في مقال سابق استعراضا سريعا وموجزا للاستثمارات الإعلامية السعودية العابرة للحدود، وكان التركيز بشكل كبير على الاستثمار في الوسائل الإعلامية على وجه التحديد.
وبالنظر لكون الأساس في العملية الإعلامية هو المحتوى أو الرسالة قبل الوسيلة أو الوسيط المستخدم، كما يقال باللغة الإنجليزية «المحتوى دائما الملك في حين كون الوسيلة هي الملكة»؛ لذا فإن التركيز في هذا المقال سينصب على المحتوى خاصة أن صناعة المحتوى بأشكاله المختلفة هي الأساس رغم تعدد الوسائل والوسائط المستخدمة سواء تقليدية أو غير تقليدية.
فقد اعتمدت جميع الاستثمارات الإعلامية السعودية العابرة للحدود على اتباع نهج الصحة والدقة والموثوقية والاعتمادية في كل ما يقدم للعالم من رسائل اتصالية أو محتوي إعلامي، وعادة ما يتميز هذا الإنتاج الإعلامي بالرصانة المهنية والمسؤولية الاجتماعية في كل ما يقدم من مواد إعلامية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؛ لذا اعتمدت هذه الوسائل على أداء خبراء مهنيين احترافيين على المستوى الدولي، إضافة إلى تنوع مصادر الإنتاج الإعلامي واعتماده على أفضل الكوادر والخبرات العربية المتوفرة في الخارج وفي الوطن العربي.
ذلك التنوع الذي أضفى على هذه الوسائل مصفوفة إعلامية متميزة تكاد تحيط بكافة الخبرات العربية المتاحة، ونفذت هذه الوسائل إلى أبعاد عابرة للحدود في العالم العربي دون تحيز لجنسية ما كما نرى ذلك واضحا في أغلب الوسائل العربية المحلية والدولية وخروجها للعالم العربي بمواطنيها فقط لا غير.
ولدى الاستثمارات الإعلامية السعودية العديد من النماذج شديدة النجاح وعميقة التأثير وفائقة التميز، في مجال الصحافة على سبيل المثال حرصت جريدة الشرق الأوسط على الصدور في منتصف السبعينيات للقرن الماضي في مواجهة تحد كبير مع اختلاف الزمان وتغير المكان؛ لذا صدرت من لندن لتطبع في أكثر من 14 مدينة حول العالم بشرقه وغربه علاوة على الإصدارات الخاصة والمناسبات، لقد كانت جريدة الشرق الأوسط الأنموذج الأمثل للصحافة العربية العابرة للحدود بحق ليس فقط للمنطقة العربية فحسب، بل لقارئ اللغة العربية حول العالم وعلى مدار الساعة وتطبع عبر الأقمار الاصطناعية وقبل الإذاعات المسموعة والمرئية التليفزيونية، حققت جريدة الشرق الأوسط المعادلة الصعبة للنجاح الإعلامي أولا ثم التفوق الإعلاني على حد سواء، فقد حققت أعلى معدلات التوزيع في الداخل والخارج بالإضافة لأعلى معدلات الدخل الإعلاني لكل منطقة، وكان الناشران يرددان أن جريدة الشرق الأوسط هي الخبر الثاني بعد الجريدة المحلية المفضلة في كل منطقة، وكذلك كان الحال أيضا بالنسبة لمجلة سيدتي والتي أضحت بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا للشركة السعودية للأبحاث والنشر، رغم المنافسة الشرسة لكافة الإصدارات، وكانت جريدة الشرق الأوسط ومجلة سيدتي على وجه التحديد أحد أبرز مطبوعات النشر والتي تجاوز عددها 14 إصدارا باللغة العربية والإنجليزية والأوردية والهندية في مجالات متعددة من الأخبار والشؤون العامة وشؤون الأسرة العربية والاقتصاد والرياضة والفن وغيرها، وقد حققت المجوعة السعودية للأبحاث والتسويق عبر شركاتها المختلفة في النشر والطباعة والتوزيع والإعلان وغيرها نجاحات غير مسبوقة ليس في العالم العربي فحسب بل في العالم بأسره.
أما في مجال التليفزيون فقد كان للاستثمارات السعودية سبق الريادة والتميز في مجموعة قنوات أرا المختلفة سواء في مركز تليفزيون الشرق الأوسط MBC ثم لاحقا قناة العربية الإخبارية بتواجد نشط وفعال في كافة مناطق العالم.. لقد دأبت بواقعية شديدة وبموضوعية متناهية وباحترافية عالية أبرز البرامج على تقديم الأخبار وأفضل المواد الإعلامية الأخرى، كما تم تأسيس العديد من الشركات الإعلامية للإنتاج التليفزيوني، ولعل أشهرها شركة إعلامية ضخمة للإنتاج الإعلامي أو أر للإنتاج التليفزيوني (OR TV Production) وهي شركة تختص في إنتاج الأفلام التاريخية والسياسية، أسسها عبدالرحمن الراشد وعثمان العمير في بداية التسعينيات.
تعد هذه الشركة من أكبر الشركات الإنتاجية للمحتوى الإعلامي هي وغيرها، فقد أنتجت العديد من الأفلام الثقافية والبرامج التليفزيونية مثل حرب الخليج والإرهاب وكذلك فيلم فهد عن حياة المغفور له الملك فهد وغيرها، كما تم تأسيس شركة أو 3 (O3) للإنتاج الدارمي والوثائقي التليفزيوني وكذلك شركة إنتاج أم بي سي ستوديو والتي أنتجت العديد من الأعمال الوثائقية من أشهرها مسلسل عمر بن الخطاب ومؤخرا مسلسل سفر برلك.
يري الكثيرون أن هذا التوجه الإنتاجي الرائع وعالي الجودة ما هو إلا بفضل من الله أولا ثم اتباعا للنهج المعتدل لسياسة المملكة الحكيمة، وهو ديدن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وأبنائه البررة من بعده، وقد برز الدور الإعلامي النشط للإعلام السعودي الأميز إنتاجيا في كافة جوانب جودة الحياة خاصة منذ تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله سدة الحكم ومعه ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء وعراب رؤية المملكة في 2030م والتي بدأت تحقق الكثير من نجاحاتها.
تم إصدار العديد من التنظيمات المحققة لنهضة إعلامية ضخمة في السنوات الأخيرة لإعادة توطين الإعلام السعودي الخارجي وكذلك إتاحة الفرصة للإعلام الدولي بالتواجد النشط الفعال داخل المملكة، كما يعول على هذا النهج السياسي الحكيم والاقتصادي الرشيد والإبداع المتميز في دعم وتنوع مصادر الدخل العام للمملكة، والاعتماد على صناديق الاستثمار المختلفة ومنها بالطبع صندوق الاستثمارات العامة في تدفق الاستثمارات الدولية والمحلية في كافة المجالات المختلفة ومنها الإعلام والرياضة والترفيه والثقافة والسياحة والاتصالات وغيرها.
برز الاهتمام الواضح في دعم الاستثمار بالمحتوى الإعلامي المقدم في كل من الداخل والخارج بأسس اقتصادية سليمة وقواعد مالية قويمة وبنية محاسبية دقيقة. والقادم بإذن الله أروع وأفضل وأنجح.. ودام عزك يا وطن.
aabankhar@
وبالنظر لكون الأساس في العملية الإعلامية هو المحتوى أو الرسالة قبل الوسيلة أو الوسيط المستخدم، كما يقال باللغة الإنجليزية «المحتوى دائما الملك في حين كون الوسيلة هي الملكة»؛ لذا فإن التركيز في هذا المقال سينصب على المحتوى خاصة أن صناعة المحتوى بأشكاله المختلفة هي الأساس رغم تعدد الوسائل والوسائط المستخدمة سواء تقليدية أو غير تقليدية.
فقد اعتمدت جميع الاستثمارات الإعلامية السعودية العابرة للحدود على اتباع نهج الصحة والدقة والموثوقية والاعتمادية في كل ما يقدم للعالم من رسائل اتصالية أو محتوي إعلامي، وعادة ما يتميز هذا الإنتاج الإعلامي بالرصانة المهنية والمسؤولية الاجتماعية في كل ما يقدم من مواد إعلامية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؛ لذا اعتمدت هذه الوسائل على أداء خبراء مهنيين احترافيين على المستوى الدولي، إضافة إلى تنوع مصادر الإنتاج الإعلامي واعتماده على أفضل الكوادر والخبرات العربية المتوفرة في الخارج وفي الوطن العربي.
ذلك التنوع الذي أضفى على هذه الوسائل مصفوفة إعلامية متميزة تكاد تحيط بكافة الخبرات العربية المتاحة، ونفذت هذه الوسائل إلى أبعاد عابرة للحدود في العالم العربي دون تحيز لجنسية ما كما نرى ذلك واضحا في أغلب الوسائل العربية المحلية والدولية وخروجها للعالم العربي بمواطنيها فقط لا غير.
ولدى الاستثمارات الإعلامية السعودية العديد من النماذج شديدة النجاح وعميقة التأثير وفائقة التميز، في مجال الصحافة على سبيل المثال حرصت جريدة الشرق الأوسط على الصدور في منتصف السبعينيات للقرن الماضي في مواجهة تحد كبير مع اختلاف الزمان وتغير المكان؛ لذا صدرت من لندن لتطبع في أكثر من 14 مدينة حول العالم بشرقه وغربه علاوة على الإصدارات الخاصة والمناسبات، لقد كانت جريدة الشرق الأوسط الأنموذج الأمثل للصحافة العربية العابرة للحدود بحق ليس فقط للمنطقة العربية فحسب، بل لقارئ اللغة العربية حول العالم وعلى مدار الساعة وتطبع عبر الأقمار الاصطناعية وقبل الإذاعات المسموعة والمرئية التليفزيونية، حققت جريدة الشرق الأوسط المعادلة الصعبة للنجاح الإعلامي أولا ثم التفوق الإعلاني على حد سواء، فقد حققت أعلى معدلات التوزيع في الداخل والخارج بالإضافة لأعلى معدلات الدخل الإعلاني لكل منطقة، وكان الناشران يرددان أن جريدة الشرق الأوسط هي الخبر الثاني بعد الجريدة المحلية المفضلة في كل منطقة، وكذلك كان الحال أيضا بالنسبة لمجلة سيدتي والتي أضحت بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا للشركة السعودية للأبحاث والنشر، رغم المنافسة الشرسة لكافة الإصدارات، وكانت جريدة الشرق الأوسط ومجلة سيدتي على وجه التحديد أحد أبرز مطبوعات النشر والتي تجاوز عددها 14 إصدارا باللغة العربية والإنجليزية والأوردية والهندية في مجالات متعددة من الأخبار والشؤون العامة وشؤون الأسرة العربية والاقتصاد والرياضة والفن وغيرها، وقد حققت المجوعة السعودية للأبحاث والتسويق عبر شركاتها المختلفة في النشر والطباعة والتوزيع والإعلان وغيرها نجاحات غير مسبوقة ليس في العالم العربي فحسب بل في العالم بأسره.
أما في مجال التليفزيون فقد كان للاستثمارات السعودية سبق الريادة والتميز في مجموعة قنوات أرا المختلفة سواء في مركز تليفزيون الشرق الأوسط MBC ثم لاحقا قناة العربية الإخبارية بتواجد نشط وفعال في كافة مناطق العالم.. لقد دأبت بواقعية شديدة وبموضوعية متناهية وباحترافية عالية أبرز البرامج على تقديم الأخبار وأفضل المواد الإعلامية الأخرى، كما تم تأسيس العديد من الشركات الإعلامية للإنتاج التليفزيوني، ولعل أشهرها شركة إعلامية ضخمة للإنتاج الإعلامي أو أر للإنتاج التليفزيوني (OR TV Production) وهي شركة تختص في إنتاج الأفلام التاريخية والسياسية، أسسها عبدالرحمن الراشد وعثمان العمير في بداية التسعينيات.
تعد هذه الشركة من أكبر الشركات الإنتاجية للمحتوى الإعلامي هي وغيرها، فقد أنتجت العديد من الأفلام الثقافية والبرامج التليفزيونية مثل حرب الخليج والإرهاب وكذلك فيلم فهد عن حياة المغفور له الملك فهد وغيرها، كما تم تأسيس شركة أو 3 (O3) للإنتاج الدارمي والوثائقي التليفزيوني وكذلك شركة إنتاج أم بي سي ستوديو والتي أنتجت العديد من الأعمال الوثائقية من أشهرها مسلسل عمر بن الخطاب ومؤخرا مسلسل سفر برلك.
يري الكثيرون أن هذا التوجه الإنتاجي الرائع وعالي الجودة ما هو إلا بفضل من الله أولا ثم اتباعا للنهج المعتدل لسياسة المملكة الحكيمة، وهو ديدن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وأبنائه البررة من بعده، وقد برز الدور الإعلامي النشط للإعلام السعودي الأميز إنتاجيا في كافة جوانب جودة الحياة خاصة منذ تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله سدة الحكم ومعه ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء وعراب رؤية المملكة في 2030م والتي بدأت تحقق الكثير من نجاحاتها.
تم إصدار العديد من التنظيمات المحققة لنهضة إعلامية ضخمة في السنوات الأخيرة لإعادة توطين الإعلام السعودي الخارجي وكذلك إتاحة الفرصة للإعلام الدولي بالتواجد النشط الفعال داخل المملكة، كما يعول على هذا النهج السياسي الحكيم والاقتصادي الرشيد والإبداع المتميز في دعم وتنوع مصادر الدخل العام للمملكة، والاعتماد على صناديق الاستثمار المختلفة ومنها بالطبع صندوق الاستثمارات العامة في تدفق الاستثمارات الدولية والمحلية في كافة المجالات المختلفة ومنها الإعلام والرياضة والترفيه والثقافة والسياحة والاتصالات وغيرها.
برز الاهتمام الواضح في دعم الاستثمار بالمحتوى الإعلامي المقدم في كل من الداخل والخارج بأسس اقتصادية سليمة وقواعد مالية قويمة وبنية محاسبية دقيقة. والقادم بإذن الله أروع وأفضل وأنجح.. ودام عزك يا وطن.
aabankhar@