أول ناقل للمعرفة
الأربعاء - 14 يونيو 2023
Wed - 14 Jun 2023
أشار رائد المعرفة الأمريكي الدكتور بيتر دراكر، والذي يعتبر الأب الروحي للإدارة أيضا في كتاباته الصحفية ومحاضراته الجامعية وكذلك نصائحه الاستشارية بأن المعرفة أصبحت الجزء الأهم في العملية التنظيمية بالمؤسسات العصرية، بغرض إعلاء قيمتها التنافسية بالتركيز على ما يملكه الموظفون من الخبرات التراكمية مثل الأفكار والمهارات والابتكارات والإبداعات البشرية فتقودهم لإنجاز الأعمال بالشكل الصحيح وفي الوقت المناسب الأمر الذي يؤدي إلى توليد المعرفة؛ لرفع الإنتاجية وتعظيم الربحية وتحقيق الثروات من خلال منظومة الاقتصاد القائم على تلك المعرفة التي يملكونها.
إذن المعرفة في أساسها ممارسات احترافية منقولة يكتسبها الشخص من خبير متخصص نظريا ومن ثم يطبقها عمليا حتى يتقنها إجرائيا وهو ما يسمى حديثا بالتدريب على رأس العمل «OJT» On Job Training؛ والذي يعطي الشخص القدرة على أن يتفوق على أقرانه بالخبرة المناسبة التي تؤهله للعمل بجدارة في مجال واحد وبمهارة في تخصص محدد.
ويعتبر طائر الغراب أول ناقل للمعرفة حينما وقعت أول جريمة في تاريخ البشرية عندما قتل قابيل أخاه هابيل لم يكن لدى الأول الدراية التي تمكنه من مداراة الجثة التي أمامه وماهي طريقة التعامل معها حتى بعث الله غرابا ينقل له الممارسة والخبرة نظريا وعمليا؛ قال تعالى «فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه» سورة المائدة الآية 31؛ ولو لاحظنا معياري الممارسة المعرفية في الآية الكريمة أولا «يريه» أي الجانب النظري وثانيا «كيف» وتعني التطبيق العملي.
أورد المفسرون مثل الطبري وابن كثير والسعدي في مراجعهم أن قابيل بحث عن الكيفية أي المعرفة؛ حتى بعث الله من يمتلكها ليطبقها أمامه؛ فالغراب كان يحفر ويحثو التراب على غرابا آخر ميت حتى دفنه وهنا يكمن المغزى من هذا المشهد التمثيلي وهو نقل المعرفة ليستفيد القاتل من تلك التجربة العملية وهو ما يطلق عليه اليوم «Know How» العمل بالتدقيق والتطبيق بالرؤية والممارسة من خلال أداة العلم ومفتاح المعرفة «كيف» والذي يزيد من آفاق الوعي البشري والإدراك الإنساني.
النظريات الشفهية وحدها لا تكفي بل تحتاج إلى التطبيقات العملية والممارسات الميدانية التي تدعم فلسفة إدارة المعرفة بتنمية المعرفة الضمنية أي الخبرة التي ترسخ ضمن العقل ويتم تعزيزها واستدعاؤها بالمعرفة الصريحة أي الواضحة والظاهرة لنقلها سلوكيا ومشاركتها مع الغير ليستفيد منها الجميع وتتولد لتستمر حلقة المعرفة.
فسبحان الخبير المنان الذي علم الإنسان من سلوك الحيوان.
Yos123Omar@
إذن المعرفة في أساسها ممارسات احترافية منقولة يكتسبها الشخص من خبير متخصص نظريا ومن ثم يطبقها عمليا حتى يتقنها إجرائيا وهو ما يسمى حديثا بالتدريب على رأس العمل «OJT» On Job Training؛ والذي يعطي الشخص القدرة على أن يتفوق على أقرانه بالخبرة المناسبة التي تؤهله للعمل بجدارة في مجال واحد وبمهارة في تخصص محدد.
ويعتبر طائر الغراب أول ناقل للمعرفة حينما وقعت أول جريمة في تاريخ البشرية عندما قتل قابيل أخاه هابيل لم يكن لدى الأول الدراية التي تمكنه من مداراة الجثة التي أمامه وماهي طريقة التعامل معها حتى بعث الله غرابا ينقل له الممارسة والخبرة نظريا وعمليا؛ قال تعالى «فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه» سورة المائدة الآية 31؛ ولو لاحظنا معياري الممارسة المعرفية في الآية الكريمة أولا «يريه» أي الجانب النظري وثانيا «كيف» وتعني التطبيق العملي.
أورد المفسرون مثل الطبري وابن كثير والسعدي في مراجعهم أن قابيل بحث عن الكيفية أي المعرفة؛ حتى بعث الله من يمتلكها ليطبقها أمامه؛ فالغراب كان يحفر ويحثو التراب على غرابا آخر ميت حتى دفنه وهنا يكمن المغزى من هذا المشهد التمثيلي وهو نقل المعرفة ليستفيد القاتل من تلك التجربة العملية وهو ما يطلق عليه اليوم «Know How» العمل بالتدقيق والتطبيق بالرؤية والممارسة من خلال أداة العلم ومفتاح المعرفة «كيف» والذي يزيد من آفاق الوعي البشري والإدراك الإنساني.
النظريات الشفهية وحدها لا تكفي بل تحتاج إلى التطبيقات العملية والممارسات الميدانية التي تدعم فلسفة إدارة المعرفة بتنمية المعرفة الضمنية أي الخبرة التي ترسخ ضمن العقل ويتم تعزيزها واستدعاؤها بالمعرفة الصريحة أي الواضحة والظاهرة لنقلها سلوكيا ومشاركتها مع الغير ليستفيد منها الجميع وتتولد لتستمر حلقة المعرفة.
فسبحان الخبير المنان الذي علم الإنسان من سلوك الحيوان.
Yos123Omar@