أمل عبدالله

لا تهمل الـ 1%

الاثنين - 12 يونيو 2023

Mon - 12 Jun 2023

وجود الاحتمالات مدعاة للراحة ففي الـ 99% يكون الرقم واحد المتبقي مهربا ومكانا دافئا.

وتلك الأجزاء غير المكتملة من الاحتمالات والأرقام التي تبقى حائرة، قد تكون منطقة راحة لنا ومرتجى لبصيص أمل يشحننا بالقوة.

لا يوجد أمر حتمي ومسلم به سوى إيماننا بالله وحده وتصديقنا بأن تضرعنا له وتوكلنا عليه لن يذهب سدى وثم بعد ذلك.. فاستند على نفسك، فلا أحد أحن منك عليك، وتلك العبرات الكبيرة العالقة في حنجرتك والمواقف والصدمات إنما هي مجرد أسطر تكتب في صفحات حياتك، أسطر كثيرة يغرقها سيلان الحبر القاتم.. وتمتلئ بالكلمات، لحظات مكتوبة وأنينها يسمع صداه في قلبك وروحك، وبين سطر وسطر مسافة تكاد تغرق بها ولكن في لحظة.. ومن دون أن تشعر تطوى الصفحة المزدحمة بكل تفاصيلها وتفتح صفحة بيضاء جديدة، في كل سطر منها توجد فرصة متبقية من 99%.

وبينما أنت تخوض في حياتك الملحمية يعيش الآخرون حروبهم الخاصة، ولهذا لن يأتي أحد لإنقاذك فالجميع مشغولون بإنقاذ أنفسهم.

احتضن نفسك وأخبرها أنه لا بأس بالهزيمة اليوم طالما يوجد يوم آخر تستطيع فيه المحاولة، لا بأس إذا تآكل جزء من قلوبنا وأرواحنا الليلة ولا ضير من أن ننام ونحن نحتضن وسائدنا المبللة بدموع الخيبة، من دون خجل أو يأس طالما لدينا قلب مؤمن بأن الله لن يتركنا وحدنا ولن تضيع محاولاتنا سدى.

كن فخورا بكل خطوة جاهدت نفسك عليها، ولا تستصغر أبسط الأشياء التي فعلتها حتى تعالج ذاتك وتتصالح مع مخاوفك، حتى تلك الأمور التي قد لا تذكر.. تذكرها وسجلها واحدة تلو الأخرى، فالأشياء الصغيرة التي تصعب رؤيتها إذا اجتمعت وترابطت سيتجلى بريقها أمام أعيننا.

تحدث مع نفسك دائما وكأنك تخاطب شخصا آخر في عالم مواز، يشبهك في كل شيء ويخوض معك التجارب ذاتها، هنئ نفسك إن أحسنت صنعا وعاتبها عتاب المحب على تخبطاتها، ربت على روحك وطمئنها أنه لا شيء دائم في هذه الدنيا، فما نضيق به ذرعا ذات ليلة لن يدوم وسنكتبه في صفحات الأمس ونتجاوزه بصبرنا واحتضاننا لقلوبنا المرتجفة وأرواحنا الباردة.

أخيرا وليس آخرا.. ليس التعثر فشلا إنما الفشل هو أن تجد راحتك في منطقة تعثرك، فتأبى الحراك منها.