امرأة مقابل 49 رجلا في الأمة الكويتي

عودة الغانم تشعل المنافسة مع السعدون على الرئاسة.. وتغييرات طفيفة في تركيبة الأعضاء
عودة الغانم تشعل المنافسة مع السعدون على الرئاسة.. وتغييرات طفيفة في تركيبة الأعضاء

الأربعاء - 07 يونيو 2023

Wed - 07 Jun 2023

ستقف امرأة واحدة في مواجهة 49 عضوا بمجلس الأمة الكويتي الجديد، وسيتنازع الرئيسان السابقان أحمد السعدون ومرزوق الغانم على كرسي الرئيس، وسط أطياف متعددة تمثل مختلف توجهات الكويتيين في مجلس قابل دائما للحل.

وأظهرت النتائج النهائية فوز 38 عضوا من مجلس 2022 المبطل بحكم محكمة دستورية، يتقدمهم رئيس المجلس أحمد السعدون، وجنان بوشهري الوزيرة السابقة التي ضمنت حجز مقعد للمرأة في المجلس الجديد، فيما كان أبرز الفائزين من مجلس 2020، الذي تم حله مطلع مايو الماضي، مرزوق الغانم رئيس المجلس.

لم تحمل ثاني انتخابات برلمانية تشهدها الكويت خلال 9 أشهر مفاجآت كبيرة، وجاء السيناريو متوقعا في ظل تنافس مثير بين 207 مرشحين بينهما 13 امرأة على 50 مقعدا، في انتخابات جرت تحت شعار «تصحيح المسار مسؤولية الجميع»، ووفق نظام الصوت الانتخابي الواحد.

امرأة واحدة

صمدت المهندسة جنان بوشهري واستطاعت أن تكون الناجحة الوحيدة في سباق الانتخابات بين 13 امرأة، وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 50% ، حسب مع أعلنته جمعية الشفافية الكويتية قبل إغلاق صناديق الاقتراع.

وتعتبر بوشهري واحدة من أشهر العاملات في مجال السياسة بالكويت، حيث تشغل منصب وزيرة دولة لشؤون الإسكان، وكانت عضوة سابقة في المجلس قبل أن يتم حل مجلس الأمة الكويتي 2022، وعضوا في المجلس البلدي، ومستشاره في المجلس الكويتي، أما عن دراستها العلمية فهي حاصلة على شهادة جامعية من كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت، ثم حازت على درجة الماجستير في الهندسة الكيميائية، ثم شهادة الدكتوراه من جامعة عين شمس في مصر.

وتعتبر أحد أشهر النساء في دولة الكويت على الصعيد السياسي، وأول مرشحة عقب الإعلان عن حق المرأة السياسي في الترشح والانتخاب، وتمتلك مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات، وتعد رمزا من رموز الديمقراطية في البلاد.

اشتعال الرئاسة

ومع عودة رئيس مجلس الأمة الأسبق مرزوق الغانم وتصدره لقائمة الفائزين في الدائرة الثانية، اشتعل السباق على رئاسة المجلس بعد فوز أحمد السعدون رئيس المجلس في الدورة الأخيرة، والذي جاء ثانيا بين أعضاء الدائرة الثالثة.

ونشر الغانم مقطعي فيديو على صفحته الرسمية بتويتر بعد فوزه وحصوله على 6661 صوتا على رأس القائمة الثانية، بتعليق قال فيه « الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه.. شكرا لأهلي وعزوتي أبناء الدائرة الثانية ثقتكم تاج على راسي».

في المقابل، يعتبر أحمد السعدون صاحب الـ88 عاما الأبرز للترشح لرئاسة مجلس الأمة، حيث يحظى بثقة على الصعيد الرسمي والشعبي، ويعتبر شخصية متوازنة قادت المجلس إلى بر الأمان خلال فترات سابقة.

انتخابات شفافة

وعقب انتهاء الانتخابات، بعث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ببرقيات شكر إلى كبار مسؤولي الدولة أعربا فيها عن بالغ تقديرهما لكافة الوزارات والجهات الحكومية التي شاركت في الإعداد والتنظيم لانتخابات مجلس الأمة 2023 م وعلى ما أبدوه من تعاون وتكاتف وتنسيق وتنظيم بناء لإجراء عملية الانتخابات.

كما عبرا عن بالغ التقدير وخالص الثناء لأعضاء اللجنة القضائية العليا المشرفة على سير الانتخابات وعلى جهودهم المقدرة التي يسرت الانتخابات بكل كفاءة وشفافية، سائلين المولى تعالى أن يأخذ بأيدي الجميع لكل ما فيه الخير والرفعة والسؤدد للوطن العزيز.

كما أشادا بما تحلى به المواطنون من حس وطني تجسد بمشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات وما أبدوه من التزام بالإرشادات ما أسهم في تمكينهم من الأدلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر الأمر الذي جسد الوجه الحضاري للوطن العزيز في هذا العرس الديمقراطي.

عودة السيناريو

ويرى الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي أن البرلمان الحالي لم يكن به تغيير كبير، حيث إن جزءا كبيرا من وجوه المشهد السابق تتكرر، معربا عن خشيته أن يعاد السيناريو من حيث وقف في السابق ويعود صراع الأقطاب في البرلمان مجددا.

وأشار إلى فوز من كانوا ينادون بالتعقل في الإنفاق العام وعدم الاستجابة للمطالب الشعبوية بسبب أثارها السيئة على المستقبل الاقتصادي، لافتا إلى أن هذا يدل على أن الناخب من الممكن أن يتفاعل بعقلانية مع الخطاب الذي يطالب بإصلاح اقتصادي تنموي.

وأضاف الفيلي «من السابق لأوانه معرفة توجه هذا المجلس وعلاقته مع الحكومة، والأهم من سيكون الرئيس فهناك من أعلن أنه سيدعم أحمد السعدون للرئاسة وهناك من سيدعم مرزوق الغانم، وفي النهاية نحن أمام سياسيين يلعبون وفق منظور لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة ولكن المصالح هي الأهم».

تصفية حسابات

بدورها قالت الناشطة السياسية والمحامية عبير الحداد «نتمنى أن يحقق هذا البرلمان متطلبات الشعب فقد أرهقتنا الصدامات التي حدثت في المجالس السابقة خصوصا مجلسي 2020 و2022 «، مضيفة «إن المواطن لم يستفد من هذه المشاجرات وتصفية الحسابات والنتيجة كانت عدم حضور الحكومة للجلسات وعدم التعاون مع البرلمان وعلق مجلس الأمة، وكل هذا أضر المواطن وعطلت مصالحه الأمر الذي انعكس سلبا على حساب تنمية البلد».

وحول فوز امرأة وحيدة في الانتخابات قالت الحداد «أشعر بالحسرة؛ لأن المرأة الكويتية رأت أن المجتمع لا يرحب بوجودها في البرلمان»، مشيرة إلى أن ادعاء أن المرأة نصف المجتمع هذا غير حقيقي وهذا كلام للمكتسبات السياسية ولا ينعكس على الواقع»، وأكدت أن المرأة الكويتية قادرة وقوية وإذا أتيحت لها الفرصة ستؤدي وتنجز أسوة بالرجل.

وشهدت انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2023 منافسة بين 207 مرشحين، للسباق على أصوات الناخبين البالغ عددهم 793 ألفا و646 ناخبا، في خمس دوائر لاختيار 50 عضوا بالمجلس الجديد للفصل التشريعي الـ17 والذين سيمثلون الشعب في مجلس الأمة الجديد الذي تمتد مدته الدستورية أربع سنوات، وتتكون الكويت من 5 دوائر انتخابية، لكل دائرة 10 نواب، حيث يفوز المرشحون الذين يحصلون على المراكز العشرة الأولى في كل دائرة بعضوية البرلمان.

ثالث انتخابات

وتعد هذه ثاني انتخابات برلمانية تشهدها الكويت خلال 9 أشهر، والثالثة في عهد أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي تولى الحكم في 29 سبتمبر 2020.

جرت أول انتخابات في 5 ديسمبر 2020، أفضت إلى برلمان صدر مرسوم بحله في 2 أغسطس 2022، أما الثانية فجرت في 29 سبتمبر الماضي، وأفضت إلى تشكيل برلمان جديد، قضت المحكمة الدستورية في 19 مارس الماضي، ببطلانه، وإعادة مجلس 2020، الذي صدر مرسوم أميري بحله مجددا مطلع مايو الماضي.

ويأمل الكويتيون أن تقود نتائج الانتخابات القادمة إلى استقرار سياسي بين الحكومة والبرلمان وإنهاء الأزمة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.

ويملك مجلس الأمة الكويتي صلاحيات واسعة، أبرزها قدرته على استجواب رئيس الحكومة أو وزرائه، فضلا عن قدرته على التصويت لحجب الثقة عن الوزراء، أو «عدم التعاون» مع رئيس الوزراء.

توجهات مجلس الأمة الكويتي:

32 مقعدا مستقلا

6 مقاعد للسلفيين

5 مقاعد للحركة الدستورية حدس (الإخوان)

7 مقاعد للشيعة

جنان محسن بوشهري:

  • ولدت في الكويت 1973.

  • حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة عين شمس المصرية.

  • مسلمة سنية.

  • وزيرة الدولة للإسكان.

  • عضوة في مجلس الأمة السابق.

  • أول مرشحة عقب حصول المرأة على حق الترشح.