حاتم المسعودي

«الصحافة» ما بين الإنساني والاصطناعي

الثلاثاء - 06 يونيو 2023

Tue - 06 Jun 2023

سألت الذكاء الاصطناعي: هل ستقضي على الصحفي الميداني؟! فأجاب بكل تجرد ومصداقية: لا.. لا يمكن أن يقضي الذكاء الاصطناعي على مهنة الصحفي الميداني بشكل كامل.

فرغم أن الذكاء الاصطناعي يمكنه مساعدة الصحافة في بعض الجوانب، مثل توليد المحتوى الإعلامي وجمع البيانات وتحليلها، إلا أن الصحافة الميدانية تتطلب مهارات فريدة ومهمة في جمع الأخبار والمعلومات من المصادر المباشرة وتحليلها وتقديمها بطريقة متناولة ومفهومة للجمهور.

ومن الجوانب التي يمكن أن يفيد بها الذكاء الاصطناعي الصحفي الميداني، هي استخدام التقنيات المتقدمة مثل الكاميرات الذكية والروبوتات والتحليل الآلي للبيانات لجمع المعلومات والأخبار من الأماكن التي قد تكون صعبة الوصول إليها بشكل يدوي، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة الصحفيين في تحليل البيانات والمعلومات الكبيرة وتقديمها بشكل أفضل وأكثر فعالية للجمهور.

ومع ذلك، فإن الصحافة الميدانية لا تقتصر فقط على جمع الأخبار والمعلومات، بل تتطلب أيضا قدرة الصحفي على تحليل الأحداث وتقديمها بطريقة مفهومة وشيقة والتفاعل مع الجمهور وتوثيق تجاربهم ومعاناتهم.

وهذه المهارات لا يمكن أن تحلها التقنيات الرقمية بشكل كامل، لذلك فإن مهنة الصحافة الميدانية ستبقى ضرورية وحيوية في المستقبل.

من يعتقد في مجال الصحافة تحديدا أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على الصحفي الإنساني الميداني فهو غير مدرك لأبعاد العمل الذي يتطلب المشاعر والإنسانية والمواقف التي لا يمكن قياسها بدون «الذكاء البشري» الذي مهما تم من تطور «الاصطناع» لن يصل إلى خلق الله والروح التي تعايش الحياة بحلوها ومرها وإدراكها لذلك؛ لكل الصحفيين في العالم أنتم الأصل ولن ينفيكم «المصطنع».

hatim_almsaudi@