صواريخ كوريا ورقة ضغط لضرب النفوذ الأمريكي
هوسي: البرنامج النووي هدفه إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من المحيط الهادئ
هوسي: البرنامج النووي هدفه إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من المحيط الهادئ
الثلاثاء - 30 مايو 2023
Tue - 30 May 2023
يفرض البرنامج النووي لكوريا الشمالية نفسه على دوائر الفكر الاستراتيجي وصناعة القرار في الولايات المتحدة، رغم وجود كثير من الملفات الأشد سخونة على الصعيدين الخارجي والداخلي، بدءا من الحرب الروسية ضد أوكرانيا وانتهاء بأزمة سقف الدين الأمريكي.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، يكشف بيتر هوسي كبير محللي شؤون الدفاع في معهد هدسون الأمريكي، عن الدور الصيني المهم في بناء القدرات النووية الكورية الشمالية وداوفعه.
ويشير هوسي إلى أن القدرات النووية لكوريا الشمالية تمثل تهديدا خطيرا لجارتها كوريا الجنوبية، للدرجة التي تجعل غالبية الكوريين الجنوبيين ـ حسب استطلاعات الرأي ـ يطالبون حكومة بلادهم بامتلاك أسلحة نووية، وهو أمر محظور عليها، وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
سيناريو بديل
بديلا لهذا السيناريو اقترح الرئيس الكوري الجنوبي سون سوك يول، على الولايات المتحدة نشر أسلحة نووية على أراضي بلاده، مع تعزيز التخطيط والتعاون العسكري المشترك بين سول وواشنطن، وفي حين رفض الأمريكيون الاقتراح الأول، فإنهم ينفذون الاقتراح الثاني.
لكن كل هذا لا يمس جوهر المشكلة، وهو ما احتمالات تراجع القدرات النووية لكوريا الشمالية؟
ما زال كثيرون من المحللين يعتقدون أن كوريا الشمالية طورت برنامجها النووي لحمايتها من «السياسة العدائية» الأمريكية ضدها، وأن استمرار الوجود العسكري في كوريا الجنوبية، والتدريبات العسكرية السنوية التي تنفذها الدولتان داخل وحول شبه الجزيرة الكورية، يمثل مبررا لدى كوريا الشمالية لتعزيز ترسانتها النووية.
كما أن بيونج يانج ترى أن التعاون العسكري بين اليابان وكوريا الجنوبية دليل على جهد مشترك من الدولتين للإضرار بها، ويرى أصحاب هذا الرأي أن خفض الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية، يمكن أن يسهل الحصول على تنازلات من كوريا الشمالية.
إخراج أمريكا
يؤكد المحلل الاستراتيجي الأمريكي بيتر هوسي مدير إدارة دراسات الردع النووي في معهد ميتشل للدراسات الفضائية، إن البرنامج النووي الكوري الشمالي هو جزء من استراتيجية تستهدف إخراج الولايات المتحدة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي مبادرة أطلقتها الصين عام 1982، كجزء من خطتها لتصبح أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم خلال 100 عام.
وفي كتابه «نظرة ثاقبة على البرنامج النووي لكوريا الشمالية»، يطرح سيجفريد هيكر ادعاءين: الأول أنه كان يمكن التوصل إلى اتفاق لتفكيك البرنامج النووي لبيونج يانج، لكن إصرار الصقور في واشنطن على تغيير نظام الحكم الكوري الشمالي كان السبب في أخطاء عرقلت الوصول إلى هذا الاتفاق المحتمل.
كما قال هيكر مثل مراقبين آخرين إن الصين لم تكن مسؤولة عن البرامج النووية الكورية الشمالية، ولا تستطيع البحث عن حل للمشكلة، لكن هوسي يرى أن هذين الادعاءين غير صحيحين.
انسحاب إجباري
يضيف هوسي في تحليله بأن الحكومة الصينية قررت منذ أوائل الثمانينات توفير تكنولوجيا السلاح النووي لحلفائها، مثل: كوريا الشمالية وباكستان وإيران وليبيا، وهو ما يتم سرا بسبب تعارضه مع التزاماتها وفق معاهدة منع الانتشار النووي.
وكانت البداية مع باكستان خلال شبكة عبد القدير خان، أبو البرنامج النووي الباكستاني، التي قدمت التكنولوجيا والمعدات للبرامج النووية في إيران وكوريا الشمالية وليبيا قبل الكشف عنها في 2003.
ويرى أن الدافع الرئيس وراء الدعم الصيني للبرنامج النووي لكوريا الشمالية، هو رغبتها في إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من منطقة غرب المحيط الهادئ بشكل خاص، لأن تحقيق حلم القوة العسكرية المسيطرة على العالم للصين ـ كما عرضه المحلل «ميشيل بيلسبوري» في كتابه «مارثون المئة عام» ـ يتطلب خروج أمريكا من المنطقة.
إثارة الشكوك
يستهدف تعزيز القدرات النووية الكورية الشمالية إحداث خلافات وانقسامات داخل التحالف الأمريكي الكوري الجنوبي، إذ يمكن إثارة شكوك قطاعات من الكوريين الجنوبيين في مدى استعداد واشنطن للتعامل مع الخطر المتزايد في المنطقة.
وإذا نجحت الصين في إثارة شكوك حكومة كوريا الجنوبية، فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى على التزامها الرادع بحمايتها، فإن الولايات المتحدة قد تقرر عدم محاولة إثبات ذلك، أو تحاول سول تطوير قدراتها العسكرية الذاتية، لتحقيق الردع في مواجهة جارتها الشمالية.
وبالفعل، التقط بعض المراقبين الأمريكيين مثل دوج باندو من معهد كاتو إنستيتيوت الطعم الذي اقترح سحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، حتى لا تتورط الولايات المتحدة في أي حرب محتملة في شبه الجزيرة الكورية.
أدلة دامغة
يقول هوسي إن هناك أدلة دامغة على أن برنامج الأسلحة النووية الكورية الشمالية، عبارة عن برنامج تعاون مشترك مع الصين، بدأ منذ عقود عدة لتسهيل إنتاج قنبلة نووية كورية شمالية.
وحسب المحلل الأمريكي هوسي فإن استراتيجية الصين في هذا السياق واضحة: البداية بتقويض الضمانات الأمنية الأمريكية لحلفائها في المحيط الهادئ، مع الأمل في بدء عملية شاملة لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
ولا يقتصر الأمر بالضرورة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فالصين تسعى للحصول من إيران على حقوق للوجود العسكري في منطقة الخليج العربي، فهل هناك طريقة أفضل من ذلك لمواجهة الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، وإثارة قلق حلفاء واشنطن فيه؟.
نتائج معاكسة لاستراتيجية كوريا الشمالية
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، يكشف بيتر هوسي كبير محللي شؤون الدفاع في معهد هدسون الأمريكي، عن الدور الصيني المهم في بناء القدرات النووية الكورية الشمالية وداوفعه.
ويشير هوسي إلى أن القدرات النووية لكوريا الشمالية تمثل تهديدا خطيرا لجارتها كوريا الجنوبية، للدرجة التي تجعل غالبية الكوريين الجنوبيين ـ حسب استطلاعات الرأي ـ يطالبون حكومة بلادهم بامتلاك أسلحة نووية، وهو أمر محظور عليها، وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
سيناريو بديل
بديلا لهذا السيناريو اقترح الرئيس الكوري الجنوبي سون سوك يول، على الولايات المتحدة نشر أسلحة نووية على أراضي بلاده، مع تعزيز التخطيط والتعاون العسكري المشترك بين سول وواشنطن، وفي حين رفض الأمريكيون الاقتراح الأول، فإنهم ينفذون الاقتراح الثاني.
لكن كل هذا لا يمس جوهر المشكلة، وهو ما احتمالات تراجع القدرات النووية لكوريا الشمالية؟
ما زال كثيرون من المحللين يعتقدون أن كوريا الشمالية طورت برنامجها النووي لحمايتها من «السياسة العدائية» الأمريكية ضدها، وأن استمرار الوجود العسكري في كوريا الجنوبية، والتدريبات العسكرية السنوية التي تنفذها الدولتان داخل وحول شبه الجزيرة الكورية، يمثل مبررا لدى كوريا الشمالية لتعزيز ترسانتها النووية.
كما أن بيونج يانج ترى أن التعاون العسكري بين اليابان وكوريا الجنوبية دليل على جهد مشترك من الدولتين للإضرار بها، ويرى أصحاب هذا الرأي أن خفض الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية، يمكن أن يسهل الحصول على تنازلات من كوريا الشمالية.
إخراج أمريكا
يؤكد المحلل الاستراتيجي الأمريكي بيتر هوسي مدير إدارة دراسات الردع النووي في معهد ميتشل للدراسات الفضائية، إن البرنامج النووي الكوري الشمالي هو جزء من استراتيجية تستهدف إخراج الولايات المتحدة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي مبادرة أطلقتها الصين عام 1982، كجزء من خطتها لتصبح أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم خلال 100 عام.
وفي كتابه «نظرة ثاقبة على البرنامج النووي لكوريا الشمالية»، يطرح سيجفريد هيكر ادعاءين: الأول أنه كان يمكن التوصل إلى اتفاق لتفكيك البرنامج النووي لبيونج يانج، لكن إصرار الصقور في واشنطن على تغيير نظام الحكم الكوري الشمالي كان السبب في أخطاء عرقلت الوصول إلى هذا الاتفاق المحتمل.
كما قال هيكر مثل مراقبين آخرين إن الصين لم تكن مسؤولة عن البرامج النووية الكورية الشمالية، ولا تستطيع البحث عن حل للمشكلة، لكن هوسي يرى أن هذين الادعاءين غير صحيحين.
انسحاب إجباري
يضيف هوسي في تحليله بأن الحكومة الصينية قررت منذ أوائل الثمانينات توفير تكنولوجيا السلاح النووي لحلفائها، مثل: كوريا الشمالية وباكستان وإيران وليبيا، وهو ما يتم سرا بسبب تعارضه مع التزاماتها وفق معاهدة منع الانتشار النووي.
وكانت البداية مع باكستان خلال شبكة عبد القدير خان، أبو البرنامج النووي الباكستاني، التي قدمت التكنولوجيا والمعدات للبرامج النووية في إيران وكوريا الشمالية وليبيا قبل الكشف عنها في 2003.
ويرى أن الدافع الرئيس وراء الدعم الصيني للبرنامج النووي لكوريا الشمالية، هو رغبتها في إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من منطقة غرب المحيط الهادئ بشكل خاص، لأن تحقيق حلم القوة العسكرية المسيطرة على العالم للصين ـ كما عرضه المحلل «ميشيل بيلسبوري» في كتابه «مارثون المئة عام» ـ يتطلب خروج أمريكا من المنطقة.
إثارة الشكوك
يستهدف تعزيز القدرات النووية الكورية الشمالية إحداث خلافات وانقسامات داخل التحالف الأمريكي الكوري الجنوبي، إذ يمكن إثارة شكوك قطاعات من الكوريين الجنوبيين في مدى استعداد واشنطن للتعامل مع الخطر المتزايد في المنطقة.
وإذا نجحت الصين في إثارة شكوك حكومة كوريا الجنوبية، فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى على التزامها الرادع بحمايتها، فإن الولايات المتحدة قد تقرر عدم محاولة إثبات ذلك، أو تحاول سول تطوير قدراتها العسكرية الذاتية، لتحقيق الردع في مواجهة جارتها الشمالية.
وبالفعل، التقط بعض المراقبين الأمريكيين مثل دوج باندو من معهد كاتو إنستيتيوت الطعم الذي اقترح سحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، حتى لا تتورط الولايات المتحدة في أي حرب محتملة في شبه الجزيرة الكورية.
أدلة دامغة
يقول هوسي إن هناك أدلة دامغة على أن برنامج الأسلحة النووية الكورية الشمالية، عبارة عن برنامج تعاون مشترك مع الصين، بدأ منذ عقود عدة لتسهيل إنتاج قنبلة نووية كورية شمالية.
وحسب المحلل الأمريكي هوسي فإن استراتيجية الصين في هذا السياق واضحة: البداية بتقويض الضمانات الأمنية الأمريكية لحلفائها في المحيط الهادئ، مع الأمل في بدء عملية شاملة لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
ولا يقتصر الأمر بالضرورة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فالصين تسعى للحصول من إيران على حقوق للوجود العسكري في منطقة الخليج العربي، فهل هناك طريقة أفضل من ذلك لمواجهة الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، وإثارة قلق حلفاء واشنطن فيه؟.
نتائج معاكسة لاستراتيجية كوريا الشمالية
- تعزيز التحالف العسكري بين الولايات لمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان
- زادت كوريا الجنوبية واليابان إنفاقهما العسكري مع تطوير التكنولوجيا
- وجود دول نووية عدة في منطقة غرب المحيط الهادئ