دخيل سليمان المحمدي

معرض المدينة للكتاب

الاثنين - 29 مايو 2023

Mon - 29 May 2023

معرض المدينة للكتاب كالبحر الذي تطل على شواطئه العديد من البلدان، ومركباته التي على سطح الهدوء عائمة، ومرتاديه بين الأدب والثقافة والفنون وبين التاريخ وعلم الشريعة يتجولون، أمواجه الفعاليات ودور نشره السفن القادمات، فكل منها تحمل هوية مختلفة كعنوان، وفي جعبتها مئات الكتب معروضة بكل مكان.

بحر عذب امتزج به الفكر والأدب العربي مع عبق التاريخ مواكبا لرؤية مملكتنا الغالية تتهادى أمواجه مع قطرات هتان الكلمة ليتحرك النسيم العليل مستمتعا بأمسيات الجمال. وندوات الأطلال.

وقفنا بسفينتنا على أطلال التاريخ ثم أكملنا رحلتنا عبر أمواج الأمسيات وحوار الندوات، جلسنا على ضفاف الشاطئ لكيلا تتسرب حكايات الأزمان، وتغطس في بحر النسيان، لتعقبها أمسية شعرية باللغة العربية، ومن ثم ذهبنا إلى أشجار النخيل لنسعد بتاريخ علاقتها بالمدينة مع الدليل، وكان للخيول العربية صهيل واصفا عسف الرجال وسباق الجمال.

عشرة أيام تزخر بالثقافة والعلم والأدب جلسات حوارية كدروس تشرح لنا أثر البحوث والرسائل الجامعية في المشهد الأدبي، وما هو أثر الفلسفة على الأدب، ومن علم فهرسة المخطوطات في عالم المكتبات إلى النظرة بعين الرحالة الأوربيين إلى مدينة المصطفى الأمين، حتى وصلنا إلى شاطئ تجارب النشر وقوافي الحب والخط العربي وحرية الصحافة بين الواقع والادعاء وأخيرا وقفنا على أعتاب مسيرة مخترع لتنتهي رحلتنا الثقافية بكيف تتحكم في عقلك.

على شواطئ هذا البحر الجميل أكثر من 200 دار نشر من شتى الدول الخليجية والعربية والغربية، وعلى ضفافه عبر بنا النسيم إلى دارة الملك عبد العزيز الشامخة ومن ثم يأتي مركز الملك سلمان للغة العربية وكأنه سارية.

ليستقبلنا مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بركنه الزاخر وهداياه القيمة للزائر.

ولجمعية ثقافة المدينة وفنونها جناح، جمع بين كتب المؤلفين وفناني الرسم والخط العربي بكل نجاح.

ولمركز بحوث المدينة مشاركة رائدة لا تخلو من جمال الفائدة.

ويبرز لجامعة طيبة ركن كبير يتزود منه الزائر بالكثير.

شاهدنا هناك الكثير من المسرحيات ومن دور النشر والمكتبات احتضنها شاطئ بحر المدينة المعرفي والثقافي والأدبي.

كلمات كتبتها متجولا بين أمواج العلم والمعرفة أحاول أن أصف ما يعيشه الزائر خلال زيارته لمعرض المدينة للكتاب.

أحبتي علينا أن نسلط الضوء على الإيجابيات ونهمس بيننا بالنصح والنقد الهادف لإصلاح السلبيات حتى لا يجف البحر من حرارة الشمس ونعود كما كنا نتمناه بالأمس.

فهناك بعض الملاحظات التي أتمنى أخذها بعين الاعتبار أهمها توقيت إقامة هذا المعرض الثقافي الرائد فحبذا لو كان الوقت يتزامن مع رواتب الموظفين وأيضا تكثيف الإعلانات التي تسبق المعرض من خلال شاشات العرض الحديثة والرسائل النصية وبرامج التواصل والقنوات الرسمية والاهتمام بطريقة الإشارات الإرشادية للوصول إلى المعرض بطريقة أفضل.

وإلى رحلة جديدة في بحر الثقافات العديدة، من خلال شواطئ الأطلال وأمسيات الجمال.

dakhelalmohmadi@