5 مطالب للعرب من سوريا

السعودية ومصر والجزائر وراء عودتها إلى الكرسي الشاغر في الجامعة العربية 3 دول تحفظت في البداية، لكنها رضخت للإجماع العربي ولم تمانع القرار الإدارة الأمريكية عارضت بشدة وفشلت في فرض إرادتها على الدول العربية مراقبون: العودة ستعزز مناخ الاستقرار والأمن، وتزيد التناغم في المنطقة
السعودية ومصر والجزائر وراء عودتها إلى الكرسي الشاغر في الجامعة العربية 3 دول تحفظت في البداية، لكنها رضخت للإجماع العربي ولم تمانع القرار الإدارة الأمريكية عارضت بشدة وفشلت في فرض إرادتها على الدول العربية مراقبون: العودة ستعزز مناخ الاستقرار والأمن، وتزيد التناغم في المنطقة

الأربعاء - 24 مايو 2023

Wed - 24 May 2023

5 مطالب واضحة وضعتها الدول العربية أمام سوريا بعد عودتها إلى القمة العربية الأخيرة التي استضافتها جدة، وبعد شغل مقعدها الشاغر على مدار 12 عاما الماضية، تبدأ بالوقوف بقوة في وجه تهديد السلاح والمخدرات، والمساعدة على عودة اللاجئين واستعادة وحدة البلاد، وتنتهي بتعزيز العمل العربي المشترك، وأن تتحول إلى جبهة صمود قوية في وجه التدخلات الخارجية.

نجحت المساعي التي قادتها المملكة ومصر والأردن والجزائر، في إعادة البلد الذي يتجاوز عدد سكانه 22 مليونا، رغم التحفظات التي أبداها البعض على نظام الأسد، وأصبحت دمشق مطالبة بالتحرك القوي لتأكيد جدارتها بالعودة، وإزالة جميع التحديات التي كانت سببا في تحفظ دول مثل: قطر والكويت والمغرب.

يوم فاصل

شكل يوم 7 مايو الماضي تاريخا مهما في العلاقات العربية السورية، إذ جرى التوافق داخل جدران الجامعة العربية بالقاهرة على عودة سوريا ومشاركتها رسميا في القمة العربية بالمملكة، وجاء الاجتماع بعد أيام قليلة من اجتماع مهم في الأردن، لمناقشة ملف عودة سوريا، ووضع شروط واضحة ينبغي على السوريين النظر إليها باهتمام.

وأكدت الجامعة العربية في أعقاب الاجتماع، أن عودة سوريا إلى الجامعة لا تعني استئناف العلاقات بينها وبين جميع الدول العربية. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في تصريحات له إن الأمر متروك لكل دولة لتقرير ذلك وفق رؤيتها، لافتا إلى أن الدول العربية تملك حرية اتخاذ القرار باستئناف العلاقات مع سوريا.

معارضة أمريكية

تمحورت المحادثات السابقة للقمة بين الأطراف الفاعلة الإقليمية، ومنها: السعودية، الأردن، العراق، مصر، حول 5 قضايا، هي: عودة اللاجئين، ومكافحة المخدرات، وإعادة تأسيس سلطة الدولة ومؤسساتها في سوريا، علاوة على عمل تعزيز العمل العربي المشترك، والتحول إلى جبهة صمود في وجه التدخلات.

وأدى تجاوب السوريين مع هذه المطالب إلى تغيير لافت لدى عدد من الدول العربية المتحفظة، خصوصا قطر والكويت والمغرب، الأمر الذي ساعد الجامعة العربية في اجتماع 7 مايو على الحصول على توافق على قرار العودة، ولم تلجأ الجامعة للتصويت.

ويؤكد المحلل اللبناني قتيبة إدلبي، في تحليل بموقع «المجلس الأطلسي» الأمريكي: إن إدارة جو بابدن واصلت معارضتها العلنية للتطبيع مع الأسد، وفي الوقت نفسه، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف أخيرا، إن الإدارة تشجع الدول العربية على «الحصول على شيء مقابل ذلك الانخراط» مع الأسد.

ثمن العودة

يرى مراقبون أن عودة سوريا «ستعزز من مناخ الاستقرار في المنطقة، وأن جميع الدول العربية عليها التناغم مع فكرة أنه لا حل للأزمة في سوريا دون وجود بشار الأسد رئيسا في دمشق».

وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في2011، بسبب حملة القمع العنيفة التي شنها الأسد على انتفاضة شعبية تطورت إلى حرب أهلية مستمرة.

وأكد المحلل السياسي الأردني، عامر السبايلة إن التصويت على عودة سوريا يأتي بعد تحركات دبلوماسية نشطة خلال الأسابيع الماضية، والتي ظهرت خلالها تغييرات كثيرة في مواقف كثير من الدول، وأشار إن غالبية الدول العربية متوافقة تجاه عودة سوريا، رغم تحفظ بعض الدول على هذا قرار عودة دمشق لتشغل مقعدها في جامعة الدول العربية.

وبالنسبة لسوريا، فهي تعلم أن عودتها لن تكون دون ثمن، إذ عليها الالتزام بحزمة قرارات سياسية وأمنية، خاصة فيما يرتبط بملف اللاجئين والسيطرة على ملف تجارة وتصدير المخدرات.

عودة العلاقات

استأنفت كثير من الدول العربية، بما في ذلك السعودية ومصر، في الآونة الأخيرة التواصل مع سوريا خلال زيارات واجتماعات رفيعة المستوى، رغم أن بعضها بما في ذلك قطر ما يزال يعارض التطبيع الكامل دون حل سياسي للصراع السوري.

ويرى المحلل السياسي التونسي، أنيس عكروتي أن هناك دولا عربية داعمة بشكل كبير لعودة سوريا لجامعة الدول العربية، رغم وجود معارضة من بعض الجهات، وذكر أن بعض الدول ما تزال تعرب عن بعض التحفظات، ويرى أن السعودية والأردن من أكثر الدول الداعمة لخيار عودة سوريا لجامعة الدول العربية. فالرياض تريد تعزيز «مناخ الاستقرار في المنطقة»، وعمان تريد تعزيز الاستقرار على حدودها.

ولفت إلى أن ما يدعم التوجه العربي هو خطة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بتقديم حل جديد للملف السوري، ولهذا قد تصبح هذه المبادرة العربية للأزمة السورية مخرجا حقيقيا لتعزيز استقرار المنطقة.

مطالب العرب من سوريا:

  • عودة اللاجئين


يعيش أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في بلدان مجاورة لسوريا، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.

وبالنسبة للبلدان المضيفة للاجئين في المنطقة، يمثل إطار العمل الذي يسمح بعودتهم الممنهجة والمستدامة إلى سوريا أولوية قصوى، لتخفيف الوطأة الاقتصادية وتحديات سوق العمل التي تواجهها بلدان عربية.

وركزت المناقشات في اجتماع تشاوري سابق في عمّان على دعم الاقتصاد السوري لتحفيز اللاجئين على العودة.

إضافة إلى ذلك طالب الأردن بجدول زمني واضح وإجراءات محددة، بما في ذلك مشاريع تحقق الاستقرار، والعفو العام عن اللاجئين، لكن لا يرجح أن تتحقق الآمال في عودة ملايين اللاجئين إلى سوريا.

ففي البوسنة، وهي من الأمثلة التاريخية القليلة الأكثر تفاؤلا، لم يعد سوى نصف الذين نزحوا عن ديارهم، بعد اتفاقية دايتون للسلام في 1995، ورغم أن ظروف اللاجئين في المنطقة غالبا ما تكون قاسية وخطرة، فإن البدائل المتاحة في سوريا ليست أكثر إغراء.

  • مكافحة المخدرات


تحولت سوريا في العقد الماضي إلى إحدى الوجهات الأولى بالعالم في تصنيع الكبتاجون وتصديره لجمع الأموال.

ويشعر الأردن مثلا بالقلق من احتمال تسهيل شبكات المخدرات، تهريب الأسلحة إلى داخله.

وكشف دبلوماسيون حضروا اجتماعا تشاوريا قبل قمة جدة، كيف غادر وزير الخارجية السوري المناقشات حول الكابتاجون عدة مرات للتشاور مع دمشق، قبل أن يرفض الالتزام بأي قرار حولها.

وفق لمصادر ذكرتها بعض الصحف الغربية.

  • إعادة سلطة الدولة


وضع جماعات المعارضة المسلحة، والوجود العسكري الأجنبي في شمال سوريا من القضايا الأخرى المهمة، ويرى مراقبون أن الحكومات العربية المنخرطة في إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، تتحدث عن إنهاء «الجماعات المسلحة»، والجيوش الأجنبية غير الشرعية.

وهذا تحول واضح ضد الأطراف الفاعلة في شمال سوريا، الجيش الوطني السوري في الشمال الغربي، وقوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرق، وضد شركائهم العسكريين الأتراك والأمريكيين.

  • منع التدخلات الخارجية


يرى العرب أن سوريا يمكن أن تتحول إلى جبهة صمود كبرى لمنع التدخلات الخارجية في قضايا العرب، بدلا من أن تكون ممرا للأسلحة المهربة ودعم الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة.

ويؤكدون أن عزلة النظام في فترات سابقة ساعدت على زيادة التدخل الإيراني والتركي والروسي في العالم العربي.

ويعي السوريون قبل غيرهم أن عليهم مهمة كبيرة في الفترة المقبلة، تتمثل في ضرورة تقوية جبهة الصمود، ومنع مرور كل ما يعيق علاقاتهم مع الدول العربية.

  • تعزيز العمل المشترك


يشعر المؤيدون لعودة سوريا إلى الحضن العربي بتفاؤل كبير في دورها الوطني في دعم الأمن القومي العربي، لما عرف عن سوريا على مدار عقود ماضية من خدمة القضايا العروبية المشتركة، ويعولون على حكومتها أن تزيل كل ما من شأنه أن يؤثر على العمل العربي المشترك.

وأظهرت سوريا خلال القمة العربية وبعدها نوايا حسنة في السعي الدؤوب نحو التقارب، وتحقيق الوحدة واللحمة مع الدول العربية، وهي مطالبة أن تفعل المزيد في هذا الاتجاه.