عمر العمري

الدورات الصيفية الخارجية للموظفين

الثلاثاء - 23 مايو 2023

Tue - 23 May 2023

من الجميل اقتران المكافأة للموظف بالتطوير والدورات الخارجية، وهي عادة تكون في فترة الصيف لطول فترة العمل وصعوبة الأجواء الحارة، وتكون مقرات الدورات والبرامج في المناطق الباردة الداخلية أو الخارجية أو المدن السياحة وممكن غير ذلك من باب تغيير روتين العمل، وعمل (refresh back) للموظف، لكن نفتقدها اليوم كأحد أنواع المكافآت والمحفزات للموظف في القطاع الحكومي والكثير من الشركات والقطاعات الخاصة، وقد تكون موجودة على استحياء حول القيادات العليا وموظفيهم، لكن نتكلم اليوم عن الفئة الأكبر من الموظفين، وهي إحدى الطرق المضمونة لزيادة رضا الموظف عن عمله.

ذهب المختصون في الإدارة إلى أن الدورات الخارجية التي تكون للموظفين هي بالدرجة الأولى مكافأة عملية غير مباشره وطويلة الأثر للموظف الكفء، خاصة أن البعض منهم يكون مهتما جدا بالعديد من جوانب تطوير العمل والبحث عن الجديد، مع الاحتفاظ بالإفادة والترويح بشكل منطقي ومحافظ عليه دون الإخلال بأي من أهداف الدورة، وأن التقرير الذي يقدمه للجهة أثناء انتهاء التدريب يضمن ما تعلمه الموظف خلال هذه الفترة كمهمة عمل.

لا شك أن النمو الشخصي هو أهم عنصر لتفاعل الموظف، فحين يتوقف الموظف عن التعلم فإنه يصاب بالملل ويبدأ بالبحث عن أماكن أخرى وعن محفزات قد تكون أكثر تنوعا وجذبا من وجهة نظره، ولتمنع بحثه عن عمل آخر هناك عدة أمور قد تكون مادية أو في بيئة العمل نفسها لكن إحداها بكل شك التطوير الوظيفي والمهني وقنوات التعلم المستمر، وهذا يسهم في تعزيز الرضا الوظيفي لديه في مقر عمله الحالي، والدورات التدريبية الخارجية أو الداخلية «حضوريا» أحدها بكل تأكيد، وتفريغه وتكليفه من العمل لأجلها بعد موافقته ومناسبة التوقيت لالتزاماته الوظيفية والأسرية وغيرها.

حقيقة ثورة الدورات التدريبية التي تقام «عن بعد» قتلت المتعة في عالم الدورات والبرامج التطويرية وهو عنصر مهم وأساسي لتقبل حضورها والاستفادة منها، نعم هي وسيلة مهمة للاجتماعات وللتدريب ولمهام ومهارات جديدة مستعجلة نحتاج تعلمها وإتقانها؛ لما تمتاز به من سرعة الاتصال وسهولة الأصول للجميع وغير ذلك الكثير من المميزات والإيجابية التي ليس الحديث عنها اليوم، ولكنها أخرجت الموضوع من كونه مكافأة للموظف وأصبحت جزءا من مهام عمله اليومية، ودخلت من باب توفير النفقات وزيادة الكفاءة التشغيلية، فهدمت كل ما يقف في طريقها مهما كان إيجابيا.

على الجهات والمنشآت إعادة النظر في منظومة المكافآت والمحفزات وإدراج الدورات التدريبية «حضوريا» الخارجية أو الداخلية من ضمنها، وتشجيع الدراسات والأبحاث الميدانية لمعرفة أثرها على زيادة الرضا الوظيفي لديهم وتطويرهم، وزيادة فاعليتهم وإنتاجيهم واستقرارهم وظيفيا.