المراهق المدمن.. ضحية
الثلاثاء - 23 مايو 2023
Tue - 23 May 2023
فترة المراهقة التي يمر بها الأبناء فترة نمو جسمي وانفعالي بشكل متسارع وحساس، حيث تصبح شخصيته في طور تشكل بين مرحلة الطفولة والنضج، مما يجعله يمر بأطوار متغيرة في سلوكياته، فتنشأ لديه رغبة الاستقلال برأيه، والبحث عن قيمته الشخصية، ولفت نظر الآخرين إليه، ويظهر لديه نوع من التمرد على قوانين الأسرة والمدرسة؛ وتتنامى لديه رغبة التجربة والمغامرة، وهذا كله يتأثر بشكل كبير في نوعية التعامل الذي يمارس معه في محيطه الأسري والتربوي، ونوعية أقرانه، وطبيعة الاستقرار الأسري، ودور ثقافة الأسرة والمدرسة في تهذيب سلوكياته.
يكمن خطر هذه المرحلة في نظرة الأسرة لها من جهة بأن الصغير لم يعد يسمع الكلام؛ وما يدور في خلد المراهق من شعور وحاجات مختلفة، مما قد يبني فجوة كبيرة بين المراهق وأسرته، فينتقل بكل مشاعره لمن يتلقفه بالخارج من أصدقاء يقابلهم وجه لوجه، وآخرين افتراضيين عبر منصات الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي يحاولون اصطياده واستغلاله، وتعتبر المواد المخدرة بأنواعها أكثر ما قد يشكل منحرفا خطيرا في حياة المراهق إن وقع بها؛ حيث يصبح أسيرا لها، وتجعله على استعداد لفعل أي شيء مقابل الحصول عليها، ولكونه صغيرا قد لا يتوفر له المال بسهولة، فقد يلجأ لتوفيره بأي طريقة؛ فيبدأ في انحراف أكبر ويسلك مسلكا إجراميا تحت تأثير البحث عن المادة المخدرة التي تعود عليها؛ مما يجعل الأسرة أيضا تعاني بشكل أو بآخر من السلوكيات التي تظهر على المتعاطي؛ وتأثيرها على دراسته وتعامله مع أسرته ومجتمعه.
هذا المراهق أولا وأخيرا هو ضحية إهمال تتشارك به الأسرة والمدرسة، وكذلك وجود مجرمين همهم كسب المال دون أدنى شعور برادع ديني أو أخلاقي أو إنساني، ولكي نحمي أبناءنا بعد الله من هذا المنزلق الخطير ينبغي علينا بعد الاستعانة بالله أن نراعي:
1 - دعم الحملة المباركة التي تقوم بها الدولة أعزها الله ممثلة بأجهزتها الأمنية بالإبلاغ عن أي مشتبه به في ترويج وتصنيع المواد المخدرة كائنا من كان، ولا تأخذ الإنسان بهم رحمة أبدا، فهم يدمرون خيرة شباب الوطن ويتسببون في مأساة أسر ويقتلون حلم آباء وأمهات في أبنائهم، ويستنزفون خير البلد؛ وكلما تم القبض على أحد منهم؛ فهذا حتما يسهم في تجفيف مصدر خطير، وحماية لوطننا من مجرمين يستحقون أن يحاسبهم القانون بأشد العقوبات جراء ما اقترفوا من جرائم.
2 - إعطاء المراهق حقه في التعامل الجيد وفهم حاجاته وتحفيز ثقته في نفسه، وتفعيل الجانب الوقائي الذي له دور كبير في الحماية من الوقوع في براثن المخدرات، وحثه على فعل الطاعات، والدعاء له بالصلاح، ومتابعة تحصيله الدراسي، وتوفير الجو الأسري والاجتماعي المناسب، والسماح له بممارسة الهوايات المحببة له وتحفيزه على السلوكيات الحسنة، ومعالجة السلوكيات غير الجيدة بأسلوب تربوي أبوي تحترم شخصيته، وتزرع فيه الثقة في نفسه.
3 - التواصل الجيد مع المدرسة وبناء شراكة بين الأسرة المدرسة، بحيث يكون هناك تعاون في كل ما قد يلاحظ على ابنه من تصرفات غير معتادة، أو صحبة أثرت عليه بشكل أو بآخر، والاتفاق على حلول مفيدة، تضع مصلحة الابن في المقدمة.
4 - في حالة اكتشاف ابن وقع في المخدرات -لا قدر الله- فيتم التعامل مع الموضوع بهدوء وعقلانية واستشارة أصحاب التخصص؛ بعيدا عن الانفعال الذي قد يزيد الأمر سوءا، وأبواب المنشآت الصحية المتخصصة مفتوحة وتتعامل مع كل حالة بسرية تامة، و-بإذن الله- إن وجد الإصرار والعزيمة، والحكمة والتروي؛ سيتخلص المراهق من هذا الداء وينتشل من الغرق والضياع.
الموضوع ليس موضوع فرد فقط، بل أسرة، ووطن، وكل ابن يقع ضحية المخدرات دون علاج هو خسارة على أسرته ومجتمعه، وكل مجرم يروج للمخدرات هو مصدر شر وعضو فاسد يجب استئصاله والقضاء عليه بإبلاغ الجهات المختصة عنه، ونعلم يقينا أن المراهق الصغير إن وقع بالمخدرات فهو ضحية، من الواجب علينا جميعا أن نتكاتف أسرة ومدرسة ومجتمع وجهات رسمية لنعيده عضوا فاعلا منتجا ليبني مع أقرانه مستقبل هذا الوطن.
@salehsalmanalen
يكمن خطر هذه المرحلة في نظرة الأسرة لها من جهة بأن الصغير لم يعد يسمع الكلام؛ وما يدور في خلد المراهق من شعور وحاجات مختلفة، مما قد يبني فجوة كبيرة بين المراهق وأسرته، فينتقل بكل مشاعره لمن يتلقفه بالخارج من أصدقاء يقابلهم وجه لوجه، وآخرين افتراضيين عبر منصات الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي يحاولون اصطياده واستغلاله، وتعتبر المواد المخدرة بأنواعها أكثر ما قد يشكل منحرفا خطيرا في حياة المراهق إن وقع بها؛ حيث يصبح أسيرا لها، وتجعله على استعداد لفعل أي شيء مقابل الحصول عليها، ولكونه صغيرا قد لا يتوفر له المال بسهولة، فقد يلجأ لتوفيره بأي طريقة؛ فيبدأ في انحراف أكبر ويسلك مسلكا إجراميا تحت تأثير البحث عن المادة المخدرة التي تعود عليها؛ مما يجعل الأسرة أيضا تعاني بشكل أو بآخر من السلوكيات التي تظهر على المتعاطي؛ وتأثيرها على دراسته وتعامله مع أسرته ومجتمعه.
هذا المراهق أولا وأخيرا هو ضحية إهمال تتشارك به الأسرة والمدرسة، وكذلك وجود مجرمين همهم كسب المال دون أدنى شعور برادع ديني أو أخلاقي أو إنساني، ولكي نحمي أبناءنا بعد الله من هذا المنزلق الخطير ينبغي علينا بعد الاستعانة بالله أن نراعي:
1 - دعم الحملة المباركة التي تقوم بها الدولة أعزها الله ممثلة بأجهزتها الأمنية بالإبلاغ عن أي مشتبه به في ترويج وتصنيع المواد المخدرة كائنا من كان، ولا تأخذ الإنسان بهم رحمة أبدا، فهم يدمرون خيرة شباب الوطن ويتسببون في مأساة أسر ويقتلون حلم آباء وأمهات في أبنائهم، ويستنزفون خير البلد؛ وكلما تم القبض على أحد منهم؛ فهذا حتما يسهم في تجفيف مصدر خطير، وحماية لوطننا من مجرمين يستحقون أن يحاسبهم القانون بأشد العقوبات جراء ما اقترفوا من جرائم.
2 - إعطاء المراهق حقه في التعامل الجيد وفهم حاجاته وتحفيز ثقته في نفسه، وتفعيل الجانب الوقائي الذي له دور كبير في الحماية من الوقوع في براثن المخدرات، وحثه على فعل الطاعات، والدعاء له بالصلاح، ومتابعة تحصيله الدراسي، وتوفير الجو الأسري والاجتماعي المناسب، والسماح له بممارسة الهوايات المحببة له وتحفيزه على السلوكيات الحسنة، ومعالجة السلوكيات غير الجيدة بأسلوب تربوي أبوي تحترم شخصيته، وتزرع فيه الثقة في نفسه.
3 - التواصل الجيد مع المدرسة وبناء شراكة بين الأسرة المدرسة، بحيث يكون هناك تعاون في كل ما قد يلاحظ على ابنه من تصرفات غير معتادة، أو صحبة أثرت عليه بشكل أو بآخر، والاتفاق على حلول مفيدة، تضع مصلحة الابن في المقدمة.
4 - في حالة اكتشاف ابن وقع في المخدرات -لا قدر الله- فيتم التعامل مع الموضوع بهدوء وعقلانية واستشارة أصحاب التخصص؛ بعيدا عن الانفعال الذي قد يزيد الأمر سوءا، وأبواب المنشآت الصحية المتخصصة مفتوحة وتتعامل مع كل حالة بسرية تامة، و-بإذن الله- إن وجد الإصرار والعزيمة، والحكمة والتروي؛ سيتخلص المراهق من هذا الداء وينتشل من الغرق والضياع.
الموضوع ليس موضوع فرد فقط، بل أسرة، ووطن، وكل ابن يقع ضحية المخدرات دون علاج هو خسارة على أسرته ومجتمعه، وكل مجرم يروج للمخدرات هو مصدر شر وعضو فاسد يجب استئصاله والقضاء عليه بإبلاغ الجهات المختصة عنه، ونعلم يقينا أن المراهق الصغير إن وقع بالمخدرات فهو ضحية، من الواجب علينا جميعا أن نتكاتف أسرة ومدرسة ومجتمع وجهات رسمية لنعيده عضوا فاعلا منتجا ليبني مع أقرانه مستقبل هذا الوطن.
@salehsalmanalen