ماذا سيفعل خليفة حميدتي؟

الخرطوم تنام هادئة مع سريان «اتفاق جدة».. ومطالب دولية بمنع الانتهاكات
الخرطوم تنام هادئة مع سريان «اتفاق جدة».. ومطالب دولية بمنع الانتهاكات

الثلاثاء - 23 مايو 2023

Tue - 23 May 2023

فيما أعلنت نقابة أطباء السودان أمس أن عدد الضحايا المدنيين في الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وصل إلى 863 حالة وفاة و3531 حالة إصابة، يترقب السودانيون ومعهم العالم ماذا سيفعل السياسي مالك عقار، بعد تعيينه نائبا لرئيس المجلس السيادي الانتقالي خلفا لمحمد حمدان دقلو «حميدتي»، والذي تعهد بإنهاء الحرب وإحلال السلام؟.

وللمرة الأولى منذ أكثر من شهر كامل، نامت العاصمة السودانية الخرطوم هادئة مع بدء سريان «اتفاق جدة» لوقف إطلاق النار بشكل موقت، وإفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوداني.

ومع دخول الاشتباكات الدامية بالسودان بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع شهرها الثاني، جاء قرار رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان بإعفاء نائبه حميدتي، وتكليف مالك عقار بدلا منه، ليشكل تحولا مفصليا في الأحداث بالسودان.

إنهاء الحرب

تعهد عقار بالعمل على إيقاف الحرب في السودان بشكل مستدام، لافتا إلى أنه لا سبيل لاستقرار السودان إلا بجيش مهني موحد، مؤكدا قبوله منصب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، بعد تكليفه من البرهان.

وأشار السياسي المعروف إلى أنه سيعمل على مسار التحول المدني الديمقراطي في السودان، معتبرا أنه لا بديل عن السلام ولا مدخل له إلا من باب الحوار، وحذر من انزلاق السودان باتجاه التقسيم والنزاعات القبلية، مضيفا بأن المسؤولية الوطنية تمنع ذلك الانزلاق.

كما تعهد بتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية الواقعة على السودانيين. وقبل ساعات من إعلان الهدنة يبن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تركزت المعارك حول محيط الإذاعة والتلفزيون، حيث سمع دوي الانفجارات بالمناطق المحيطة.

سياسي وعسكري

يعول السودانيون كثيرا على مالك عقار، الذي بدأ حياته السياسية في التسعينات، عندما كان قائد القطاع العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان على الحدود السودانية-الإثيوبية، جنوب ولاية النيل الأزرق حتى قيسان، منتميا إلى شعب الأنقسنا.

وانتخب حاكما لولاية النيل الأزرق في جمهورية السودان في أبريل 2010، وأصبح في فبراير 2011 رئيس الحركة الشعبية في القطاع الشمالي.

تحول القطاع الشمالي للحركة حزبا سياسيا مستقلا عند انفصال الجنوب عن السودان في يوليو 2011.

وفي 3 سبتمبر 2011 تصاعدت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات جيش تحرير جنوب السودان الموالية لمالك عقار، وأعلن على أعقابها فرض حالة الطوارئ في ولاية النيل الأزرق، وعزل مالك عقار الحاكم المنتخب للولاية من منصبه، وتعيين حاكم عسكري عليها، وعاد مرة أخرى إلى الميدان وتحالف مع حركات دارفور تحت قيادة الجبهة الثورية السودانية، التي تكونت في مدينة كاودا.

الضحايا المدنيون

قبل ساعات من بدء وقف قتال النار، أعلنت نقابة الأطباء السودانية في منشور أوردته على صفحتها بموقع «فيس بوك»، أن الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة استمرت 34 يوما على التوالي، وأسفرت عن مزيد من الضحايا في العاصمة والأقاليم.

وأكدت حصر 863 حالة وفاة بين المدنيين، و3531 إصابة، وأشارت إلى أنه يوجد الكثير والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، لافتة إلى عدم التمكن من الوصول للمستشفيات، لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.

وأوضحت أن الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا، أدت إلى سقوط 28 قتيلا في 3 أيام (18 و19 و20 مايو)، وكثير من الجرحى الذين لم يتم حصرهم، وكشفت أن يومي الجمعة والسبت الماضيين شهدا سقوط 13 حالة وفاة بين المدنيين، و137 حـالة إصابة، منها حالات غير مستقرة.

لجنة مراقبة

ذكر عزت «أن الأمر الجديد في هذه المرة هو ما دعا إليه من في المفاوضات، بضرورة تشكيل لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار، وقد تم إقرار تشكيل اللجنة في الاتفاق الأخير في جدة، وبالتالي تستطيع اللجنة تحديد الطرف الذي يقوم بخرق وقف إطلاق النار».

وكشف عزت أن دولة قطر أجرت معه اتصالا مبكرا، ومنذ اندلاع الحرب في السودان، للقيام بدور للوساطة لإنهاء الحرب منذ اليوم الأول، وقال «نحن نقدر لقطر اهتمامها بالسودان وقضاياه».

وحول حادث الاعتداء على السفارة القطرية في الخرطوم، قال عزت «نستنكر بشدة ما تعرضت له سفارة دولة قطر من هجوم من قوة مسلحة. وهذا أمر تكرر للأسف وطال عددا من السفارات، وقد أعلنا منذ اليوم الثاني للحرب استعدادنا لكل البعثات الدبلوماسية على توفير الحماية لها بموافقتها ورغبتها . وأكرر أسفنا لما حدث لسفارة قطر».

جهود الآلية

من جهتها أكدت «الآلية الثلاثية» الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، أنها على أهبة الاستعداد لدعم التنفيذ الفعال لوقف إطلاق النار الذي وُقِّعَ في مدينة جدة، ودعت جميع الأطراف المتنازعة إلى وقف الانتهاكات.

وذكرت في بيان مشترك، أن احترام وقف إطلاق النار أمر حاسم، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، مثمنين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء القتال في السودان.

كما دعت المجتمع الدولي بأسره والجهات الفاعلة الإنسانية، إلى توحيد جهودها بشكل عاجل، لدعم الشعب السوداني خلال هذه الأوقات الحرجة.

خطوة مهمة

وصف يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، اتفاق وقف إطلاق النار مع الجيش السوداني الذي تم التوصل إليه في مدينة جدة، بأنه خطوة جيدة وإيجابية واختراق مهم للمفاوضات، توصل إليه الطرفان في محادثات جدة.

وقال عزت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «نتوجه بالشكر إلى المملكة والولايات المتحدة الأمريكية على الجهد المبذول، والإسهام الفعال لإنجاح المفاوضات، والوصول لهذه الخطوة المتقدمة»، غير أنه أضاف بأن التوقيع سهل لكن المهم الالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار، لأنه هو التحدي «إذ شهدنا إعلان عدد من الهدنات ولم تؤد إلى إيقاف الحرب».

وتابع «هنالك أطراف محركة للجيش تعلن في كل مرة أنها ترفض وقف إطلاق النار، وتسعى إلى الحسم العسكري، هؤلاء نعرف انتماءهم السياسي، ومعروفة طرقهم لبلوغ السلطة عبر العنف، ويرون مصلحتهم في جر الجيش إلى حرب طويلة».

مالك عقار.. من هو؟

  • رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال

  • مواليد مدينة باو بولاية النيل الأزرق بالسودان

  • عمل واليا لولاية النيل الأزرق في أبريل 2010 عقب اتفاقية نيفاشا

  • عمل بالتدريس في بدايات حياته، ثم انتقل للعمل كأمين مخزن

  • انضم إلى الحركة الشعبية التي قادت عددا من المعارك ضد حكومة الإنقاذ في النيل الأزرق

  • قاد عددا من المفاوضات في شأن الحرب التي اندلعت في الولاية عام 2011


الضحايا بين المدنيين وفقا لنقابة الأطباء


  • 863 وفاة

  • 3531 إصابة

  • 18 قتيلا في 3 أيام بنيالا

  • 13 قتيلا خلال يومين

  • 137 إصابة خلال يومين