وليد الزامل

حي الملك سلمان والانطلاق نحو مشاريع أنسنة المدن

السبت - 20 مايو 2023

Sat - 20 May 2023

يأتي إطلاق اسم «حي الملك سلمان» على حيي الواحة وصلاح الدين في مدينة الرياض في سياق التأكيد على المبادئ التي رسخها الملك سلمان - حفظة الله - إبان توليه إمارة منطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود شملت مستويات التخطيط العمراني، والتصميم العمراني، والعمارة. شهدت المدينة في تلك الفترة مراحل متعاقبة من النمو السكاني وتحديات في توفير البنية التحتية المتكاملة وزيادة الطلب على الخدمات والإسكان.

إن النقلة النوعية التي شهدتها مدينة الرياض لم تقتصر على جانب تطوير المشاريع العمرانية الكبرى والتي حصدت جوائز عالمية مثل: مشروع وادي حنيفة، ومشروع تطوير وسط مدينة الرياض، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي، والجامع الكبير، ومجمع قصر الحكم، وقصر طويق، وحي السفارات.

إن مرتكزات التطوير العمراني للمدينة تشكلت خلال عقود طويلة عمل فيها الملك سلمان -حفظة الله- على ترسيخ جملة من القيم والاعتبارات الهامة في إدارة وتخطيط المدن الكبرى، حيث وضع اللبنة الأولى لمعالجة النمو السكاني السريع وتحديات الطلب على المرافق العامة، وبناء المشاريع النوعية، والأحياء السكنية النموذجية.

لقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظة الله- في اللقاء السنوي التاسع للجمعية السعودية لعلوم العمران لعام 1420هـ على فكر استراتيجي للتعامل مع المدن الكبرى «لم يكن هناك خطط مسبقة لذلك؛ لأن الوقت لم يمهلنا لوضع الخطط والدراسات في الماضي لأن الناس كانت تريد سكنا وطرقا ومياه وكهرباء وهاتفا ومختلف الخدمات، فلو انتظرنا حتى نخطط للهاتف مثلا لتأخرنا عشرات السنوات حتى نصل إلى ما وصلنا إليه الآن». ساهم هذا المبدأ في امتصاص الطلب السكاني الهائل على الخدمات والمرافق ومنع النمو العشوائي أو الإسكان غير الرسمي على أطراف المدينة من خلال توفير الأراضي والسماح بالبناء ثم توفير إمدادات البنية التحتية.

لقد أكدت «العمارة السلمانية» على تنمية الإنسان من خلال عمران الأرض وهو ما يعني أن يعكس العمران البيئة المحلية، والقيم، والأصالة، والاستدامة، واستحضار الثقافة المحلية واستشراف المستقبل.. «نحن في حاجة للمواءمة بين الماضي والحاضر يجب أن تكون الأصالة موجودة عندنا..».

يتمتع حي الملك سلمان بجملة من الفرص والإمكانات التي تعزز تطبيق البعد الإنساني ومفردات «العمارة السلمانية» يمكن تلخيصها على النحو التالي:

أولا: الموقع الاستراتيجي وسهولة الوصولية حيث يقع الحي بالقرب من محاور الحركة الرئيسة كطريق الملك عبدالله وطريق الملك عبدالعزيز وطريق أبو بكر الصديق.

ثانيا: إمكانية تحقيق الربط الفراغي مع حديقة الملك سلمان من خلال مسارات مشاة وساحات عامة وبالتالي التكامل بين المشاريع النوعية في المدينة.

ثالثا: تكامل البنية التحتية والمرافق في الحي وبالتالي إمكانية العمل على تحسينها أو تطوير خدمات نوعية تستجيب للتنوع الاجتماعي وتتماهى مع حديقة الملك سلمان.

رابعا: تعزيز المناطق الخضراء في الحي وربطها في حديقة الملك سلمان من خلال مسارات مشاة خضراء ومسارات درجات وأنظمة النقل الذكية.

خامسا: تحسين واجهات المرافق العامة ومداخل الحي والشوارع والخدمات لتمييز الحي بهوية متفردة تعكس البيئة السعودية المحلية.

سادسا: إعادة هيكلة شبكة الحركة في الحي وتحويل جزء منها كمسارات مشاة، ودراجات، ومواقف سيارات، مع تحويل مسارات بعض الشوارع إلى اتجاه واحد.

وفي الختام لدي اعتقاد راسخ أن «حي الملك سلمان» سوف يكون نقطة الانطلاق نحو مشاريع نوعية لتطوير الأحياء السكنية في مدينة الرياض وتعزيز البعد الإنساني فيها.

waleed_zm@