محمد عبدالله القرني

قمة جدة حجر أساس الاستقرار العربي

السبت - 20 مايو 2023

Sat - 20 May 2023

منذ زمن طويل لم تقم قمة عربية بتوافق كبير في الرؤى والتوجهات لأسباب مختلفة وعديدة سواء بأسباب الحروب بين الدول العربية أو الاختلافات والفجوات الكبيرة في السياسات والتوجهات.

اليوم وفي هذا الوقت تحديدا نستطيع القول بأن السفينة العربية قد اقتربت من الوصول لبر الأمان بفضل من الله ثم جهود قيادات الدول العربية وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله.

سعت المملكة دائما وعلى مر العصور لتقريب وجهات النظر بين الدول العربية المتنازعة وكذلك دول الجوار من غير الدول العربية، إلا أن بعض المشكلات قد استعصت لسنين طويلة وها هي في وقتنا الراهن بدأت بالانفراجة شيئا فشيئا بداية من عودة سوريا لمقعدها وحضنها العربي وصولا إلى انتهاء الحرب اليمنية الأهلية بين الحكومة والحوثيين، والسعي إلى حل النزاع السوداني بالطرق السلمية وتغليب لغة الحوار، وكما قال سمو سيدي ولي العهد في كلمته خلال انعقاد القمة بأننا «لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميدان للصراعات، وسوف نطوي سنوات الماضي المؤلمة التي عانت منها شعوبنا وعطلت مسيرة التنمية»، بهذه الكلمات قد أعلن ولي العهد - حفظه الله - بأن زمن الأزمات والصراعات وعدم الاستقرار قد طوي وأصبح علينا الآن أن نعمل للتنمية والبناء لمصلحة شعوبنا.

لا شك أنه هنالك بعض المشكلات في بعض الدول إلا أن القمة شددت على ضرورة رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية وتشكيل الميليشيات المسلحة خارج نطاق مؤسسات الدولة، وبالعودة لسوريا فقد أكدت الدول العربية في بيان القمة على ضرورة مساعدة سوريا على تجاوز أزماتها، وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية والغربية على الجمهورية السورية إلا أن جامعة الدول العربية قررت وبالإجماع على دعم سوريا، وهذه دلالة على عودة قوة القرار العربي بعيدا عن ضغوطات دول الشرق والغرب.

أصبح على الدول العربية الآن التفكير قدما في التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة وتوفير الظروف الملائمة لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي، وللوصول إلى الاستقرار المطلوب لابد من العمل على تعزيز الأمن الغذائي والمائي والفكري وهذا ما سعت له القمة عبر العديد من المبادرات، بعد أن كانت آمال الشعوب العربية محطمة ومستقبلها مظلم أعادت لنا القمة الطموحات للمضي قدما في التطور في شتى المجالات.

لم تكن القمة وحدها هي من أعادت الأحلام والآمال بل هي من توجتها بعد أن سعت المملكة في الثلاث سنوات الأخيرة إلى ترميم كافة الأزمات التي انتهت بعودة العلاقات مع جمهورية إيران، الأمر الذي ساعد كثيرا في تقريب وجهات النظر مع العديد من الدول كسوريا مثلا والحوثيين في اليمن.

إن الاستقرار هو ما تطمح له قيادتنا الرشيدة، وبالاستقرار سنصل إلى مصاف دول العالم، بعد خمس سنوات من تصريحات سمو سيدي ولي العهد بأن هدفه أن تصبح منطقة الشرق الأوسط هي أوروبا الجديدة أصبحنا نرى ذلك بأعيننا ونعيشه ونواكبه، سائل المولى أن يحقق لسمو سيدي ولي العهد آماله وينصره لتحقيق أهدافه لتحقيق تطلعات شعبنا خاصة وشعوب المنطقة عامة.

m_a_algarni509@