4 سيناريوهات أمريكية للأزمة السودانية

إعفاء حميدتي وتعيين مالك عقار نائبا للرئيس للمجلس السيادي يزيدان الأوضاع اشتعالا
إعفاء حميدتي وتعيين مالك عقار نائبا للرئيس للمجلس السيادي يزيدان الأوضاع اشتعالا

الجمعة - 19 مايو 2023

Fri - 19 May 2023

فيما ازداد الوضع في السودان اشتعالا مع إعفاء حميدتي وتعيين مالك عقار نائبا لرئيس المجلس السيادي الانتقالي بالسودان، وضعت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية 4 سيناريوهات محتملة للوضع في السودان، جراء المعارك التي تشهدها البلاد بين قوات الجيش والدعم السريع، التي خلفت 1000 قتيل وأكثر من 12 ألف مصاب، وأدل إلى لجوء نحو مليون شخص هربوا من أتون الحرب.

وتقول الصحيفة «إن الأمور تزداد سوءا خاصة وأن التحدي الأساسي بين الفصائل المتحاربة بين الجيش وقوات الدعم السريع ما زالت تعتقد أن تحقيق نصر عسكري ممكن بغض النظر عن التكاليف»، ومع احتدام الصراع تبدو أفق المستقبل قاتمة، ومسار الحرب يمكن أن تتجه نحو الأسوأ، فيما تنامت التحذيرات من «حرب أهلية شاملة» خاصة وأنها تجتذب «قوى أجنبية تتطلع إلى دعم المنتصر».

ويوضح التقرير أن سيناريوهات التوقعات الأكثر كآبة للسودان تشير إلى «انهيار كارثي مماثل لما حدث في الصومال في تسعينيات القرن الماضي، أو فوضى للجميع مدعومة من أطراف خارجية مثل ما يحصل في ليبيا منذ 2011»، ويمثل السودان «جائزة جيوسياسية» هامة، فهو يطل أكثر ممرات الشحن ازدحاما على البحر الأحمر، ويمتلك احتياطيات غنية من الذهب والمياه والنفط، ولكنه يقع في قلب منطقة مضطربة، حيث لديه 4200 ميل من الحدود البرية مع سبع دول إفريقية غالبيتها تعاني من الصراعات والجفاف.

انتهاكات واسعة

وشهدت الأيام الماضية انتهاكات واسعة لوقف إطلاق النار، وقال شهود عيان «إن العنف امتد إلى مسافة 1000 كيلومتر غرب الخرطوم في نيالا، وهي من أكبر المدن السودانية وعاصمة ولاية جنوب دارفور». وقال شاهد «إن دوي نيران المدفعية الثقيلة، بما في ذلك الدبابات، كان مسموعا للمرة الأولى منذ إعلان الهدنة المحلية».

وقال شهود «إن عصابات مسلحة بدأت في تنفيذ عمليات سطو في الأبيض، وهي مدينة رئيسة أخرى ومركز تجاري في ولاية شمال كردفان».

ويعتمد الجيش بشكل أساسي على القوة الجوية والمدفعية الثقيلة في محاولة طرد قوات الدعم السريع التي انتشرت في مناطق واسعة من الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان اللتين يفصلهما نهر النيل عن العاصمة بعد اندلاع القتال في 15 أبريل.

إعفاء حميدتي

وزاد الوضع تعقيدا مع صدور قرار رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمس، بإعفاء قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي»، من منصب نائب رئيس المجلس.

وأشار الجيش السوداني في منشور عبر صفحته بموقع «فيس بوك»، إلى بدء تنفيذ القرار اعتبارا من أمس، ووجه البرهان الأمانة العامة لمجلس السيادة والجهات المعنية بالسودان بوضع المرسوم الدستوري موضع التنفيذ، وعين البرهان عضو مجلس السيادة، مالك عقار، في منصب نائب المجلس، حسب بيان وكالة الأنباء السودانية (سونا).

ومالك عقار هو عضو مجلس السيادة ورئيس الحركة الشعبية (الشمال)، التي تشكلت عام 2011 في أعقاب استقلال جنوب السودان، وكانت أحد حركات التمرد المسلحة، وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان تقاتل إلى جانب جنوب السودان قبل أن يصبح دولة مستقلة في عام 2011.

نزوح الآلاف

وقال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «إن أكثر من مليون شخص نزحوا حتى الآن بسبب القتال الدائر في السودان من بينهم ربع مليون لاجئ».

وأكد ماثيو سولتمارش في إفادة صحفية في جنيف أن الرقم يشمل حوالي 843 ألف نازح في الداخل ونحو 250 ألفا فروا إلى خارج البلاد عبر الحدود.

وتدفق اللاجئون على دول الجوار، ومنها تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان، التي تعاني بالفعل من أزمات إنسانية لا تحصل على تمويل كاف لمواجهتها.

وقال سولتمارش «إن مصر استقبلت حتى الآن أكبر عدد من اللاجئين السودانيين إذ وصل نحو 110 آلاف إليها منذ اندلاع الصراع الشهر الماضي»، مضيفا «كثير ممن تواصلوا معنا يعانون من وضع بائس وتعرضوا للعنف أو لظروف مؤلمة في السودان، وعانوا من رحلات شاقة»، وأشار إلى زيادة وتيرة تدفق اللاجئين في الأسابيع القليلة الماضية، مع وصول خمسة آلاف تقريبا إلى مصر يوميا.

سيناريوهات نيويورك تايمز:

العودة للاستبداد

رغم الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلا أن تحقيق انتصار أحد طرفي الصراع قيد يمهد لعودة مجموعات متشددة موالية لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ويزعم الطرفان أنهما يريدان مستقبلا ديمقراطيا للسودان، إلا أن عودة أحدهما قد تعني عودة الحكم الشمولي الاستبدادي.

زلزال سياسي

في حال عدم قدرة الجيش السوداني على حسم الموقف، وتحقيق قوات الدعم السريع مكاسب، سيكون هذا الأمر أشبه بزلزال سياسي، إذ إن نجاحهم قد يحدث حالة من القلق في الإقليم والدول المجاورة.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم «إن فصائل عسكرية تابعة للجيش ستبقى تقاتل على الأرجح حتى لو خسروا المعارك ضد قوات الدعم السريع»، وقد يؤدي هذا الأمر إلى حدوث تدخلات من دول مجاورة، أو حتى تدخل أكبر من قبل روسيا، خاصة من قبل ميليشيات فاغنر التي تنقب عن الذهب في السودان.

طريق مسدود

السيناريو الأكثر تقلبا ينطوي على دولة «مقسمة» حيث يسيطر الجانبان على مناطق مختلفة، ولا يستطيع أي منهما تحقيق نصر كامل، مما يؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة، ونشهد تدخلات أكبر من القوى الأجنبية.

وقال مسؤول أمريكيون أخيرا إن ميليشيات فاغنر عرضت تقديم صواريخ أرض-جو لقوات الدعم السريع، وقد ترغب العديد من الدول حماية مصالحها في السودان، حيث استثمرت بعض الدول العربية مليارات الدولارات في السودان معتبرة إياه قاعدة إمدادات غذائية في المستقبل.

أمل بعيد

يبدو تحقيق السلام «أمل بعيد» وسيناريو أخير من وجهة نظر الصحيفة الأمريكية، في ظل الانتهاكات المتواصلة من الجانبين، فوفقا لوكالة «رويترز» الأمريكية فإن ضربات جوية مكثفة استهدفت مناطق بجنوب العاصمة السودانية تزامنا مع اندلاع اشتباكات بالقرب من معسكر للجيش.

وأضاف الشهود أنهم سمعوا دوي الضربات الجوية التي شنها الجيش على قوات الدعم السريع شبه العسكرية في عدة أحياء سكنية في جنوب الخرطوم، بما في ذلك بالقرب من معسكر طيبة، بينما كانت قوة احتياطية تابعة للشرطة متحالفة مع الجيش تقاتل قوات الدعم السريع على الأرض، وأمكن أيضا سماع دوي الضربات على الضفة الأخرى من نهر النيل في منطقة شرق النيل.

النازحون والضحايا:

843ألف نازح داخلي

250 ألف نازح خارجي

110آلاف وصولوا مصر

1000قتلوا في الحرب

12000 مصاب