عودة سوريا وقمة على أرض القمم
الجمعة - 19 مايو 2023
Fri - 19 May 2023
سوريا تعود إلى جامعة الدول العربية، تعود إلى عرينها، ومكانها الطبيعي، هذا الحلم يتحقق الآن، ويحيي بواعث الأمل في نفس أي عربي.
سوريا بوابة الشمال العربي، الموقع الجغرافي الاستراتيجي، سوريا التي تحولت لساحة معركة شرسة سياسيا وعسكريا بين مجموعة من القوى الإقليمية أو الدولية، تتناحر كلها لتحقيق مصالحها خلال إذكاء نيران الطائفية المقيتة، واستنبات كيانات هلامية أيديولوجية تتغذى على مقدرات سوريا وشعبها.
يمر العام تلو العام والمعاناة تكبر، والأزمة تتفاقم على مدى اثني عشر عاما، حتى أصبح الأمر يهدد بقاء وحدة كيان الدولة وأساسها، ومعاناة السوريين تتزايد، فلا أصوات المنابر والتصريحات القادمة من الخارج تعكس الواقع الداخلي المر، ولا الأمن والاستقرار عاد إليهم ولا إلى حكومتهم ولا إلى المنطقة العربية بكاملها.
وفي وسط هذه الدوامة، كانت هناك بارقة أمل، ضوء قادم من آخر النفق المظلم، هذا ليس ضوء (مورفي) الذي يصف الضوء في آخر النفق المظلم بأنه قطار قادم، بل ضوء حقيقي وبارقة أمل منبثقة من إيمان المملكة العربية السعودية بأن الحل السياسي هو الحل الممكن، بل إنه الطريق الوحيد لحل الأزمة السورية، لذا سعى السعوديون بكل ثقلهم الإقليمي والدولي وبخطى حثيثة لإعادة سوريا إلى الصف العربي، والتركيز على إيجاد الحلول الممكنة لإنهاء الخلاف ورأب الصدع، مع التأكيد الدائم على وقوفهم على المسافة نفسها من الحكومة السورية ومعارضيها.
فالأهم الآن إيجاد مقاربة تدعم وحدة الأراضي السورية وحل الوضع الإنساني للشعب السوري، وإيقاف إراقة الدماء من كلا الطرفين، وإنهاء التهجير، ولا يهم الآن من كان مصيبا أو مخطئا، لأن عواقب ما تحمله الأيام القادمة من خطر التقسيم وفقدان السيادة، سيكون أشد وأقسى من كل ما مضى.
أما ما دون ذلك فهو قابل للترميم، خلال عمل عربي مشترك قائم على التشاور وتبادل وجهات النظر، وحل النقاط الخلافية وإن صعبت، وكل هذا يتم تحت مظلة جامعة الدول العربية، بحيث يمثل نوعا لتطوير آليته عملا مؤثرا للدور العربي في حل الأزمات القائمة، أو مواجهة أي أزمة مستقبلا.
وأثمرت هذه الجهود بالقرار الصادر عن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في 7 مايو 2023، حول عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، رغم تعالي أصوات الغضب من أعداء سوريا الغربيين أو الشرقيين.
وانطلاقا من روابط الأخوة والجوار والتاريخ التي تجمع شعبي المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، وتفاعلا مع قرار العودة، فقد قررت المملكة استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في الجمهورية العربية السورية.
أخيرا، تعقد الآن القمة العربية الـ32 على أرض القمم، ولكن في ظروف قاسية تمر بها المنطقة، وملفات ساخنة مطروحة على طاولة قيادتنا وقادة الدول العربية، مثل: الأزمة السودانية، واستكمال الدور السعودي في إيقاف النزاع العسكري فيها، والأزمة اليمنية، وأزمة الغذاء وضرورة إيجاد سلة غذاء عربية.
كما تبحث ملف الأمن المائي للدول العربية، فخلاف مصر والسودان مع إثيوبيا لم ينته، والعراق وسوريا يعانيان من شح الموارد المائية القادمة من تركيا.
كمواطن عربي، سررت بعودة سوريا للحاضنة العربية بعد غياب طويل، والأمل معقود على عودة سوريا لمكانتها ودورها الإقليمي، وأدرك أن هذا لن يتحقق إلا إذا بقيت سوريا دولة قائمة بذاتها، لها سيادة على كامل أراضيها، وجيشها موحد، وأن يستعيد شعبها حياته الكريمة.
أرجو الله السداد والتوفيق لقادة هذه القمة، التي تحمل آمال كل الشعوب العربية.
سوريا بوابة الشمال العربي، الموقع الجغرافي الاستراتيجي، سوريا التي تحولت لساحة معركة شرسة سياسيا وعسكريا بين مجموعة من القوى الإقليمية أو الدولية، تتناحر كلها لتحقيق مصالحها خلال إذكاء نيران الطائفية المقيتة، واستنبات كيانات هلامية أيديولوجية تتغذى على مقدرات سوريا وشعبها.
يمر العام تلو العام والمعاناة تكبر، والأزمة تتفاقم على مدى اثني عشر عاما، حتى أصبح الأمر يهدد بقاء وحدة كيان الدولة وأساسها، ومعاناة السوريين تتزايد، فلا أصوات المنابر والتصريحات القادمة من الخارج تعكس الواقع الداخلي المر، ولا الأمن والاستقرار عاد إليهم ولا إلى حكومتهم ولا إلى المنطقة العربية بكاملها.
وفي وسط هذه الدوامة، كانت هناك بارقة أمل، ضوء قادم من آخر النفق المظلم، هذا ليس ضوء (مورفي) الذي يصف الضوء في آخر النفق المظلم بأنه قطار قادم، بل ضوء حقيقي وبارقة أمل منبثقة من إيمان المملكة العربية السعودية بأن الحل السياسي هو الحل الممكن، بل إنه الطريق الوحيد لحل الأزمة السورية، لذا سعى السعوديون بكل ثقلهم الإقليمي والدولي وبخطى حثيثة لإعادة سوريا إلى الصف العربي، والتركيز على إيجاد الحلول الممكنة لإنهاء الخلاف ورأب الصدع، مع التأكيد الدائم على وقوفهم على المسافة نفسها من الحكومة السورية ومعارضيها.
فالأهم الآن إيجاد مقاربة تدعم وحدة الأراضي السورية وحل الوضع الإنساني للشعب السوري، وإيقاف إراقة الدماء من كلا الطرفين، وإنهاء التهجير، ولا يهم الآن من كان مصيبا أو مخطئا، لأن عواقب ما تحمله الأيام القادمة من خطر التقسيم وفقدان السيادة، سيكون أشد وأقسى من كل ما مضى.
أما ما دون ذلك فهو قابل للترميم، خلال عمل عربي مشترك قائم على التشاور وتبادل وجهات النظر، وحل النقاط الخلافية وإن صعبت، وكل هذا يتم تحت مظلة جامعة الدول العربية، بحيث يمثل نوعا لتطوير آليته عملا مؤثرا للدور العربي في حل الأزمات القائمة، أو مواجهة أي أزمة مستقبلا.
وأثمرت هذه الجهود بالقرار الصادر عن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في 7 مايو 2023، حول عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، رغم تعالي أصوات الغضب من أعداء سوريا الغربيين أو الشرقيين.
وانطلاقا من روابط الأخوة والجوار والتاريخ التي تجمع شعبي المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، وتفاعلا مع قرار العودة، فقد قررت المملكة استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في الجمهورية العربية السورية.
أخيرا، تعقد الآن القمة العربية الـ32 على أرض القمم، ولكن في ظروف قاسية تمر بها المنطقة، وملفات ساخنة مطروحة على طاولة قيادتنا وقادة الدول العربية، مثل: الأزمة السودانية، واستكمال الدور السعودي في إيقاف النزاع العسكري فيها، والأزمة اليمنية، وأزمة الغذاء وضرورة إيجاد سلة غذاء عربية.
كما تبحث ملف الأمن المائي للدول العربية، فخلاف مصر والسودان مع إثيوبيا لم ينته، والعراق وسوريا يعانيان من شح الموارد المائية القادمة من تركيا.
كمواطن عربي، سررت بعودة سوريا للحاضنة العربية بعد غياب طويل، والأمل معقود على عودة سوريا لمكانتها ودورها الإقليمي، وأدرك أن هذا لن يتحقق إلا إذا بقيت سوريا دولة قائمة بذاتها، لها سيادة على كامل أراضيها، وجيشها موحد، وأن يستعيد شعبها حياته الكريمة.
أرجو الله السداد والتوفيق لقادة هذه القمة، التي تحمل آمال كل الشعوب العربية.