عبدالله السحيمي

الدور التربوي تجاه محاربة المخدرات

الأربعاء - 17 مايو 2023

Wed - 17 May 2023

يعول الكثير على المعلمين والقادة التربويين وكذلك المؤسسات التربوية، في القيام بالدور الأهم في محاربة المخدرات. وما اتخذته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ـ أيدهم الله ـ فيما يخص القرارات الصارمة حيال هذه الحرب الشعواء على الوطن وأبنائه ما هو إلا تجسيد وتأكيد بأن المواطن وصحته واستقراره من الأولويات في هذا الوطن الغالي.

معالي الوزير الأستاذ يوسف البنيان يستشرف المستقبل بطموحات الرؤية، وهو يقف في أعلى القمة مشاركا ومساهما بالاستماع، وآخذا الآراء التي تتعلق في مجال التربية والتعليم.

وإن قلت بأمانة إنه أعاد ما يسمى بأهمية المشاركة الضمنية للجميع، فهو يمشي بخطوات ثابتة وبهدوء وتوازن تجاه الرفع من المستوى والخدمات لأكبر وأهم الأجهزة المجتمعية، وهي وزارة التعليم الذي نستشرف فيها الكثير من الرؤى والتطلعات.

إن حماية القيم هي حماية للمجتمع، ومنع سقوط البعض في براثن هذه السموم التي تفتك بالأبناء، وتضيع أجمل أيام أعمارهم وما تتركه من ضياع وتشرد للأسر. وكم من بيت يعاني، وكم من أسرة دفعت ثمن ذلك، نتيجة جهل وتهاون وابتعاد وابتلاء، وحينما تتخذ الدولة ـ حفظها الله ـ هذه الإجراءات إنما تؤكد أهمية النهوض بالوعي والوقاية، وعلى التكامل الذي بطلب من الجميع، وفي أوله الأبوان خلال ما يقومان به من دور تربوي وأبوي. فلم يعد الأصدقاء في الحي أو زملاء المدرسة هم الأصدقاء فقط، بل تجاوز ذلك إلى وجود أصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا تعرف أعمارهم ولا مواقعهم ولا تربيتهم، وهم ربما يكونون سهاما غادرة وسموما قاتلة حينما نغفو ونتساهل عن أعز ما نملك.

إن الوالدين عليهم أن يتحرروا من الرعاية التي أخذت جهدهم واهتمامهم إلى التربية الحقة لمعرفة حال الأبناء، والعمل على دعمهم وتشجيعهم، وتهيئة كل الفرص لتجاوز كل مشكلة يواجهونها.

والابتعاد عن فلسفة العجز بأن يكبر ويتعلم والزمن يعلمه، فهذا الذي أوقع كثيرا من الأسر في دوامة الحيرة حينما يرون ابنهم ينهار أمامهم، ويقفون حيارى بحجة عدم الفضيحة والحفاظ على سمعة الأسرة، تاركين ابنهم يواجه مصيره دون إجراء يحفظ سلامته.

وأنا هنا لا أعمم بل أقول إن البيوت بها خير وعلى خير، لكن البعض يركز على الرعاية في تقديم الملبس والمسكن والترفيه، تاركا دوره التربوي في ضبط السلوك وتوجيهه وتعليمه وتدريبيه، وغياب النموذج الكفء للاقتداء به.

للتعليم دور تربوي كبير في مواجهة المخدرات، ألخص أهمها في التالي:

- تفعيل دور الإرشاد المدرسي، وضرورة وجود مرشد توجيه وإرشاد متخصص في كل مدرسة، وإن لم يكن ذلك فإسناد المهمة للمؤسسات والجمعيات الاجتماعية.

- تفعيل وإعادة مجالس الآباء والأمهات بشكل دوري، لأن بعض الملاحظات لا تقال ولا تكتب ولا ترسل، لأن المدرسة ليست تعليما فقط.

- الحزم والشدة في تأخر الطلاب وغيابهم، وإشعار ولي الأمر خلال إجراء دقيق يربط الأسرة بالمجتمع، ويشدد على أهمية التواصل.

- التشديد في دخول المدارس خلال وجود حراس أمن يضبطون عملية الدخول والمراجعة، ويمكن ذلك الاستفادة من الشركات الأمنية في بلادنا.

- طبيب المدرسة، أن تكون هناك شراكة بين التعليم ووزارة الصحة، بأن تكون هناك زيارات ميدانية أسبوعية، للوقوف على سلامة وصحة الطلاب.

- ضبط القبول والتسجيل للطلاب خلال أن المدرسة تخدم أبناء الحي.

- إعادة مراكز الخدمات التربوية والإرشادية، خلال آلية جديدة تتيح لولي الأمر اختيار المعلم لتقديم حصص إضافية، وفق برنامج الكتروني مقنن يتيح التعرف على أسماء المعلمين وتخصصاتهم والاحتياج إليهم.

- استحداث جائزة المدرسة المثالية والطالب المثالي والأب المثالي والأم المثالية.

إن حماية القيم هي حماية للمجتمع، ومنع سقوط البعض في براثن المخدرات، التي تلعب دورا كبيرا في دمار الأوطان وشبابها، وإفساد العقول وضياع وتشتت الأسر. إن التكامل هو الذي سيسهم في معالجة والحد من المخدرات في مجتمعنا.

Alsuhaymi37@