دخيل سليمان المحمدي

الشبو

الاثنين - 15 مايو 2023

Mon - 15 May 2023

كثرت هذه الأيام القصص المرعبة والعنيفة والسريعة بسبب تعاطي مادة (الشبو)، والذي يعتبر الأخطر والأعنف أثرا من جميع أنواع المخدرات لاحتوائه على مواد كيميائية حارقة وشديدة السمية ورخيصة الثمن، مما ساعد في انتشارها بشكل سريع.

يشعر متعاطي الشبو بالتأثير العقلي ويشعر بالسعادة والثقة في الجرعات الأولى فقط وسرعان ما يبدأ بالانتكاسات الصحية من تهيج وهلوسة سمعية وبصرية واكتئاب شديد تقوده إلى ارتكاب الجرائم الوحشية منها الانتحار وقتل الآخرين وفقدان الشهية، واتساع حدقة العين، وعدم النوم لفترات طويلة، وكذلك حدوث حركة لا إرادية بالوجه، ونوبات غضب حادة، والتقلب المزاجي، وتسوس الأسنان الشديد وتساقطها، وارتفاع معدل التنفس وضربات القلب، وجفاف الفم وشحوب الجلد.

مدمن الشبو لا يمكنه أن يتخذ قرار العلاج من الإدمان فلا ننتظر استجابته أو طلبه لذلك، على الأهل اتخاذ القرار السريع لإنقاذ حياة المتعاطي ونقله إلى أقرب مستشفى متخصص؛ لأن الأطباء لا ينصحون بالعلاج المنزلي لمتعاطي الشبو بسبب أعراض انسحابه القوية جدا مثل التهيج والصداع وارتعاش الأطراف والاكتئاب الشديد الذي يؤدي للتفكير بالانتحار وأيضا نوبات الصرع والانفعالات الحركية النفسية التي تحتاج إلى رقابة طبية ومتابعة دقيقة ومستمرة للتخلص منها بأمان، كما أنه يحتاج إلى الابتعاد عن بيئته التي كان يتعاطى بها لتجنب الانتكاسة ويصعب توفر ذلك في المنزل.

إن الحل الطبي والخضوع لبرنامج علاجي في أحد المستشفيات المتخصصة هو الأفضل لعلاج إدمان الشبو؛ لأن المتعالج سيمر على مرحلتين رئيسيتين في العلاج الأولى سحب السموم وعلاج أعراض الانسحاب دون ألم من خلال برنامج دوائي وتحت إشراف طبي دقيق، ومن ثم العلاج النفسي والذي يتضمن تأهيل المتعاطي نفسيا بتغيير أفكاره وسلوكياته وتعليمه مقاومة أفكار التعاطي وتأهيله اجتماعيا وكيف يعيش دون العودة للمخدر وتجنب العوامل التي تتسبب له بالعودة و الانتكاسة.

مملكتنا الغالية تبذل قصارى جهدها على تطوير برامج لعلاج الإدمان وإعادة تأهيل المدمنين، وذلك عبر إنشاء مراكز علاجية ودعم المؤسسات المتخصصة في هذا المجال وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي والطبي للمدمنين وإعادة إدماجهم في المجتمع.

لقد أعلنت السعودية العظمى بداية حملة الحرب الشعواء على المخدرات بكافة أنواعها وعلى كل من له طرف بها سواء كان متعاطيا أو مدمنا أو مهربا أو مروجا، بل وتمتد لكل من يجالس أشخاصا أو يرتاد أماكن يتم التعاطي بها، ولا يقوم بالإبلاغ فيعرض وطنه إلى خطر انتشارها، وهذه الحرب هي الحرب التي ستحمي الوطن من أضرار كبيرة وكثيرة تفتك بالمجتمع وتضر به.

حفظ الله مملكتنا وملوكها وشعبها من كل مكروه وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.

dakhelalmohmadi@