دحام مبارك الغالب

الحرب على المخدرات

الاثنين - 15 مايو 2023

Mon - 15 May 2023

تعد الثروة البشرية أغلى ما يمكن أن تمتلكه الدول من ثروات؛ لأن قدرة أي مجتمع على استثمار ما لديه من ثروات طبيعية تتحدد في ضوء ما لدى أبنائه من استعدادات للمشاركة في تنمية المجتمع وتطويره، إلا أن في الكثير من الأحيان تعوق التنمية مشكلات تؤثر سلبا عليها وتعرقل تطور المجتمعات، ومن بين أخطر تلك المشاكل التي تهدد المجتمعات مشكلة المخدرات وإدمانها، والاتجار بها، فإدمان المخدرات من الظواهر الاجتماعية الهامة التي تواجهها العديد من البلدان المتقدمة أو النامية على حد سواء.

إن مراقبة المخدرات ضرورية لنجاح عملية التنمية المستدامة التي تستهدفها مملكتنا لتحقيق المكانة التي تستحقها، ولقد أطلقت المملكة العربية السعودية حملة تهدف إلى مكافحة انتشار المخدرات، وإحباط محاولات تهريبها إلى المملكة والقضاء على مصادر تمويل هذه الآفة التي تستهدف فئات عمرية معينة أغلبها جيل الشباب، وذلك ضمن إطار الحرب على المخدرات التي لا هوادة فيها، وبين الحين والآخر نتابع عبر وسائل الإعلام إحباط رجال مكافحة المخدرات محاولات إدخال المواد المخدرة إلى أراضي المملكة والقبض على المتهمين بل وتستخدم السلطات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر التوعية وإصدار التعليمات الخاصة بمحاربة هذه الآفة، حيث نشرت النيابة العامة السعودية تغريدة لها قالت فيها "يعاقب بالسجن كل من يتردد على مكان معد لتعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية وذلك أثناء تعاطيها مع علمه بما يجري في ذلك المكان وإن لم يثبت تعاطيه".

ويعرف إدمان المخدرات على أنه اضطراب عقلي وذهني مزمن، وإحدى أوسع مراحل اضطرابات تعاطي المخدرات، ويتصف بتعاطي أحد أنواع المخدرات بشكل مزمن وانتكاسي، بالإضافة إلى عدم القدرة على مقاومة الامتناع عن استخدامها على الرغم من المضاعفات الصحية المصاحبة لاستخدامها، والتغيرات طويلة الأمد التي تسببها على الدماغ، وتؤثر المخدرات في جميع أعضاء الجسم تقريبا، كما يختلف ضررها باختلاف نوعها، والصحة العامة للشخص، ومدة الإدمان عليها، والكمية المستهلكة منها؛ إذ يؤدي استهلاك هذه المادة الضارة إلى العديد من الأضرار على المدى القصير والبعيد، فضعف جهاز المناعة وحدوث مشاكل في القلب، والتهاب الأوعية الدمويّة الناتج عن حقن المخدرات هي أبسط أضرار إدمان المخدرات بالإضافة للإصابة بالغثيان وألم البطن، مما قد يؤدي إلى فقدان الشهية ونقصان الوزن، وتضرر الكبد أو فشله بالإضافة إلي أمراض الرئتين والمعاناة من الآثار الشاملة للمخدرات على الجسم، أما أضرار المخدرات على الدماغ فهي جسيمة ومهلكة فهي تضعف القدرة على إصدار الأحكام واتخاذ القرارات وضعف الذاكرة وعدم القدرة على التعلم والمعاناة من التشنجات، والاضطرابات العقلية، والسكتة الدماغية.

كما تؤدي المخدرات إلى ظهور العديد من الأضرار السلوكية على المدى القصير والبعيد، مثل جنون العظمة، العدوانية، الهلوسة، وفقدان التحكم الذاتي.

وللوقاية من المخدرات هناك إرشادات يمكن تقديمها لوقاية الأطفال والمراهقين من تعاطيها إذ يجب التحاور مع الطفل وتوعيته حول مخاطر استخدام المخدرات والاستماع للطفل أو المراهق عند تحدثه عن الضغط الذي يتعرض له من قبل أقرانه، ودعم جهوده لمقاومة هذا الضغط وتقوية العلاقة والروابط مع الأبناء.

حفظ الله شبابنا وبلادنا من شرور هذه الآفة وأعز الله المسؤولين المنوط بهم الحرب على من يحاولون إدخال المواد المخدرة إلى أراضينا الطاهرة والله المستعان.