قضية بين جزار وتاجر
الأحد - 14 مايو 2023
Sun - 14 May 2023
الدولة في كتب السياسة والقانون الدولي هي مساحة أرض محددة يعيش عليها أفراد يحكمهم قانون معين بحيث ينظم العلاقة بينهم أو بين مؤسسات السلطة الحاكمة لهم، بحيث يتحقق للجميع مقومات الحياة الآمنة والمستقرة؛ لذا هناك خمس ركائز تقوم عليها الدولة وهي: الأرض والشعب والنظام الحاكم والقانون والمؤسسات التي تحمي هذه الأركان.
في الكيان الصهيوني (إسرائيل) الأرض مغتصبة وإن كان هناك تفريط من بعض أهلها قليلي الذمة، وليس لها حدود معلومة؛ فسياساتها التوسعية مبطنة تتجلى في الخطين السماويين التي تتوسطها النجمة السليمانية في علمها، أما الشعب فلفيف من القارات الخمس، يعاني من العنصرية الحادة بين الأشكنازية والسفارديمة، فبينما كان الأشكناز أفضل تعليما وأكثر ثراء وميلا نحو الاعتزاز بالعرق الغربي، كان يهود الشرق السفارديم ومن في حكمهم كيهود الفلاشا يعانون من نقص المهارات التعليمية والثقافية، فضلا عن الفقر الشديد ماليا وثقافيا، والشعور دائما بعقدة النقص خصوصا بعد أن انعكست هذه الفوارق في الحصول على المناصب السيادية والعسكرية والتمثيل السياسي لكلا الفريقين، إذ استحوذ الأشكناز على كل شيء، بينما وجد السفارديم نصيبهم في بعض الفتات، الأمر الذي عمّق قناعات السفارديم بأن كيانهم هو كيان الأشكناز وحدهم، وأنهم مجرد مواطنين من الدرجة الثانية لا أكثر ولا أقل من ذلك، وأن حاولت مؤسسات الإعلام الصهيوني أو المتصهينة إخفائه عن عيون العالم، ولكن هذا لن يمنع التساؤل حول عواقب هذه العرقية وما سينتج عنها مع تعاقب الأجيال الجديدة، وأن كنت لا أحب الشماتة إلا أن التمييز الذي يمارسه نصف المجتمع في الكيان الصهيوني (إسرائيل) تجاه نصفه الآخر يجعلنا ندرك أبعاد أخرى عن ملامح الانقسام على الذات في الكيان المغتصب.
أما النظام الصهيوني الحاكم فلا يزال يتخبط بحثا عن مخرج للأزمة السياسية المتعلقة بتعديل المحكمة العليا التي اندلعت بسببها مظاهرات كانت ستعصف بهذا الكيان لولا لجوء رئيس وزرائها (بنيامين نتنياهو) الذي يسعى لحكم كيانه طوال حياته إلى افتعال أزمة لعلها تمتص الغضب الداخلي، فمهد الطريق لاقتحام مسجد القدس، وهذا مهد الطريق للمواجهة مع الفصائل المسلحة في غزة فبدأ بفصائل الجهاد الإسلامي ذات الولاء الخارجي، وشاهدنا كيف تمكنت مصر من إنهاء الجولة الأولى، ولكن هذا لم يكن كافيا، فاستمر التصعيد حتى بدأت الجولة الثانية التي نشاهدها على الشاشات، في ظل غياب مريب لحركة حماس وغيرها من شجعان مكبرات الصوت على المنابر والقنوات.
حماس ترى أن من مصلحتها إضعاف دور من يقف على هذا المسرح الاستعراضي الإنقاذي، وبقاءها متوارية يأتي ضمن سياق الدور الذي رسم لها لاستمرار مصالحها وتدفق دولاراتها وإن كنت أتوقع قيامها بمشهد أو اثنين خلال الأيام القليلة القادمة (مع نهاية هذا الأسبوع) لتسجيل حضور يشتت عتب الجمهور.
أخيرا، ما يعانيه سكان غزة يؤلم من كان في قلبه مقدار ذرة من الإنسانية، فهم بين فكين، فك مفترس يحمله تجار قضية، يلبسون زيا عسكريا، ويدعون الشرف وهو يتبرأ منهم، يتنافسون على ملء جيوبهم قبل بطونهم، واستمرار الصمت عن هؤلاء سيزيد بطش صانعهم، وفك كيان مفترس صهيوني ظالم؛ لا يعرف من لغة البشر غير حروف يكتبها التاريخ بدم الأبرياء؛ ويبقى قدرهم معلق بإرادة الله ثم قدرتهم على الاختيار المناسب لمن يعيد قضيتهم لمسارها الصحيح.
hq22222@
في الكيان الصهيوني (إسرائيل) الأرض مغتصبة وإن كان هناك تفريط من بعض أهلها قليلي الذمة، وليس لها حدود معلومة؛ فسياساتها التوسعية مبطنة تتجلى في الخطين السماويين التي تتوسطها النجمة السليمانية في علمها، أما الشعب فلفيف من القارات الخمس، يعاني من العنصرية الحادة بين الأشكنازية والسفارديمة، فبينما كان الأشكناز أفضل تعليما وأكثر ثراء وميلا نحو الاعتزاز بالعرق الغربي، كان يهود الشرق السفارديم ومن في حكمهم كيهود الفلاشا يعانون من نقص المهارات التعليمية والثقافية، فضلا عن الفقر الشديد ماليا وثقافيا، والشعور دائما بعقدة النقص خصوصا بعد أن انعكست هذه الفوارق في الحصول على المناصب السيادية والعسكرية والتمثيل السياسي لكلا الفريقين، إذ استحوذ الأشكناز على كل شيء، بينما وجد السفارديم نصيبهم في بعض الفتات، الأمر الذي عمّق قناعات السفارديم بأن كيانهم هو كيان الأشكناز وحدهم، وأنهم مجرد مواطنين من الدرجة الثانية لا أكثر ولا أقل من ذلك، وأن حاولت مؤسسات الإعلام الصهيوني أو المتصهينة إخفائه عن عيون العالم، ولكن هذا لن يمنع التساؤل حول عواقب هذه العرقية وما سينتج عنها مع تعاقب الأجيال الجديدة، وأن كنت لا أحب الشماتة إلا أن التمييز الذي يمارسه نصف المجتمع في الكيان الصهيوني (إسرائيل) تجاه نصفه الآخر يجعلنا ندرك أبعاد أخرى عن ملامح الانقسام على الذات في الكيان المغتصب.
أما النظام الصهيوني الحاكم فلا يزال يتخبط بحثا عن مخرج للأزمة السياسية المتعلقة بتعديل المحكمة العليا التي اندلعت بسببها مظاهرات كانت ستعصف بهذا الكيان لولا لجوء رئيس وزرائها (بنيامين نتنياهو) الذي يسعى لحكم كيانه طوال حياته إلى افتعال أزمة لعلها تمتص الغضب الداخلي، فمهد الطريق لاقتحام مسجد القدس، وهذا مهد الطريق للمواجهة مع الفصائل المسلحة في غزة فبدأ بفصائل الجهاد الإسلامي ذات الولاء الخارجي، وشاهدنا كيف تمكنت مصر من إنهاء الجولة الأولى، ولكن هذا لم يكن كافيا، فاستمر التصعيد حتى بدأت الجولة الثانية التي نشاهدها على الشاشات، في ظل غياب مريب لحركة حماس وغيرها من شجعان مكبرات الصوت على المنابر والقنوات.
حماس ترى أن من مصلحتها إضعاف دور من يقف على هذا المسرح الاستعراضي الإنقاذي، وبقاءها متوارية يأتي ضمن سياق الدور الذي رسم لها لاستمرار مصالحها وتدفق دولاراتها وإن كنت أتوقع قيامها بمشهد أو اثنين خلال الأيام القليلة القادمة (مع نهاية هذا الأسبوع) لتسجيل حضور يشتت عتب الجمهور.
أخيرا، ما يعانيه سكان غزة يؤلم من كان في قلبه مقدار ذرة من الإنسانية، فهم بين فكين، فك مفترس يحمله تجار قضية، يلبسون زيا عسكريا، ويدعون الشرف وهو يتبرأ منهم، يتنافسون على ملء جيوبهم قبل بطونهم، واستمرار الصمت عن هؤلاء سيزيد بطش صانعهم، وفك كيان مفترس صهيوني ظالم؛ لا يعرف من لغة البشر غير حروف يكتبها التاريخ بدم الأبرياء؛ ويبقى قدرهم معلق بإرادة الله ثم قدرتهم على الاختيار المناسب لمن يعيد قضيتهم لمسارها الصحيح.
hq22222@