سارة مطر

عندما يكون السارق شريفا؟

السبت - 13 مايو 2023

Sat - 13 May 2023

كان هذا جزءا هاما من كتاب «المصباح» للكاتب الباكستاني «أديب مرزا»، حيث يقول: «ذهبت إلى دلهي في الستينيات للعمل، وفي أحد الأيام نزلت من الحافلة، ثم فتشت جيوبي لأفاجأ بأن أحدهم قد سرقني، وما كان في جيبي حين نهبت سوى تسع روبيات.

قمت وبعثت إلى أمي في مظروف كتبت في الرسالة: «أمي الحنون، فصلت من عملي، ولا أستطيع أن أرسل لك هذا الشهر مبلغ الخمسين روبية المعتاد. وكنت قد وضعت رسالتي هذه في جيبي منذ ثلاثة أيام على أمل أن أرسلها في وقت لاحق بما يتوفر من روبيات، وبالرغم من أن الروبيات التسع التي سرقت مني لا تساوي شيئا، لكن الذي فصل من عمله، وسرق ماله تساوي في نظرة 9000 روبية.

مضت أيام، ووصلتني رسالة من أمي، توجست خوفا، وقلت في نفسي: لابد أنها طلبت المبلغ الذي اعتدت إرساله إليها، لكن عندما قرأت الرسالة احترت في كونها تحمل شكرها ودعواتها لي قائلة: «وصلتني منك 50 روبية عبر حوالتك المالية، كم أنت رائع يا بني، لكي ترسل لي المبلغ في وقته ولا تتأخر بتاتا، رغم أنهم فصلوك من عملك، أدعو لك بالتوفيق وسعة الرزق».

وقد عشت مترددا محتارا لأيام، من يا ترى الذي أرسل هذا المبلغ إلى أمي؟ وبعد أيام وصلتني رسالة أخرى بخط يد بالكاد تقرأ، كتب فيها صاحبها: «حصلت على عنوانك من ظرف الرسالة، وقد أضفت إلى روبياتك التسعة، إحدى وأربعين روبية كنت قد جمعتها سابقا. وأرسلتها حوالة مالية إلى أمك، حسب العنوان الذي في رسالتك، وبصراحة فإني قد فكرت في أمي وأمك، فقلت في نفسي: لماذا تبيت أمك أيامها طاوية على الجوع وأتحمل ذنبك وذنبها؟ تحياتي لك.. أنا صاحبك الذي سرقك في الحافلة.. فسامحني».

الكاتب الباكستاني أديب مرزا وكتابه «المصباح» الذي هو في الأصل باللغة الأردوية «آلو جی» وهو أحد أهم الأعمال الأدبية في الأدب الأردوي. يتناول الكتاب قصة حياة رجل فقير يدعى «آلو» والذي يبحث عن مصباح سحري يمكنه من إضاءة حياته وتحقيق كل أحلامه وأمانيه.

ويتضمن الكتاب رسائل وعبر ودروس عميقة حول الحياة والنجاح والتحديات والأمل والتضحية والصبر والإيمان. ويعد الكتاب مصدر إلهام للعديد من القراء والمؤمنين بالقدرة على تحقيق الأحلام والأهداف في الحياة.

وقد تمت ترجمة الكتاب إلى لغات مختلفة، حيث يعد أديب مرزا واحدا من أهم الكتاب والشعراء في الأدب الأردوي، وله العديد من الأعمال الأدبية المهمة والمؤثرة. وتعتبر الرسالة الرئيسة التي يحملها كتاب «المصباح» هي أن الأمل والصبر والإيمان والتحدي والتضحية والعمل الجاد يمكن أن يجعلوا من الأحلام والطموحات حقيقة في الحياة، وأن الإنسان يمكنه أن يتحكم بمصيره ويصنع مستقبلا أفضل لنفسه وللآخرين.

في الكتاب، يتمثل البطل «آلو» في شخصية الإنسان الذي يعاني من الفقر واليأس ولكنه يتمسك بالأمل ويبحث عن الطريق الصحيح لتحقيق أحلامه وتحسين حياته.

وتتناول القصة العديد من الدروس والعبر حول الحياة وكيفية التغلب على الصعاب والتحديات والنجاح في الحياة.

وبهذا يحمل الكتاب رسالة مهمة عن أهمية العزيمة والإيمان بالنفس والتحلي بالصبر والاستعداد للتحديات والعمل الجاد لتحقيق الأهداف والأحلام في الحياة.