حاتم المسعودي

«التعليم» مهنة المتاعب

الأربعاء - 10 مايو 2023

Wed - 10 May 2023

يطلق على «الصحافة» مهنة المتاعب لكن بعد ما وصلت إليه من حال وترحال وشتات خلال السنين الماضية ولم يعد هناك جهد صحفي كما كان في السابق يستحق أن يعلق مؤقتا ويتم منحه إلى «المعلمين والمعلمات» في ظل الجهود التي يبذلونها في سبيل إنجاح العملية التعليمية والتربوية ما بين المشرع والمتلقي.

كنا دائما كمجتمع نرى أن «مهنة التعليم» من المهن الجميلة لثلاثة معايير مهمة وهي الرواتب وساعات الدوام والإجازات السنوية، حيث إن المعلم/ة يعتبرون رجل / امرأة مجتمعي/ة من الطراز الأول لوجودهم في بيئة تتوافق مع حالة المجتمع التي تشكله العائلة، حيث توافق المهنة مع طبيعة حياة غالبية المجتمع.

بينما كانت تلك المعايير نعمة «للمعلمين والمعلمات» تحولت إلى نقمة وكأنهم تعرضوا لـ «حسد مجتمعي» فلم يعد راتبهم الأفضل أجرا وليست ساعات الدوام هي الأجمل وكذلك الإجازة السنوية الطويلة تقلصت إلى إجازة سنوية محددة بوقت معين بعد أن تمكنت منها الإجازات المطولة.

وما يجعل «مهنة التعليم» تتحول إلى «مهنة متاعب» هو تعارض النظام الجديد مع رغبات المجتمع وأسلوب الحياة الذي نعيشه وأعتقد لو تم عمل استطلاع وتقصي عن الإجازات المطولة وجدواها لن تكون نتائجها إيجابية بحسب توقعي الشخصي وقد أكون مخطئا.

ومن النقاط التي رصدت مؤخرا في ظل التحول الرقمي الذي نشهده هو عزوف غالبية الطلاب والطالبات عن الحضور خلال شهر رمضان لعدة عوامل بينما كان إلزاما على المعلمين والمعلمات الحضور في حين كان يمكن احتواء الموقف بتطبيق نظام التعليم عن بعد بطريقة مرنة ومفيدة وهذه القرارات تفتقد الجرأة في تطبيقها في غالبية المواقف رغم أن جائحة كورونا منحتنا التجربة.

مهنة التعليم من المهن العظيمة والمعلمين والمعلمات يجب أن يمنحوا مكانتهم كعظماء في المجتمع لذلك يجب إعادة النظر على الأقل في إجازاتهم التي تخفف ألم أجسادهم بسبب ساعات الوقوف على السبورة وضجيج الكراسي والماصات باستثناء قلق الطلاب والطالبات وإن لم تكن إجازاتهم باختيارهم يجب أن تكون طويلة بما يحقق خياراتهم.

hatim_almsaudi@