مجزرة غزة تفضح ازدواجية العالم

13 شهيدا بينهم 8 نساء وأطفال في عدوان إسرائيلي غاشم على الفلسطينيين
13 شهيدا بينهم 8 نساء وأطفال في عدوان إسرائيلي غاشم على الفلسطينيين

الثلاثاء - 09 مايو 2023

Tue - 09 May 2023

فضحت مجزرة غزة التي خلفت 13 شهيدا، بينهم 8 أطفال ونساء، همجية الاحتلال، وازدواجية العالم في التعامل مع الكيان الإسرائيلي، إذ لم تدِن الولايات المتحدة الأمريكية أو دول أوروبا القتل المتعمد للأطفال والنساء.

وأصيب 20 على الأقل بجروح بينهم حرجة وخطرة، فجر أمس، في سلسلة غارات شنها الطيران الحربى الإسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة، حسبما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وأكدت وسائل إعلام محلية فلسطينية، أن من بين حصيلة الشهداء 3 قادة عسكريين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وزوجاتهم وعدد من أبنائهم، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي.

وحسب سرايا القدس، فإن قادة حركة الجهاد الذين استشهدوا هم: أمين سر المجلس العسكري لسرايا القدس جهاد الغنام، وقائد المنطقة الشمالية خليل البهتينى، وأحد قادة العمل العسكري في الضفة الغربية المحتلة طارق محمد عز الدين.

ساعات الرعب

تعرضت كثير من المواقع فى مناطق مختلفة من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا في قطاع غزة للقصف العنيف، بعشرات الأطنان من المتفجرات والصواريخ، التي أطلقها الطيران الحربي الإسرائيلي، وشوهدت ألسنة اللهب والنيران والدخان تتصاعد من أماكن القصف الكثيف.

وعاشت غزة ساعات من الرعب، وأعلن المكتب الإعلامي في حكومة غزة، تعليق الدوام للمؤسسات التعليمية حتى إشعار آخر، موضحا أن»يكون الدوام في باقي المؤسسات الحكومية بالحد الأدنى، بما يحقق تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين».

وذكرت وزارة الصحة أن فتاة تبلغ 17 عاما توفيت متأثرة بجروحها الخطرة، وأشارت إلى وجود أكثر من 20 مصابا بعضهم في حالة الخطر، وما يزالون يتلقون العلاج.

وقالت مصادر فلسطينية، إن الغارات الإسرائيلية استهدفت شققا سكنية ومنازل تعود للقادة الثلاثة، ومواقع تدريب لحركة الجهاد.

حصار غزة

فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس حصارا مشددا على قطاع غزة، وقالت وكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية، إن سلطات الاحتلال قررت إغلاق حاجز بيت حانون شمالي القطاع، والمخصص لتنقل الأفراد. كما أغلقت معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع والمخصص لنقل البضائع. وقالت الهيئة العامة للمعابر والحدود، إن معبر كرم أبو سالم أغلق أيضا.

وأعلن جيش الاحتلال تنفيذ «موجة تصفيات» استهدفت قادة من الصف الأول في سرايا القدس، وعشرة مواقع لإنتاج الأسلحة، ومجمعات عسكرية تابعة للحركة في قطاع غزة.

وقال إنه «تم استبعاد وزير الأمة القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير عن المناقشات الأمنية المتعلقة بعملية غزة، خشية أن يسرب المعلومات، أو يتحدث إعلاميا عن اغتيالات ستنفذ سواء بالتلميح أو غيره ما يؤثر على العملية». وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن «40 طائرة ومروحية ومسيّرة شاركت في الاغتيال والهجمات ضد قطاع غزة هذه الليلة».

مجزرة مروعة

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إن إسرائيل ارتكبت «مجزرة مروعة» في غزة، بعد اغتيالها في غارات جوية أمس قيادات عسكرية من حركة الجهاد الإسلامي.

وأشار في بيان إلى أن «العدوان على غزة إرهاب دولة منظم، ومحاولة لتصدير الأزمة الداخلية التي تعانيها حكومة التطرف في إسرائيل، وترجمة عملية لعقيدة القتل، والحرق، والإبادة الجماعية».

وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المجتمع الدولي، وبصفة خاصة مجلس الأمن الدولي، بالتدخل الفوري لوقف «العدوان» الإسرائيلي على الفلسطينيين.

وأشار لدى استقبال المبعوث الروسي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط فلاديمير سافرنكوف، إلى التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتواصل في الأراضي الفلسطينية كافة».

وأكد «ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية كأساس لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة».

تحرك أممي

أعلن منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند أنه يجري اتصالات لتجنب «صراع أوسع» في غزة عقب اغتيال إسرائيل ثلاثة قادة عسكريين في حركة الجهاد الإسلامي، وجدد إدانته مقتل المدنيين، ودعوته ‏جميع المعنيين إلى ضبط النفس، مشيرا إلى أنه منخرط بشكل كامل في اتصالات لمحاولة لتجنب صراع أوسع.

وتحركت مصر والأردن لتطويق التوتر، وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وأكدت ضرورة «تحرك المجتمع الدولي بشكلٍ فوري وفاعل لوقف هذا العدوان، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في القطاع وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة».

وأشارت مصر إلى التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدت رفضها الكامل لمثل تلك الاعتداءات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية، وتؤجج الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقوض من جهود تحقيق التهدئة.

تهديد بالرد

في المقابل، قال الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد المكنى «أبو حمزة»، في مقطع فيديو، إن السرايا والمقاومة «جاهزة لدفع التزامها وواجبها تجاه دماء الشهداء، وسنواجه العدوان بكل ثبات وإقدام».

وعد أبو حمزة أن ما جرى في غزة «مجازر يندى لها جبين الإنسانية بحق المدنيين، وهذه المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الأبرياء في بيوتهم ستزيد شعبنا تمسكا بالمقاومة حتى التحرير».

وشيع آلاف الفلسطينيين في غزة جثامين القتلى انطلاقا من مجمع الشفاء الطبي، إذ أدوا صلاة الجنازة على أرواحهم في المسجد العمري الكبير وسط المدينة قبل إتمام مراسم دفنهم.

قتلى روس

أشارت البعثة الروسية في قطاع غزة، إلى وجود عدد من المواطنين الروس ضمن قتلى الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع، وقالت في تغريدة إنه كان من بين القتلى طبيب الأسنان جمال خصوان وزوجته ونجله.

ووفقا لتقارير فلسطينية، كان طبيب الأسنان يعيش مع أسرته جوار منزل أحد المقاتلين الذي لقي حتفه في الغارات.

وتوعدت حركتا حماس والجهاد الإسلاميتين، بالرد على هجمات إسرائيل على قطاع غزة، وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في بيان، إن «اغتيال قادة المقاومة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة».

وعد أن «العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته، والمقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر، والعدوان يستهدف كل شعبنا، والمقاومة موحدة في مواجهته».

قالوا عن العدوان

البرلمان العربي:

- تلك الممارسات الوحشية الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني تؤكد للعالم أجمع أن إسرائيل ترفض الانصياع لقرارات الشرعية.

الرئاسة الفلسطينية:

- نحذر الإدارة الأمريكية من السماح لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتمادي في جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

التعاون الإسلامي:

- هذه المجزرة النكراء امتداد للعدوان العسكري الإسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطيني في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

الجزائر:

- العمليات الهمجية المتتالية والتصعيد الخطير لقوات الاحتلال الإسرائيلي تعد صارخ على جميع القوانين والأعراف الدولية.

ضحايا مجزرة غزة

  • 13 شهيدا

  • 4 أطفال

  • 4 نساء

  • 3 قادة في الجهاد الإسلامي

  • 20 مصابا

  • 40 مروحية نفذت المجزرة