عبدالمعين عيد الأغا

مواجهة هشاشة العظام

الاثنين - 08 مايو 2023

Mon - 08 May 2023

لم يقتصر مرض «هشاشة العظام» على كبار السن، بل تجاوزهم إلى جميع الأعمار؛ بسبب تغير نمط الحياة، والأمراض المزمنة، واستخدام بعض العقاقير الطبية، ويكون العظم في أقصى حالات البناء منذ الطفولة وحتى مرحلة البلوغ والشباب، وبعد سن الأربعين تبدأ صلابة العظام بالانخفاض تدريجيا، حتى تصبح أكثر رقة وهشاشة مع زيادة عمر الإنسان، وقد ورد ذكر هذا المرض في القرآن الكريم عندما نادى زكريا عليه السلام ربه، قال تعالى: (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا)، إذ يتكون النسيج العظمي من مادة بروتينية تسمى (الكولاجين)، والتي تحفظ للعظم هيئته وتديم مرونته، ويحتوي على الكالسيوم والفوسفات اللذين يكسبان العظم القوة والصلابة، ويمر العظم بمراحل تسمى (إعادة التشكيل)، حيث تتحلل العظام القديمة وتستبدل بأخرى جديدة وقوية يوميا على مدار حياة الإنسان.

ومن أهم العوامل الأساسية لبناء وتقوية العظام، الاهتمام بالغذاء الجيد المتوازن المحتوي على المواد البروتينية، والكالسيوم، والتعرض لأشعة الشمس والرياضة.

وما يهمنا في هذه المساحة هو هشاشة العظام المكتسب الذي ينتج عن 10 أسباب، وهي:

  • أمراض الدم الوراثية مثل الأنيميا المنجلية، وأنيميا البحر الأبيض المتوسط.

  • نقص الكالسيوم وفيتامين (د) المزمن والناتج عن عدم التعرض لأشعة الشمس الضرورية لتصنيع فيتامين (د) داخل جسم الإنسان، أو عدم تناوله بشكل وقائي مستمر، وقلة أو عدم تناول الحليب بالكميات المطلوبة.

  • اضطرابات التغذية وتشمل هشاشة العظام المصاحبة لانخفاض وزن الجسم الحاد، مثل قلة تناول المواد الغذائية المحتوية على الكالسيوم والبروتين، والفيتامينات ومن أهمها فيتامين (د)، والبروتينات الصحية.

  • أمراض الجهاز العصبي المؤدية إلى عدم القدرة على الحركة: مثل الشلل الدماغي، أو إصابة الحبل الشوكي أو الرأس، أو ضمور العضلات، أو غيرها من الأمراض العصبية.

  • أمراض الكبد والكلى المزمنة.

  • الالتهابات المناعية الذاتية المزمنة: مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي، أو الذئبة الحمراء، أو التهاب الأمعاء التقرحي، أو حساسية الأمعاء من مركبات الجلوتين (سيلياك)، أو غيرها من الأمراض.

  • اضطرابات الغدد الصماء: تشمل نشاط الغدة الدرقية، أو نقص هرمون النمو، أو زيادة هرمون الكورتيزول (متلازمة كوشينج)، أو ضعف الغدد التناسلية مثل متلازمة تيرنر، أو فقدان الشهية العصبي، أو فشل المبيض الأولي، أو فرط هرمون البرولاكتين، أو متلازمة كلاينفلتر.

  • اضطرابات الجهاز الهضمي: تشمل أمراض سوء الامتصاص، أو تليف الكبد الصفراوي الأولي، أو استئصال جزء من المعدة، أو التليف الكيسي الرئوي.

  • العقاقير الطبية: تشمل عقار الهيبارين، ومستحضرات الكورتيزول، ومضادات التخثر، ونظائر الهرمون الموقف للبلوغ والطمث، والعقاقير الكيماوية مثل السيكلوسبورين.

  • قلة الحركة ككثرة الاسترخاء، وعدم ممارسة الرياضة اليومية، والاعتماد على المصاعد ووسائل النقل بدلا من المشي، من العوامل التي تؤدي إلى هشاشة العظام.


وهناك بعض الأعراض السريرية لمرض هشاشة العظام المكتسب وهي أن معظم الحالات لا تظهر عليها أية أعراض أو علامات حتى يصاب العظم بالكسر في المراحل المتقدمة، وقد تظهر بعض الأعراض والعلامات مثل: الآلام الحادة المتكررة في العظام وخاصة عند مزاولة الحركة والرياضة، والكسور المتكررة الناتجة عن صدمات خفيفة لا تستدعي كسر العظم، وذلك بسبب قلة كثافته، بجانب الإعاقة الحركية التي قد تفقد الطفل القدرة على الاعتماد على نفسه، مما يؤدي إلى صعوبة المشي، أو الالتحاق بالمدرسة، أو القيام بالأعمال اليومية، إضافة إلى تشوهات العظام الطويلة والعمود الفقري، وأيضا قصر القامة.

وأخيرا، تستخدم مجموعة من العقاقير لعلاج هشاشة العظام، حيث إنها تقوي العظم وتمنع تآكله، وتقلل من خطر الإصابة بالكسور، وتوجد العديد من الأنواع المتاحة والتي تختلف في التركيز وطرق العلاج، وتعتبر آمنة وفعالة لتخفيف الآلام العظمية والكسور المتكررة، وتوجد العديد من الدراسات التي أظهرت تحسنا ملموسا في كثافة العظام لدى الأطفال، ولكن كوقاية من هشاشة العظام فإنه ينصح بتناول الكالسيوم من قبل الأطفال واليافعين بمعدلات تتراوح ما بين 1000 إلى 1200 ملليغرام يوميا (تعادل شرب كوبين من الحليب أو اللبن)، إذ تشير معظم الدراسات إلى أن الكالسيوم يبطئ من فقدان كثافة العظام، وبالتالي قلة تناوله تزيد من خطر الهشاشة، بجانب تناول فيتامين (د) بجرعة وقائية يومية بمعدل (400-800) وحدة دولية لمن تكون نسبته لديهم طبيعية، أو بمعدل (2000-7000) وحدة دولة يوميا لمن يكون لديهم نقص في معدلاته (تعادل 50.000 وحدة أسبوعيا) ، وممارسة الرياضة بشكل دوري، حيث إنها تزيد من قوة وصلابة العظام والعضلات، ومن أهمها السباحة، والمشي مدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميا، والحفاظ على الوزن الطبيعي، فزيادته لها تأثير سلبي على صلابة العظم، والإكثار من الغذاء الصحي الغني بالبروتين، وتقليل السكريات والمقليات، والحد من تناول المشروبات الغازية، والمشروبات المحتوية على مادة الكافيين، وتجنب التدخين (لفئة اليافعين).