عادل الحميدان

المخدرات وفوائد كورونا!

الاحد - 07 مايو 2023

Sun - 07 May 2023

في تقرير يتكون من 71 صفحة كتبت معظم أجزائها بلغة عصية على فهم غير المختصين - وأنا أحدهم -، لفت نظري جملة وضعت في سياق سردي ضمن عدة نتائج لمحور تطرق إلى تأثير جائحة كوفيد 19 على تعاطي المخدرات.

الجملة التي تضمنها تقرير المخدرات العالمي 2022 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أشارت إلى الانخفاض في تعاطي المخدرات لدى المراهقين تزامنا مع فترات الإغلاق الشامل.

هذه النتيجة رغم عالميتها إلا أنه يمكن إضافتها إلى ما اصطلح البعض في مجتمعنا على تسميته ولو على سبيل التندر (فوائد كورونا)، والتي جاء على رأسها عودة الاجتماعات الأسرية إلى المنازل، واستعادة أفراد الأسرة لأدوارهم التي تخلوا عنها مختارين أو مجبرين للركض في سباقات الحياة العملية والتحليق في فضاءات العلاقات خارج الإطار العائلي.

الجملة أو نقطة الضوء الوحيدة التي عج بها التقرير تقودنا إلى إدراك أن بقاء المراهق في الدائرة الضيقة للأسرة ولو جسديا قد أدى وظيفة غاية في الأهمية تمثلت في حمايته إما من الاختلاط المباشر مع صديق سيئ أو التواجد في بيئة محفزة على الضياع.

الحملة القوية لمكافحة المخدرات التي بدأت تؤتي ثمارها في مختلف المناطق والمحافظات تتطلب شراكة أكثر فاعلية من قبل الأسر في مسارين متوازيين الأول وقائي يتمثل في الرقابة المباشرة وغير المباشرة على المراهقين والمراهقات، في حين يتمثل الثاني في إبلاغ الجهات المختصة عن المتعاطي أو المتعاطية بعيدا عن التردد والتفكير ولو للحظة في نظرة الآخرين لأسرة المتعاطي.

أمر آخر لا يقل أهمية عما سبق، وهو الابتعاد قدر الإمكان عن تحويل موضوع تعاطي المخدرات في عقلية الطفل أو المراهق إلى مرتبة الجريمة الفردية، التي يقتصر أثرها على شخص المتعاطي، فهو وإن كان الشخصية الأبرز على مسرح الجريمة إلا أن جميع من حوله يشتركون معه في الألم والخسارة سواء أسرته أو مجتمعه أو وطنه.

الحرب على المخدرات ليست مسؤولية جهة معينة في حد ذاتها، فهي مسؤولية يشترك فيها الجميع أفرادا ومؤسسات، مواطنين ومقيمين، وهي حرب ضروس يجب استخدام كافة الأسلحة فيها بدءا من تشديد القبضة الأمنية، وانتهاء بمشهد أب وأم يتحلق حولهما الأبناء والبنات اختيارا وليس قسرا.

Unitedadel@