(ولا تمدّن عينيك)
الأحد - 07 مايو 2023
Sun - 07 May 2023
عندما نتأمل الآية الكريمة من سورة طه «وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ»، ونقرأ تفسيراتها المختلفة ونجتهد في تطبيقها على مستحدثات العصر، ربما نجد فيها علاجا فعالا لمشكلات هذا الزمان التي أحدثها فينا الهاتف المحمول (الموبايل) وتطبيقاته المتنوعة التي انتهكت الخصوصية واستباحت الأخلاق، ودفعت الناس ليتسابقوا في نشر أحوالهم والتباهي بأخبارهم اليومية، مما تسبب في إثارة الأحقاد وانتشار الأمراض، ودخل البشر في موجة إدمان وإفساد لا مثيل لها في تاريخ البشرية.
فهناك ثلاثة مليارات شخص حول العالم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، أي ما يعادل 40 % من سكان العالم بحسب ما ذكر موقع (بي بي سي) بالعربية، كما أن الفرد يقضي في المتوسط نحو ساعتين يوميا في تصفح هذه المواقع والتفاعل من خلالها، وهناك نحو نصف مليون تغريدة وصورة تنشران على موقع (تويتر) للمحادثة كل دقيقة.
إن الهروب من تطبيقات تدجين مشاعر البشر وأفكارهم ومسخ عقولهم، هو نجاة من الجحيم، فهذا السوق الاجتماعي (ظاهرياً) والاستثماري (فعليا) هو أكبر خدعة سقطت فيها البشرية (جمعاء) عبر تاريخها الممتد من آدم وحتى اليوم، لقد أصبح ضرورياً أن نقلل شهوة الـ «public» التي جعلتنا نخلع ثيابنا على مرأى ومسمع من ناس لا نعرفهم ولا يعرفوننا، وجعلتنا نمارس حرية وهمية تضخمت في كل مجالات حياتنا وقادت البعض للسجون.. والبعض الآخر للذهاب إلى المأذون (في طلاق كثير وزواج قليل)، وأخيرا اقتربت بالجميع إلي حافة الجنون؟!.
لقد أثبتت العديد من الدراسات أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية والنفسية لمستخدميها، وتتسبب في إصابتهم بالتوتر وتراجع الحالة المزاجية والشعور بالقلق والاضطراب، كما توصلت بعض الدراسات إلى أن هناك صلة بين الاكتئاب وبين استخدام هذه المواقع، حيث أن أعراض الاكتئاب مثل الحالة المزاجية السيئة، والشعور بعدم قيمة الذات، واليأس، كانت مرتبطة بطبيعة ونوع التفاعل على الإنترنت.
إن «الموبايل» هو شيطان هذا العصر، اخترعه الإنسان ليخدم الإنسانية ويفيدها، لكن «المحمول» أصبح مسئول عن ضياع الإنسان وانتهاك الإنسانية، ويعود تاريخ هذا الاختراع المثير إلى عام 1973 عندما ظهرت أول نسخة من الهاتف المحمول، لكنه لم يدخل السوق حتى الثمانينيات، وكان حكرا على رجال الأعمال والسياسيين، وكانت الهواتف المحمولة كبيرة وثقيلة وتستهلك كمية هائلة من الطاقة، وفي منتصف التسعينيات قدمت شركة IBM أول هاتف ذكي مجهز ببرمجيات الحاسوب ومتصل بشبكة الإنترنت، لكن بطاريته كانت تنفذ خلال ساعة فقط في حال استخدام الشبكة، بعدها بدأت تتسارع خطوات التطور والتطوير، وأصبح الهاتف النقال جهازا متعدد الاستخدامات، وقاد هذا التحول إلى ما يسمى بـ«ثورة صناعية تقنية» في عام 2007، انطلقت بظهور أجهزة الـ«iPhone» لتتغير معالم الهاتف والاتصالات للأبد.
ظهر «الموبايل» في نهاية قرن الدمار والحروب العالمية الفتاكة والقنابل الذرية، قرن الصعود للقمر وحرب الكواكب والثورة الصناعية، القرن العشرين الذي بلغ فيه الإنسان مداه من العلم والتقدم والحضارة، واستعد ليقفز إلى قرن جديد بآمال عريضة مع ثورة التكنولوجية، التي كان أهم إنجازاتها وأبرز جرائمها، الجهاز الفتاك الـ «Smart Phone»، الذي أصبح للأسف «في يد الجميع»، كما كانت تروج له إحدى شركات المحمول المصرية في حملاتها الإعلانية، نعم أصبح في يد الجميع، سيف مسلط على رقابهم، يخترق خصوصيتهم وينتهك حريتهم ويستهلك أوقاتهم ويسرق أعمارهم في هراء لا طائل منه.
قبل أن يضيع العمر: توقفوا.. فكروا.. تدبروا، نحن نلهث وراء سراب اسمه يكشفه، «الفضاء الافتراضي»، ونهجر الأرض الحقيقية التي خلقنا الله لنعمرها.. فتبور.. وتموت معها كل معاني الحياة، كما أننا لو لم ننتبه إلى ما يجب أن ننشره ونقوله على هذه الصفحات، ولو لم ننتبه إلى ما تسرقه منا هذه التطبيقات سنخسر حياتنا بلا مقابل، ونبيعها إلى هذا الشيطان الذي عزلنا في جزر محمولة (هواتف) لينفرد بكل إنسان ويجرده من إنسانيته ليجعله «زومبي»، أي «مسخ» بني أدم، بحسب خطتهم الشيطانية.
وختاما، «لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ» إذا أجبرتك الظروف من عمل أو ترفيه للبقاء أوقات طويلة على «السوشيال ميديا»، لا ترهق نفسك بالمقارنات فكلما اتسعت عيناك ضاق صدرك.
فهناك ثلاثة مليارات شخص حول العالم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، أي ما يعادل 40 % من سكان العالم بحسب ما ذكر موقع (بي بي سي) بالعربية، كما أن الفرد يقضي في المتوسط نحو ساعتين يوميا في تصفح هذه المواقع والتفاعل من خلالها، وهناك نحو نصف مليون تغريدة وصورة تنشران على موقع (تويتر) للمحادثة كل دقيقة.
إن الهروب من تطبيقات تدجين مشاعر البشر وأفكارهم ومسخ عقولهم، هو نجاة من الجحيم، فهذا السوق الاجتماعي (ظاهرياً) والاستثماري (فعليا) هو أكبر خدعة سقطت فيها البشرية (جمعاء) عبر تاريخها الممتد من آدم وحتى اليوم، لقد أصبح ضرورياً أن نقلل شهوة الـ «public» التي جعلتنا نخلع ثيابنا على مرأى ومسمع من ناس لا نعرفهم ولا يعرفوننا، وجعلتنا نمارس حرية وهمية تضخمت في كل مجالات حياتنا وقادت البعض للسجون.. والبعض الآخر للذهاب إلى المأذون (في طلاق كثير وزواج قليل)، وأخيرا اقتربت بالجميع إلي حافة الجنون؟!.
لقد أثبتت العديد من الدراسات أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية والنفسية لمستخدميها، وتتسبب في إصابتهم بالتوتر وتراجع الحالة المزاجية والشعور بالقلق والاضطراب، كما توصلت بعض الدراسات إلى أن هناك صلة بين الاكتئاب وبين استخدام هذه المواقع، حيث أن أعراض الاكتئاب مثل الحالة المزاجية السيئة، والشعور بعدم قيمة الذات، واليأس، كانت مرتبطة بطبيعة ونوع التفاعل على الإنترنت.
إن «الموبايل» هو شيطان هذا العصر، اخترعه الإنسان ليخدم الإنسانية ويفيدها، لكن «المحمول» أصبح مسئول عن ضياع الإنسان وانتهاك الإنسانية، ويعود تاريخ هذا الاختراع المثير إلى عام 1973 عندما ظهرت أول نسخة من الهاتف المحمول، لكنه لم يدخل السوق حتى الثمانينيات، وكان حكرا على رجال الأعمال والسياسيين، وكانت الهواتف المحمولة كبيرة وثقيلة وتستهلك كمية هائلة من الطاقة، وفي منتصف التسعينيات قدمت شركة IBM أول هاتف ذكي مجهز ببرمجيات الحاسوب ومتصل بشبكة الإنترنت، لكن بطاريته كانت تنفذ خلال ساعة فقط في حال استخدام الشبكة، بعدها بدأت تتسارع خطوات التطور والتطوير، وأصبح الهاتف النقال جهازا متعدد الاستخدامات، وقاد هذا التحول إلى ما يسمى بـ«ثورة صناعية تقنية» في عام 2007، انطلقت بظهور أجهزة الـ«iPhone» لتتغير معالم الهاتف والاتصالات للأبد.
ظهر «الموبايل» في نهاية قرن الدمار والحروب العالمية الفتاكة والقنابل الذرية، قرن الصعود للقمر وحرب الكواكب والثورة الصناعية، القرن العشرين الذي بلغ فيه الإنسان مداه من العلم والتقدم والحضارة، واستعد ليقفز إلى قرن جديد بآمال عريضة مع ثورة التكنولوجية، التي كان أهم إنجازاتها وأبرز جرائمها، الجهاز الفتاك الـ «Smart Phone»، الذي أصبح للأسف «في يد الجميع»، كما كانت تروج له إحدى شركات المحمول المصرية في حملاتها الإعلانية، نعم أصبح في يد الجميع، سيف مسلط على رقابهم، يخترق خصوصيتهم وينتهك حريتهم ويستهلك أوقاتهم ويسرق أعمارهم في هراء لا طائل منه.
قبل أن يضيع العمر: توقفوا.. فكروا.. تدبروا، نحن نلهث وراء سراب اسمه يكشفه، «الفضاء الافتراضي»، ونهجر الأرض الحقيقية التي خلقنا الله لنعمرها.. فتبور.. وتموت معها كل معاني الحياة، كما أننا لو لم ننتبه إلى ما يجب أن ننشره ونقوله على هذه الصفحات، ولو لم ننتبه إلى ما تسرقه منا هذه التطبيقات سنخسر حياتنا بلا مقابل، ونبيعها إلى هذا الشيطان الذي عزلنا في جزر محمولة (هواتف) لينفرد بكل إنسان ويجرده من إنسانيته ليجعله «زومبي»، أي «مسخ» بني أدم، بحسب خطتهم الشيطانية.
وختاما، «لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ» إذا أجبرتك الظروف من عمل أو ترفيه للبقاء أوقات طويلة على «السوشيال ميديا»، لا ترهق نفسك بالمقارنات فكلما اتسعت عيناك ضاق صدرك.