ما دور الإعلام في خارطة رؤية السعودية 2030 وكيف ننهض به؟
السبت - 06 مايو 2023
Sat - 06 May 2023
فيما استغلت جميع القطاعات الحكومية والخاصة الموارد والقدرات نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 للنهوض بالمملكة لتكون أنموذجا رائدا بين دول العالم، توجهت الاستفهامات نحو دور الإعلام كسلاح ناعم وقوة ثقافية مؤثرة في نشر الوعي المجتمعي، وإبراز نجاحات المملكة وطموحاتها محليا وعالميا.
فهل كان «الإعلام » حاضرا في خارطة رؤية 2030 وإبراز دورها الفاعل؟ «مكة » ترصد كل ذلك عبر محاورة عدد من كتاب الرأي السعوديين، الذين شخصوا الواقع للنهوض برؤية بلادنا.
لغة الرؤية
«تكمن أهمية الإعلام في ملامسة احتياجات أفراد المجتمع بشكل مباشر، ولكي يواكب إعلامنا برامج الرؤية نحتاج بداية لإعداد الكوادر الصحفية للكتابة بلغة رؤية السعودية 2030، وذلك عبر ورش عمل وجلسات حوارية يشارك فيها متخصصون من مكاتب تحقيق الرؤية، ومركز جودة الحياة، للتنوير وحث كافة أفراد المجتمع على المشاركة والتفاعل كل حسب موقعه وتخصصه، إذ إن معيار نجاح اغلب المشروعات يكمن في تفاعل المجتمع معها وتقبله لها، حتى وإن كان بعضها علاجا بالصدمة».
- علاء الملا
الإعلام المبتكر
«الإعلام السعودي كان متواضعا في مواكبة الكثير من المحطات المفصلية في تاريخ بلادنا، وعجزه كان واضحا في التعاطي مع الكثير من المشاريع العظيمة، التي يتم تنفيذها، والتي تحقق البعض منها، ومعظمها من صميم رؤية 2030.
البعض من مؤسسات إعلامنا، لم تخرج من فكرة نقل الخبر، ولم تصل لمستوى صناعة الخبر، إعلامنا يجيد الوصف وشرح ما حدث، لكنه فقير في التنبؤ، في الاستباق، في النظر لزوايا معتمة، والإقناع..
لا يقوم على فكرة المستقبل، ولم يخرج من كونه إعلام رد فعل، وليس إعلام إنتاج وابتكار وإبداع.
لم ينجح الإعلام السعودي بشكل كامل ومرض في نقل رؤية 2030 للآخرين، بتوضيح جوانب الرؤية، ومنجزاتها، ولا مستقبلها، ولم يتمكن من رسم صورة في متخيلة المتلقي عن واقعها عند إتمامها.
إن رؤية المملكة 2030 بقوتها وتفردها، هي من صنعت حضورها، وهي من خدمت نفسها، بل إن معظم مشاريع المملكة التنموية الحديثة، هي من وصلت للمتلقي بقوتها وحضورها وفعاليتها.
نحن بحاجة لمؤتمر وطني يضم خبراء الإعلام، والمشتغلين فيه، لطرح كل القضايا والهموم، دون مجاملة وبمحاسبة ودقة، ومن غير المقبول هذا التواضع والبطء والرتابة».
- عبدالله زايد
فجوة المتخصصين
«رؤية السعودية 2030 لها تفاصيل كثيرة وكبيرة، وهي أكبر خطة بالعالم من حيث حجم الأعمال وحجم الأموال وكذلك تنوع أبعادها، ويصعب حتى على المختص متابعة تفاصيلها وأحداثها، وربط أبعادها ببعضها. ويصعب على الإعلام (غير المختص بالاستراتيجيات وغير المختصة بالاقتصاد والتنمية وغير المختص بالاستثمارات والمالية وغير المختص بالتقنيات وغير المختص بكفاءة الأعمال وغير المختص بتطوير الأعمال) (في آن واحد) فهم ومتابعة أحداثه وربطها ببعضها. ففي المقام الأول هناك فجوة معرفية، وفجوة بين الرؤية وبين عمل إعلامي غير مؤسساتي وغير مشارك بالأعمال، فالمسألة اجتهادات ومخرجاتها لا ترتقي للرؤية.
الرؤية تستهدف الارتقاء بالوظائف والمنشآت والإسكان والعدل والبلديات والعدل والتقنيات والترفيه والصناعات والتعدين والخدمات اللوجستية والطاقة.. إلخ، ولكل واحدة منها تفاصيلها الطويلة وخطة تحولها وتطورها من خطوط البدايات إلى الأحلام، وهذا يشرح القدرات المعرفية المطلوبة من الإعلام غير المشارك وغير المتفرغ».
- برجس البرجس
النهوض بالمحتوى
«سوف أتناول نقطة واحدة فقط، وهي النهضة بالإعلام السعودي من خلال قياس أداء المحتوى، في اليوم الذي أصبح فيه المحتوى الإعلامي السعودي ليس محور اهتمام السعوديين فقط، بل العرب جميعا.
يجب علينا قياس الأداء من خلال محورين أساسيين هما: مدى وصول هذا المحتوى للجمهور المستهدف، ومدى تأثير هذا المحتوى في الجمهور المستهدف، وعليه نستطيع الخروج بقاعدة بيانات مذهلة سوف تقفز بجودة محتوى الإعلام السعودي إلى الأمام».
- عبدالرحمن الشهري
مواكبة التطور
«إن الإعلام السعودي بوسائله وأدواته ما زال قابعا في روتينه القديم غير قادر على مواكبة التطور والدور السياسي والاقتصادي للمملكة ورؤيتها العالمية 2030 وذلك نشاهده عند طرح قضايانا بكل تردد واستحياء دون آلية إعلامية واضحة ومنهجية، وبدون استراتيجية عملية، بسبب غياب المهنية الإعلامية وامتهان المهنة الإعلامية لمن لا مهنة له.
لا بد أن يقتصر عمل الإعلام على إعلاميين مؤهلين ومتخصصين (ولا بأس لمن يملك الخبرة الإعلامية والصحفية أن يمتهن مهنة الإعلام إذا أثبت كفاءته) لكن للأسف الشديد نشاهد أن من لا علاقة له بالإعلام علما ومهارة وخبرة يتولى مهمات في صناعة الإعلام».
- دخيل المحمدي
خطوات إصلاحية
«إعلامنا يحتاج إلى التفاعل مع مواد الرؤية وتسليط الضوء بشكل احترافي على أهدافها وخططها وربطها مباشرة برفاه المواطن وعزة الوطن.
فمن أهداف الرؤية الأساسية تنويع مصادر الدخل، وهذا أمر مطلوب في ظل العثرات الاقتصادية التي يعيشها العالم وتقلبات أسواق النفط، الذي كنا وما زلنا نعتمد عليه كسلعة استراتيجية لجلب المداخيل من العملات الصعبة، وهنا يبرز دور الإعلام بتوعية المواطن من خلال لغة الأرقام وبواسطة خبراء اقتصاديين محترفين، يتماهون مع الرؤية ومضامينها الاقتصادية المهمة، وبلغة بسيطة بعيدة عن التعقيد.
الرؤية منهجية واضحة وصريحة تحتاج الى جوانب عملية لتفعيلها وإطار زمني يؤطرها (وإعلام محترف) يستطيع أن يجعلها مادة ميسرة في متناول المواطن فهما وإدراكا وحلما قادما ينتظر تحقيقه في القريب العاجل بإذن الله.
ولكي نصل إلى مستوى إعلامي احترافي نحن بحاجة إلى تنفيذ خطوات عدة، منها:
- علي المطوع
سلاح ناعم
«الإعلام السعودي يمتلك من المقومات ما لا يمتلكه الإعلام العالمي، ما يمكنه من المواجهة الشرسة التي تستهدف العرب والمسلمين والسعودية بشكل خاص، فيستطيع الاعتماد على القوى الناعمة التي تمتلكها السعودية، من مكانتها الدينية واللوجستية والنفطية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، فهي تواجه إعلاما يدعي أنه حر قد يكون مهنيا، لكنه إعلاما موجه، وفي ظني أن الإعلام السعودي بدأ يخطو خطوات سريعة لمواكبة التحولات السريعة داخل حظيرة الإعلام نفسه، وأيضا التحولات التي تحدث داخل السعودية، ونحن نلحظ قطف ثمار عديدة، وكيف تمكنت السعودية من تحويل التحديات إلى استثمار، وجعلت العالم يحول وجهته نحوها، باعتبارها أصبحت أحد مراكز القرار العالمي في كثير من الملفات، منها وبشكل خاص النفطي، وفي ملفات عديدة».
- عبدالحفيظ محبوب
صناعة الإعلام
«دور الإعلام في خارطة رؤية 2030 من المفترض أن يكون أساسيا وجوهريا، ولكن وبكل شفافية لم يكن الإعلام في مستوى الرؤية وطموحاتها وحتى إبراز إنجازاتها، واقتصر دوره على البعد الإخباري فقط، وغاب التحليل الإعلامي الدقيق والمساندة لتنفيذ برامج الرؤية وتقويمها وحتى تصحيح مساراتها لو لزم الأمر، وأعزو ذلك إلى قلة الإعلاميين المتخصصين في برامج الرؤية وضعف المؤسسات الإعلامية وطغيان واستمرار الممارسات الإعلامية التقليدية على حساب الإعلام الرقمي، الحديث الذي لم يأخذ مكانته ضمن منظومة مؤسساتنا الإعلامية.
وعملية النهوض بدور الإعلام في دعم ونجاح رؤيتنا الوطنية يبدأ بتطوير مؤسساتنا الإعلامية وتطوير نمطها الإداري والقيادي، وممارساتها الإعلامية لتنتقل من الاكتفاء بنقل الأخبار والتحليلات السطحية إلى التحليلات العميقة لمستوى إنجازات برامج الرؤية وأهدافها العامة والتفصيلية، وتقديم الدعم الحكومي المالي، وتأهيل العاملين في المؤسسات الإعلامية وحتى الإعلاميين والكتاب من خلال ورش العمل المركزة، والاستثمار الأمثل لمخرجات الجامعات من الخريجين المتميزين في كليات الإعلام والاتصال، واستحداث مراكز للبحوث الإعلامية في جامعاتنا قادرة على النهوض بالبحث العلمي في مجال الإعلام ومستجداته ومستحدثاته المستمرة، ومن المهم جدا التعاون مع مراكز الفكر المحلية خاصة والعالمية عامة في ضوء تأثيرها الكبير على مستوى صناعة القرارات وقياس آثارها المختلفة على المستويين المحلي والدولي، وتوثيق العلاقات مع المؤسسات الإعلامية العربية والدولية من خلال اتفاقيات تفاهم وتعاون مشترك لنشر إنجازاتنا الوطنية ومستوى تقدمنا الحضاري.
ولا أبالغ إذا ما قلت إننا بحاجة إلى إعادة صناعة إعلامنا السعودي أو إعادة بنائه من جديد ليس فقط ليواكب التحولات الوطنية الرهيبة في مملكتنا الحبيبة وإنما للمشاركة الفاعلة في صناعة التحولات الوطنية المتجددة وإبراز آثارها الوطنية».
- طلال الشريف
الانتقال للرقمية
«حتى ينجح الإعلام في تأدية أدواره الهامة والمحورية في رؤية 2030، عليه التحول بشكل كامل للرقمية ومواكبة التغير الكبير الحاصل في كل العالم وثورة الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع عمل دور 90 % من عمل الإعلامي سواء في الكتابة أو التسويق أو الإعلان وإنجاز الأعمال بتطبيقاته الكثيرة فهو يستطيع كتابة مقال وإعلان وسكربت لمسلسل، وتصميم شخصية افتراضية مع استديو افتراضي قادر على كتابة نشرة إخبارية وتقديمها وتسجليها وتعديلها ونشرها في عدة دقائق.. بشكل عجيب ومخيف جدا.
للإعلام أدوار محورية في حماية المواطن من الأفكار والأجندات الدخيلة على وطننا.
إذا تم التحول بشكل رقمي كامل وأصبحت المؤسسات متواجدة في كل المنصات تقدم المحتوى الإعلامي في قوالب مناسبة لكل تطبيق سوف تصل بسهولة للمواطن وتساعده في تلقي المعلومة الصحيحة ويصبح لها تأثير وسرعة وصول يمكننا من مواكبة برامج الرؤية في التنافسية العالمية الإعلامية ودعم المواهب والمهن الجديدة في الإعلام الجديد والرقمي المدعوم بالتقنية والذكاء الاصطناعي».
- رياض الحمزي
استقطاب الكفاءات
«لا أرى أن المشكلة بالدعم المالي أو التقني، فكلها متوفرة أو يمكن توفيرها متى ما لزم الأمر، رأس الأولويات هو وجود الخبرات والعقول الإعلامية الفذة والمميزة.
لو نلاحظ أن جميع وسائل الإعلام العالمية والإقليمية ذات الصيت العالي، يوجد فيها أسماء إعلامية كبيرة تقف خلف تميز تلك الجهات وهذا ما يزيد ليس فقط من تأثيرها وإنما كذلك يزيد نسبة متابعيها.
لا يمكن صناعة إعلام مؤثر إن لم تكن خلفه أسماء وخبرات قوية ولها تأثير عالمي وإقليمي، لذلك أعتقد أنه من المهم استقطاب أفضل الخبرات العالمية في مجال الإعلام وذلك للمشاركة في صناعة الإعلام وتطويره وكذلك تدريب الكوادر الوطنية.
يمكن اقتناء أفضل التقنيات والأجهزة وكذلك اتباع أفضل الطرق في الترويج الإعلامي، ولكن يبقى تأثير ذلك كله محدودا إن كانت الأسماء المشاركة في ذلك غير معروفه أو معروفة داخليا ويجهلها الوسط الإقليمي أو العالمي.
بالإضافة إلى أن الاستثمار في قطاع الإعلام العالمي سيعزز من سياسة وتوجهات المملكة بالطرق الناعمة وغير المباشرة، كون الاعتماد على الإعلام المحلي فقط لن يكفي في رسم صورة مميزة عن المملكة وتعزيز سياساتها ورؤيتها عالميا».
- أيمن التميمي
إعلام جريء
«إن الإعلام صوت وطن، أوتاره مسؤول ومواطن، وبرواز صورة للفرد والمجتمع، مرآة تعكس حضارة أمة بكل قيمها وسلوكها وثقافتها، ودرع يحمي كل هذه المكونات من التطرف والانحراف الفكري أو التشويه التاريخي.
على ضوء هذه الرسالة ينبثق دور الإعلام الذي نحتاجه ليواكب رؤية 2030.
وكي يواكب إعلامنا رؤيتنا فهي مرحلة صعبة وليست مستحيلة، فقط نحتاج إلى تخطيط وتدريب وشجاعة قرار لتحقيق أهدافنا، منها:
- حسن علي القحطاني
صناعة رأي عام
«بعيدا عن جلد الإعلام وتحميله مسؤولية ليست مسؤوليته أو طلب إدارة حملات أممية منه؛ فبعض الهيئات والمؤسسات التي أدارت مشاريعها بعيدا عن الإعلام واعتمدت على مشاهير السوشيال ميديا وحملتهم بالطائرات الخاصة وأغرقتهم بالأموال هي من تسبب في تهميش مخرجاتها؛ لان هناك عدم إدراك حول من (يقدر) ومن (لا يقدر) على صناعة رأي عام يفهم ويتقبل وينخرط في الرؤية».
- محمد الساعد
استثمار الإعلام
«أعتقد أن التطورات السريعة والهائلة في مجال الإعلام تتطلب فكرا جديدا واستراتيجيات جديدة غير عن تلك الاستراتيجيات الكلاسيكية، التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي يجعلنا نتنبأ بمستقبل مهول للإعلام عالميا والحلول ليس فقط في تطبيقها لدينا لأن ذلك لن يغير كثيرا في تطور الإعلام لدينا.
هناك نقطتان مهمتان بجانب تطبيق مواكبة الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي وهي الاستثمار في الإعلام العالمي سواء على مستوى التطبيقات أو القنوات والصحف، والاهتمام بالقوة الناعمة خاصة أنه لدينا العديد من المقومات التي تجعلنا نبرز قوتنا الناعمة على المستوى الديني والسياسي والاقتصادي والسياحي».
- محمد عبدالله القرني
إعلام داخلي مبدع وخارجي موجه
«لنصل إلى علو مراحل النهضة الإعلامية نحتاج إلى الآتي وباختصار:
- ابتسام القحطاني
الشريك الوطني الأول
«أعتقد أن الإعلام محليا وعالميا يعيش مرحلة تحول حقيقية، ولا يبدو هذا التحول طارئا أو غريبا، فالإعلام مر بتحولات عديدة، وكان في كل مرحلة يخرج متأقلما منسجما مع كل جديد، وهذه المرونة والحيوية في استيعاب أدوات التطور وجديد التكنولوجيا أمر يدعو للاطمئنان، وبالتالي يجب ألا نتشاءم ونقسو على أنفسنا وعلى الإعلاميين، أو نحملهم مالا طاقة لهم به، وفي الوقت ذاته يجب ألا نفرط في التفاؤل أو نبالغ في نفخ الذات، فتنهار الهمم وتخور العزائم.
شخصيا، لا أرى تعثرا للإعلام أو سقوطا يحتاج للنهوض، ولا نجاحا تاما يدعو للزهو أو الطغيان والبطر، فنحن بين البين، وهذا أمر جيد، وإذا ما بحثنا عن الإعلام ودوره في خارطة الرؤية الوطنية 2030 فإننا سنجده الشريك الوطني الأول، والحاضر الدائم، بل والحاضن الطبيعي لكل منجز وطني، ولولا إدراك صناع الرؤية وقادة التحول في المملكة للدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في إنجاح مبادرات الرؤية الوطنية وخططها التنموية وتعزيز الوعي وبث الثقة بها وبأدواتها ما كان لسانها الناطق وعينها الرقيبة!
وهذا أمر طبيعي بلا شك، ولو أننا بدل الحديث عن دور الإعلام -وهو أمر معلوم وملموس- ناقشنا موقعه في خارطة الرؤية، بمعنى مراجعة ما أنجزته وزارة الإعلام في تحقيق مستهدفات الرؤية في المجال الإعلامي، وكذلك مناقشة إمكانية خلق مبادرات إعلامية حقيقية يمكن أن تكون فرصا تطويرية وضمن أجندة صناع الرؤية ومتخذي القرار، لربما كان هذا أفضل».
- بندر الزهراني
فهل كان «الإعلام » حاضرا في خارطة رؤية 2030 وإبراز دورها الفاعل؟ «مكة » ترصد كل ذلك عبر محاورة عدد من كتاب الرأي السعوديين، الذين شخصوا الواقع للنهوض برؤية بلادنا.
لغة الرؤية
«تكمن أهمية الإعلام في ملامسة احتياجات أفراد المجتمع بشكل مباشر، ولكي يواكب إعلامنا برامج الرؤية نحتاج بداية لإعداد الكوادر الصحفية للكتابة بلغة رؤية السعودية 2030، وذلك عبر ورش عمل وجلسات حوارية يشارك فيها متخصصون من مكاتب تحقيق الرؤية، ومركز جودة الحياة، للتنوير وحث كافة أفراد المجتمع على المشاركة والتفاعل كل حسب موقعه وتخصصه، إذ إن معيار نجاح اغلب المشروعات يكمن في تفاعل المجتمع معها وتقبله لها، حتى وإن كان بعضها علاجا بالصدمة».
- علاء الملا
الإعلام المبتكر
«الإعلام السعودي كان متواضعا في مواكبة الكثير من المحطات المفصلية في تاريخ بلادنا، وعجزه كان واضحا في التعاطي مع الكثير من المشاريع العظيمة، التي يتم تنفيذها، والتي تحقق البعض منها، ومعظمها من صميم رؤية 2030.
البعض من مؤسسات إعلامنا، لم تخرج من فكرة نقل الخبر، ولم تصل لمستوى صناعة الخبر، إعلامنا يجيد الوصف وشرح ما حدث، لكنه فقير في التنبؤ، في الاستباق، في النظر لزوايا معتمة، والإقناع..
لا يقوم على فكرة المستقبل، ولم يخرج من كونه إعلام رد فعل، وليس إعلام إنتاج وابتكار وإبداع.
لم ينجح الإعلام السعودي بشكل كامل ومرض في نقل رؤية 2030 للآخرين، بتوضيح جوانب الرؤية، ومنجزاتها، ولا مستقبلها، ولم يتمكن من رسم صورة في متخيلة المتلقي عن واقعها عند إتمامها.
إن رؤية المملكة 2030 بقوتها وتفردها، هي من صنعت حضورها، وهي من خدمت نفسها، بل إن معظم مشاريع المملكة التنموية الحديثة، هي من وصلت للمتلقي بقوتها وحضورها وفعاليتها.
نحن بحاجة لمؤتمر وطني يضم خبراء الإعلام، والمشتغلين فيه، لطرح كل القضايا والهموم، دون مجاملة وبمحاسبة ودقة، ومن غير المقبول هذا التواضع والبطء والرتابة».
- عبدالله زايد
فجوة المتخصصين
«رؤية السعودية 2030 لها تفاصيل كثيرة وكبيرة، وهي أكبر خطة بالعالم من حيث حجم الأعمال وحجم الأموال وكذلك تنوع أبعادها، ويصعب حتى على المختص متابعة تفاصيلها وأحداثها، وربط أبعادها ببعضها. ويصعب على الإعلام (غير المختص بالاستراتيجيات وغير المختصة بالاقتصاد والتنمية وغير المختص بالاستثمارات والمالية وغير المختص بالتقنيات وغير المختص بكفاءة الأعمال وغير المختص بتطوير الأعمال) (في آن واحد) فهم ومتابعة أحداثه وربطها ببعضها. ففي المقام الأول هناك فجوة معرفية، وفجوة بين الرؤية وبين عمل إعلامي غير مؤسساتي وغير مشارك بالأعمال، فالمسألة اجتهادات ومخرجاتها لا ترتقي للرؤية.
الرؤية تستهدف الارتقاء بالوظائف والمنشآت والإسكان والعدل والبلديات والعدل والتقنيات والترفيه والصناعات والتعدين والخدمات اللوجستية والطاقة.. إلخ، ولكل واحدة منها تفاصيلها الطويلة وخطة تحولها وتطورها من خطوط البدايات إلى الأحلام، وهذا يشرح القدرات المعرفية المطلوبة من الإعلام غير المشارك وغير المتفرغ».
- برجس البرجس
النهوض بالمحتوى
«سوف أتناول نقطة واحدة فقط، وهي النهضة بالإعلام السعودي من خلال قياس أداء المحتوى، في اليوم الذي أصبح فيه المحتوى الإعلامي السعودي ليس محور اهتمام السعوديين فقط، بل العرب جميعا.
يجب علينا قياس الأداء من خلال محورين أساسيين هما: مدى وصول هذا المحتوى للجمهور المستهدف، ومدى تأثير هذا المحتوى في الجمهور المستهدف، وعليه نستطيع الخروج بقاعدة بيانات مذهلة سوف تقفز بجودة محتوى الإعلام السعودي إلى الأمام».
- عبدالرحمن الشهري
مواكبة التطور
«إن الإعلام السعودي بوسائله وأدواته ما زال قابعا في روتينه القديم غير قادر على مواكبة التطور والدور السياسي والاقتصادي للمملكة ورؤيتها العالمية 2030 وذلك نشاهده عند طرح قضايانا بكل تردد واستحياء دون آلية إعلامية واضحة ومنهجية، وبدون استراتيجية عملية، بسبب غياب المهنية الإعلامية وامتهان المهنة الإعلامية لمن لا مهنة له.
لا بد أن يقتصر عمل الإعلام على إعلاميين مؤهلين ومتخصصين (ولا بأس لمن يملك الخبرة الإعلامية والصحفية أن يمتهن مهنة الإعلام إذا أثبت كفاءته) لكن للأسف الشديد نشاهد أن من لا علاقة له بالإعلام علما ومهارة وخبرة يتولى مهمات في صناعة الإعلام».
- دخيل المحمدي
خطوات إصلاحية
«إعلامنا يحتاج إلى التفاعل مع مواد الرؤية وتسليط الضوء بشكل احترافي على أهدافها وخططها وربطها مباشرة برفاه المواطن وعزة الوطن.
فمن أهداف الرؤية الأساسية تنويع مصادر الدخل، وهذا أمر مطلوب في ظل العثرات الاقتصادية التي يعيشها العالم وتقلبات أسواق النفط، الذي كنا وما زلنا نعتمد عليه كسلعة استراتيجية لجلب المداخيل من العملات الصعبة، وهنا يبرز دور الإعلام بتوعية المواطن من خلال لغة الأرقام وبواسطة خبراء اقتصاديين محترفين، يتماهون مع الرؤية ومضامينها الاقتصادية المهمة، وبلغة بسيطة بعيدة عن التعقيد.
الرؤية منهجية واضحة وصريحة تحتاج الى جوانب عملية لتفعيلها وإطار زمني يؤطرها (وإعلام محترف) يستطيع أن يجعلها مادة ميسرة في متناول المواطن فهما وإدراكا وحلما قادما ينتظر تحقيقه في القريب العاجل بإذن الله.
ولكي نصل إلى مستوى إعلامي احترافي نحن بحاجة إلى تنفيذ خطوات عدة، منها:
- عمليات تكاملية بين الإعلام الرسمي بمكوناته التقليدية وبين الإعلام الجديد ومؤثراته ورموزه الأكثر تأثيرا في الساحة لإخراج إعلام مؤثر بفعالية.
- احتواء مشاهير الإعلام الجديد وتوجيههم بما يخدم مشروعنا الإعلامي الكبير.
- الاهتمام بكتاب الرأي في الصحف وإعادة وهجهم القديم الذي أطفأته المرحلة الرقمية التي نعيشها؛ فهم يظلون نخبا يستأنس برؤاهم وأفكارهم للوصول للإعلام الذي يراد له تجاوز الحدود حضورا وتأثيرا.
- دعم الصحافة الورقية كونها الجهة الأكثر موثوقية لدى القارئ، باعتبارها قوى ناعمة يمكنها صناعة ثقافة إعلامية رصينة.
- إنشاء أكاديمية تعليمية إعلامية تطويرية تصنع إعلاميين مميزين، واستقطاب كفاءات عالمية تسهم في إخراج جيل إعلامي يستطيع التعاطي مع الإعلام ووسائله بجودة عالية».
- علي المطوع
سلاح ناعم
«الإعلام السعودي يمتلك من المقومات ما لا يمتلكه الإعلام العالمي، ما يمكنه من المواجهة الشرسة التي تستهدف العرب والمسلمين والسعودية بشكل خاص، فيستطيع الاعتماد على القوى الناعمة التي تمتلكها السعودية، من مكانتها الدينية واللوجستية والنفطية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، فهي تواجه إعلاما يدعي أنه حر قد يكون مهنيا، لكنه إعلاما موجه، وفي ظني أن الإعلام السعودي بدأ يخطو خطوات سريعة لمواكبة التحولات السريعة داخل حظيرة الإعلام نفسه، وأيضا التحولات التي تحدث داخل السعودية، ونحن نلحظ قطف ثمار عديدة، وكيف تمكنت السعودية من تحويل التحديات إلى استثمار، وجعلت العالم يحول وجهته نحوها، باعتبارها أصبحت أحد مراكز القرار العالمي في كثير من الملفات، منها وبشكل خاص النفطي، وفي ملفات عديدة».
- عبدالحفيظ محبوب
صناعة الإعلام
«دور الإعلام في خارطة رؤية 2030 من المفترض أن يكون أساسيا وجوهريا، ولكن وبكل شفافية لم يكن الإعلام في مستوى الرؤية وطموحاتها وحتى إبراز إنجازاتها، واقتصر دوره على البعد الإخباري فقط، وغاب التحليل الإعلامي الدقيق والمساندة لتنفيذ برامج الرؤية وتقويمها وحتى تصحيح مساراتها لو لزم الأمر، وأعزو ذلك إلى قلة الإعلاميين المتخصصين في برامج الرؤية وضعف المؤسسات الإعلامية وطغيان واستمرار الممارسات الإعلامية التقليدية على حساب الإعلام الرقمي، الحديث الذي لم يأخذ مكانته ضمن منظومة مؤسساتنا الإعلامية.
وعملية النهوض بدور الإعلام في دعم ونجاح رؤيتنا الوطنية يبدأ بتطوير مؤسساتنا الإعلامية وتطوير نمطها الإداري والقيادي، وممارساتها الإعلامية لتنتقل من الاكتفاء بنقل الأخبار والتحليلات السطحية إلى التحليلات العميقة لمستوى إنجازات برامج الرؤية وأهدافها العامة والتفصيلية، وتقديم الدعم الحكومي المالي، وتأهيل العاملين في المؤسسات الإعلامية وحتى الإعلاميين والكتاب من خلال ورش العمل المركزة، والاستثمار الأمثل لمخرجات الجامعات من الخريجين المتميزين في كليات الإعلام والاتصال، واستحداث مراكز للبحوث الإعلامية في جامعاتنا قادرة على النهوض بالبحث العلمي في مجال الإعلام ومستجداته ومستحدثاته المستمرة، ومن المهم جدا التعاون مع مراكز الفكر المحلية خاصة والعالمية عامة في ضوء تأثيرها الكبير على مستوى صناعة القرارات وقياس آثارها المختلفة على المستويين المحلي والدولي، وتوثيق العلاقات مع المؤسسات الإعلامية العربية والدولية من خلال اتفاقيات تفاهم وتعاون مشترك لنشر إنجازاتنا الوطنية ومستوى تقدمنا الحضاري.
ولا أبالغ إذا ما قلت إننا بحاجة إلى إعادة صناعة إعلامنا السعودي أو إعادة بنائه من جديد ليس فقط ليواكب التحولات الوطنية الرهيبة في مملكتنا الحبيبة وإنما للمشاركة الفاعلة في صناعة التحولات الوطنية المتجددة وإبراز آثارها الوطنية».
- طلال الشريف
الانتقال للرقمية
«حتى ينجح الإعلام في تأدية أدواره الهامة والمحورية في رؤية 2030، عليه التحول بشكل كامل للرقمية ومواكبة التغير الكبير الحاصل في كل العالم وثورة الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع عمل دور 90 % من عمل الإعلامي سواء في الكتابة أو التسويق أو الإعلان وإنجاز الأعمال بتطبيقاته الكثيرة فهو يستطيع كتابة مقال وإعلان وسكربت لمسلسل، وتصميم شخصية افتراضية مع استديو افتراضي قادر على كتابة نشرة إخبارية وتقديمها وتسجليها وتعديلها ونشرها في عدة دقائق.. بشكل عجيب ومخيف جدا.
للإعلام أدوار محورية في حماية المواطن من الأفكار والأجندات الدخيلة على وطننا.
إذا تم التحول بشكل رقمي كامل وأصبحت المؤسسات متواجدة في كل المنصات تقدم المحتوى الإعلامي في قوالب مناسبة لكل تطبيق سوف تصل بسهولة للمواطن وتساعده في تلقي المعلومة الصحيحة ويصبح لها تأثير وسرعة وصول يمكننا من مواكبة برامج الرؤية في التنافسية العالمية الإعلامية ودعم المواهب والمهن الجديدة في الإعلام الجديد والرقمي المدعوم بالتقنية والذكاء الاصطناعي».
- رياض الحمزي
استقطاب الكفاءات
«لا أرى أن المشكلة بالدعم المالي أو التقني، فكلها متوفرة أو يمكن توفيرها متى ما لزم الأمر، رأس الأولويات هو وجود الخبرات والعقول الإعلامية الفذة والمميزة.
لو نلاحظ أن جميع وسائل الإعلام العالمية والإقليمية ذات الصيت العالي، يوجد فيها أسماء إعلامية كبيرة تقف خلف تميز تلك الجهات وهذا ما يزيد ليس فقط من تأثيرها وإنما كذلك يزيد نسبة متابعيها.
لا يمكن صناعة إعلام مؤثر إن لم تكن خلفه أسماء وخبرات قوية ولها تأثير عالمي وإقليمي، لذلك أعتقد أنه من المهم استقطاب أفضل الخبرات العالمية في مجال الإعلام وذلك للمشاركة في صناعة الإعلام وتطويره وكذلك تدريب الكوادر الوطنية.
يمكن اقتناء أفضل التقنيات والأجهزة وكذلك اتباع أفضل الطرق في الترويج الإعلامي، ولكن يبقى تأثير ذلك كله محدودا إن كانت الأسماء المشاركة في ذلك غير معروفه أو معروفة داخليا ويجهلها الوسط الإقليمي أو العالمي.
بالإضافة إلى أن الاستثمار في قطاع الإعلام العالمي سيعزز من سياسة وتوجهات المملكة بالطرق الناعمة وغير المباشرة، كون الاعتماد على الإعلام المحلي فقط لن يكفي في رسم صورة مميزة عن المملكة وتعزيز سياساتها ورؤيتها عالميا».
- أيمن التميمي
إعلام جريء
«إن الإعلام صوت وطن، أوتاره مسؤول ومواطن، وبرواز صورة للفرد والمجتمع، مرآة تعكس حضارة أمة بكل قيمها وسلوكها وثقافتها، ودرع يحمي كل هذه المكونات من التطرف والانحراف الفكري أو التشويه التاريخي.
على ضوء هذه الرسالة ينبثق دور الإعلام الذي نحتاجه ليواكب رؤية 2030.
وكي يواكب إعلامنا رؤيتنا فهي مرحلة صعبة وليست مستحيلة، فقط نحتاج إلى تخطيط وتدريب وشجاعة قرار لتحقيق أهدافنا، منها:
- رفع سقف الحرية في النقد البناء بما لا يتعارض مع ثوابت السياسة المتزنة لقادة البلد حفظهم الله، لأن جرأة الإعلام تكسر نمطية الصورة التقليدية عند المتلقي، بل هي سر نجاحه.
- إنتاج محتوى رقمي ذي مصداقية عالية يناسب هذه القنوات المختلفة، ينافس في وسائل التواصل، يوثق الأحداث، يعطي الملامح للمستقبل، محتوى يكون محكما من ذوي الاختصاص.
- المواكبة وتوليد قنوات رقمية تفاعلية مثل التطبيقات الالكترونية والمواقع الإخبارية مع الحفاظ على أي كيان قائم من إعلامنا، فهي أجزاء أصيلة من الماضي».
- حسن علي القحطاني
صناعة رأي عام
«بعيدا عن جلد الإعلام وتحميله مسؤولية ليست مسؤوليته أو طلب إدارة حملات أممية منه؛ فبعض الهيئات والمؤسسات التي أدارت مشاريعها بعيدا عن الإعلام واعتمدت على مشاهير السوشيال ميديا وحملتهم بالطائرات الخاصة وأغرقتهم بالأموال هي من تسبب في تهميش مخرجاتها؛ لان هناك عدم إدراك حول من (يقدر) ومن (لا يقدر) على صناعة رأي عام يفهم ويتقبل وينخرط في الرؤية».
- محمد الساعد
استثمار الإعلام
«أعتقد أن التطورات السريعة والهائلة في مجال الإعلام تتطلب فكرا جديدا واستراتيجيات جديدة غير عن تلك الاستراتيجيات الكلاسيكية، التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي يجعلنا نتنبأ بمستقبل مهول للإعلام عالميا والحلول ليس فقط في تطبيقها لدينا لأن ذلك لن يغير كثيرا في تطور الإعلام لدينا.
هناك نقطتان مهمتان بجانب تطبيق مواكبة الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي وهي الاستثمار في الإعلام العالمي سواء على مستوى التطبيقات أو القنوات والصحف، والاهتمام بالقوة الناعمة خاصة أنه لدينا العديد من المقومات التي تجعلنا نبرز قوتنا الناعمة على المستوى الديني والسياسي والاقتصادي والسياحي».
- محمد عبدالله القرني
إعلام داخلي مبدع وخارجي موجه
«لنصل إلى علو مراحل النهضة الإعلامية نحتاج إلى الآتي وباختصار:
- إعادة هيكلة العاملين في الإعلام فمعظم الساحة الإعلامية والمسيطرة لدينا تعاني من ترهل وشيخوخة حقيقية غير قادرة على مواكبة التغيير أو حتى التطوير، ويرفض الابتكار والإبداع بدعوى العجز المالي بينما هو عجز فكري إبداعي.
- الإعلام حتى وإن تطور بشكل سطحي وغير عميق وجذري لا زال يخاطبنا نحن فقط، بل ومع تعدد وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمترجم بلغات متعددة فهو يعيد نفس الخطاب الداخلي وبصيغته، وكأن عقلية المتلقي الأجنبي هي ذات العقلية السعودية، لذا نحن بحاجة إلى إعلامي خارجي موجه ومحترف.
- ضرورة دعم وتشجيع وإنشاء منصات إعلامية جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، قادرة على نقل المتغيرات والتطورات بالإضافة إلى صناعة محتوى إعلامي مميز».
- ابتسام القحطاني
الشريك الوطني الأول
«أعتقد أن الإعلام محليا وعالميا يعيش مرحلة تحول حقيقية، ولا يبدو هذا التحول طارئا أو غريبا، فالإعلام مر بتحولات عديدة، وكان في كل مرحلة يخرج متأقلما منسجما مع كل جديد، وهذه المرونة والحيوية في استيعاب أدوات التطور وجديد التكنولوجيا أمر يدعو للاطمئنان، وبالتالي يجب ألا نتشاءم ونقسو على أنفسنا وعلى الإعلاميين، أو نحملهم مالا طاقة لهم به، وفي الوقت ذاته يجب ألا نفرط في التفاؤل أو نبالغ في نفخ الذات، فتنهار الهمم وتخور العزائم.
شخصيا، لا أرى تعثرا للإعلام أو سقوطا يحتاج للنهوض، ولا نجاحا تاما يدعو للزهو أو الطغيان والبطر، فنحن بين البين، وهذا أمر جيد، وإذا ما بحثنا عن الإعلام ودوره في خارطة الرؤية الوطنية 2030 فإننا سنجده الشريك الوطني الأول، والحاضر الدائم، بل والحاضن الطبيعي لكل منجز وطني، ولولا إدراك صناع الرؤية وقادة التحول في المملكة للدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في إنجاح مبادرات الرؤية الوطنية وخططها التنموية وتعزيز الوعي وبث الثقة بها وبأدواتها ما كان لسانها الناطق وعينها الرقيبة!
وهذا أمر طبيعي بلا شك، ولو أننا بدل الحديث عن دور الإعلام -وهو أمر معلوم وملموس- ناقشنا موقعه في خارطة الرؤية، بمعنى مراجعة ما أنجزته وزارة الإعلام في تحقيق مستهدفات الرؤية في المجال الإعلامي، وكذلك مناقشة إمكانية خلق مبادرات إعلامية حقيقية يمكن أن تكون فرصا تطويرية وضمن أجندة صناع الرؤية ومتخذي القرار، لربما كان هذا أفضل».
- بندر الزهراني