عبدالمعين عيد الأغا

عكس مقاومة الأنسولين

الثلاثاء - 02 مايو 2023

Tue - 02 May 2023

تردني تساؤلات عديدة من بعض الأفراد الذين يعانون من البدانة بشكل لافت للنظر، إذ يكمن سؤالهم: هل سنصاب بالسكري بسبب السمنة التي نشكو منها، وكيف يمكننا تفادي التعرض للإصابة بداء الحلو؟

وحتى تكون الصورة واضحة لدى هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من البدانة أؤكد لهم بأن هناك بالطبع علاقة وثيقة بين البدانة وزيادة «فرص» التعرض للإصابة بالسكري النمط الثاني (غير المعتمد على الأنسولين) وهذا الأمر بالطبع لا يحدث فجأة بين يوم وليلة، فهناك مرحلة تسبق تأكيد الإصابة بداء السكري النمط الثاني وهي مرحلة «مقاومة الأنسولين» والتي تعتبر مرحلة جرس إنذار للشخص لتصحيح نمط ومسار حياته الصحي لتفادي الإصابة بالسكري، إذ تحدث مقاومة الأنسولين عندما لا يستجيب الجسم للأنسولين جيدا ويكون الجلوكوز أقل قدرة على دخول الخلايا، وفي هذه الحالة يواصل البنكرياس ضخ المزيد من الأنسولين لكن الجلوكوز يظل يواجه صعوبة في الوصول إلى الخلايا، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

وما يعزز مقاومة الجسم للأنسولين هو عملية أيض الجسم والتي تتأثر بكمية الدهون المتراكمة في الجسم، فكلما اختل اتزان عملية الأيض وتباطؤها في الجسم، تفرز بعض المواد الدهنية في الدم ويترتب عليه مقاومة الجسم للأنسولين.

ولكن بشكل عام يجب على البدناء استغلال مرحلة مقاومة الأنسولين بتخفيف الوزن من خلال ممارسة الرياضة لكونها تساعد في تقليل دهون الجسم، مما يجعل الخلايا أقل مقاومة للأنسولين، ومن خلال بناء العضلات يصبح الجسم قادرا على استخدام الأنسولين بكفاءة أكبر، وأيضا الحرص على الأكل الصحي والحد من أطعمة السكريات والكربوهيدرات إذ يستجيب الجسم تلقائيا بإفراز كمية أقل من الأنسولين، وقد يؤدي انخفاض كميات الأنسولين إلى تقليل تخزين الدهون وتقليل فرص أن تصبح الخلايا مقاومة للأنسولين، بالإضافة إلى الحرص على تناول الفواكه والخضراوات والحد من الوجبات السريعة غير الصحية، وضرورة النوم الصحي وتجنب عوامل التوتر والقلق، فمن خلال كل هذه العوامل يستطيع الفرد تحقيق أهداف «عكس مقاومة الأنسولين» وتقليل فرص التعرض للسكري النمط الثاني.

وتتمثل العلامات والأعراض الدالة على مقاومة الأنسولين في ارتفاع مستوى السكر بالدم، وزيادة الوزن بسبب تخزين الدهون في الجسم، وزيادة محيط الخصر عند الرجال وعند النساء وكذلك الأطفال اليافعين، والشعور المستمر بالتعب والنعاس، والعطش والجوع الشديدين، وكثرة التبول، وتكرار الإصابة بالتهابات، والإحساس بالوخز في اليدين أو القدمين، واضطرابات الدورة الشهرية، وظهور بقع من الجلد الداكن المخملي تسمى الشواك الأسود على الرقبة بالإضافة إلى بقع سوداء على الإبط.

وأخيرا.. البدانة درجات وتتوقف على مؤشر كتلة الجسم ونسبة الوزن، فهناك حالات تشكو من زيادة بعض الكيلوجرامات ولكنها مؤثرة على هيئة جسده، وهذا قد يستفيد من ممارسة الرياضة وتصحيح النمط الغذائي، بينما الأشخاص الذين يعانون من البدانة المفرطة والواضحة فقد يحتاجون إلى إشراف طبي لإقرار الأسلوب المناسب لعلاجهم، وأجدد التأكيد بأن حجر الأساس للتحكم في الوزن ومعالجة السمنة هو التغذية الصحيحة وممارسة الرياضة كقاعدة حياتية وليس إجراء مؤقت لتفادي الوصول إلى مرحلة مقاومة الأنسولين؛ فاختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي يستهلكها الإنسان وتلك التي يحرقها جسمه يمهد لزيادة الوزن، وكل هذه المعطيات تجنب التعرض لداء السكري النوع الثاني الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، ويحدث نتيجة حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الأنسولين أو عدم كفاية كمية الأنسولين المنتجة في البنكرياس بسبب السمنة وحياة الخمول.